September 2, 2007

كتبتُ و عُدتُ

كتَبْتُ في الجزْرِ سطراً على الرَّملِ
أودَعتُهُ كل روحي معَ العقلِ

وعُدتُ في المدِ أقرأ وأستجْلي
فلَمْ أجدْ في الشواطي سوى جهلي
عجباً لوقع هذه الأبيات القليلة على النفس .. تحمل في طياتها عبرة كبيرة جداً تفوق هذين البيتين كتباً .. مرآة رباعية لجهلنا وتغيبنا، تكلمنا عن مدى سطحية الحياة التي أردناها لأنفسنا

لن افصح الآن عن معناها أو صاحبها – ولو أنه أشهر من نار على علم - ..

ولتكن هذه المقدمة البسيطة

النفاق والرياء هما صفتان مذمومتان في الإسلام .. لماذ ياترى؟

دعنا من الإجابات المدرسية ولنتوقف ولو دقيقة ننظر في السؤال مفكرين في عين الإجابة

هناك حقيقة كيمي- فيزيائية ( إن صحّت التسمية ) تقول أن لكل شئ طاقة فعلية تحيط بها، طبعاً لا نراها، وهي سبب تأثيرنا على الآخرين وتأثير الآخرين والأشياء علينا .. ومن هنا نحن قد نرتاح لفلان أو لا .. أو نحب مكاناً ما أو لا .. ومن هنا أيضاً تنطلق طاقة النفس البشرية بما تحمله متجهة صوب ما تقصده، أي، لو حسدتُ شخصاً مثلاً في شئ فإن هذا الشئ قد يتسبب بأضرار أو قد يمرض هذا الشخص المسكين .. طيب .. علمياً ما هذا؟

هذه الطاقة تخرج من مكانها بداخلي ( طاقة الحسد ) لتذهب بشرارتها وتلسع صاحب النصيب .. وهذا حقيقة .. فـ ( العين حق ) ..

أوكي .. وما صلة هذه المعلومة العصماء ببيتي الشعر أعلاه!

من هنا نبدء لنتحدث حولها لكن أيضاً بشئ من الـ ( فلسفة ) ..

بطبيعة الحال، النفاق والرياء يفترشان طاقتيهما الخاصة بداخلنا .. وهنا يكمن التنفير منهما .. فطاقتهما تنعكسان على صاحبهما سلباً .. ويظهر ذلك من ملامحه وتصرفاته

تجد المتعجرف منهم سريع الحركة جداً أو بطئ الحركة جداً وتشعر من ملامحه ونظراته أن به خطبٌ ما .. وهنا الربط

حب الظهور هو الرياء .. وهو أيضاً حب الشهرة .. الشهرة التي أصبحتْ اليوم طلب كل الشباب والبنات ( على اعتبار أن كلمة "كل" هنا تقديرية ) .. والله يخلي الإعلام الذي يؤصل ذلك في النفس حتى تصير طبعاً وهدفاً في حد ذاتها

في ظاهرها جميلة وبريئة ولا ضير بها .. لكن لم يفكر أحداً في تسليط الضوء على كوامن خطورتها .. ولنراقب منذ اليوم هؤلاء المشاهير خاصة من يكون المظهر جزءاً مهماً في ظهورهم كالمغنيين مثلاً ( في قاموسي الشخصي قلة قليلة من تستطيع أن تسميهم "مطربين" )، والبقية من أهل الشهرة أينما كان منطلقهم بين الكُتاب والسياسيين ..الخ .. راقب نظراتهم وتحركاتهم وسترى بنفسك

هذين البيتين ببساطة يصفان الشهرة .. للرائع جبران خليل جبران

أعيدوا قراءة البيتين الآن وتأملوا الخيبة اللي عايش فيها المشاهير من كل حدبٍ وصوب – وطبعاً المقصودين هم من يُسَخِّرون حياتهم للشهرة كما ذكرنا

2 comments:

Anonymous said...

والله أخي العزيز كان ودي أعلق على الموضوع ولكن زي مايقولون ... وليس بعد الكمال إلا الرضا .....

أنا بصراة ماكملت قراية الموضوع قريت شوية منه ...لكني إن شاء الله في أي وقت بكون فيه فاضي بخش على مدونتك وأشوف حديثها ....


The-doc6or
ملتقى المدونين العرب - مشرف قسم البرمة

Me, myself, and her said...

دكتوري العزيز ..

أهلاً ومرحباً .. البيت بيتك