December 7, 2009

خط سير بحيرة المسك فيما إذا انفجرت لا قدَّرَ الله


نفس التساؤل الذي حضرني في الموضوع السابق ، يا تُرى هل سينتظر المسئولين ومن فوقهم ومن تحتهم إلى ما بعد انفجار البحيرة ؟؟ ومن ثم يقوم كل منهم من نومه الهانئ كي يضع خطة ما بعد الكارثة ؟؟ يؤسفني أن أزف إليهم هذا الخبر "العفِن" ، فيما إذا انفجرت البحيرة قد تسوَّر المنطقة ويحجر على من فيها صحياً وتُعْلَن منطقة غير آمنة على صحة البشر "الأصحاء" - أي من هم خارج المنطقة - وتوضع جدة في القائمة الأكثر سواداً ضمن أكثر المدن تلوثاً في العالم ، وطبعاً قد يكون أصحاب المعالي أحد هؤلاء المحبوسين (!!!!!)

هل هناك حالة طوارئ وتأهُّب عند موقع مصدر الخطر على مدار الساعة لتعميم الخبر وإبلاغ المناطق المعنية بسكانها فور حصول الكارثة لا قدَّرَ الله ، وهل هناك خطة وقائية ؟؟؟ وهل هناك خطة إخلاء لحظية فور حدوث الانفجار؟؟؟؟
يا ترى يا هل ترى .. هل سأجد أحداً يرد على تساؤلاتي ، كيما أبدء في استعداداتي الشخصية الفردية أنا وأسرتي؟؟؟؟
( أنا في قلب الحدث ، يا ربي .. إليك نفسي ونفس أحبابي أسلمها تحت رحمتك وأمانك )



مصدر الصورة : غير معروف

شكرا في كل الأحوال

December 6, 2009

الاستعداد والتجهيز منعاً لكارثة جديدة



دائماً ما نقوم بعد الكارثة ، دائماً .. وأتعجَّب لما لا تدفعنا أوجاعنا الحالية للبحث عن حل أخير ومخرج أبدي مما نعانيه.

تفكير المجموعة لا يعني على الإطلاق أنه ترجمة لتفكير الأفراد ، لكن بالتأكيد هو كذلك .. فلو نظرنا إلى الطريقة التي يتعامل بها المجتمع العام مع مشكلة ثم ننظر في كيفية تعامل الأفراد من حولنا مع مشاكلهم لوجدنا تشابهاً مذهلاً ..

هو نداء مني للجميع ..

جدة الآن تُبنَى عن بكرة أبيها ، هذا قبل الكارثة المهزلة عندما غرقت جدة في "شبر" مي ، واحتراماً للجهود المبذولة لإعادة بناء هذه المدينة والجهود الجبارة التي يقدمها الإمير خالد الفيصل ، علينا كـ أفراد ، بما أننا نكون "مجتمع" أن نتعلم الدرس .. التسلح بالحيطة ، ليس خوفاً وحذراً ، بل بالتوعية والعلم ..

لستُ ممرضة أو مرشدة اجتماعية أو في جميعة الكشافة وما إلى هنالك ، لكني أعرف أن هناك الكثيرين بيننا ممن يبحثون عن دورهم في الحياة وعن فرصة لتأدية هذا الدور ، بالفعل أعرف الكثيرين ، لذا فهي فرصة ممتازة نخبط فيها عدة غِرْبَان بحجر واحد ..

نغذي مشاعر الألم لما حدث للناس في هذه الكارثة + نجد ضالتنا في التخصص العلمي المناسب + زيادة وعي الشباب بأهمية العمل الجماعي "المنظم" ولا أقل منه + إيجاد مساحة علمية نشيطة في المجتمع تخدم الخطة الموضوعة في بناء هذه المدينة = إصابة الهدف باحترافية

وطبعاً المقصودين هنا هم أهل جدة ، لكن ليس فقط ، بل كل أهل السعودية وكل إنسان يعي مسئولية الفرد تجاه الجماعة ، وهو ما نعرفه من الإسلام بـ التكافل الاجتماعي ، بكل فروعه.

رغم ضيق وقتي وبُعد الموضوع عن تخصصي ، إلا أني وجدت بداخلي رغبة كبيرة في ... تجميع بعض الروابط الخاصة بـ

إدارة الكوارث والطوارئ
Disaster & Emergency Management

وهناك إدارة كوارث موكل بها الفرد فـ الأسرة فـ المجموعة في محيط العمل أو الدراسة أو السوق ...الخ ثم المجموعات لمواجهة كوارث مختلفة الدرجات والأنواع في الأجواء الخارجية. وما نعرفه عن هذا العلم انه مثل غيره ، له أسس ونظريات وقواعد وكتب وندوات وشبكات اتصال وتواصل عالمية لمعرفة المستجدات في كل فروعه. وأعتقد أن مكتبات كـ جرير ، العبيكان ، تهامة ، و فيرجين لديها كتباً تثقيقية فيما يخص إدارة الكوارث والاحتياط المستقبلي منها.

ما يلي روابط لخطط ومعلومات لإدارة محيط الكارثة بتنظيم واتقان

Wise Geek.com

Government programmes and policies

FEMA
على الفيس بوك لمتابعة أفضل

Gather.com

University of Missouri information

و ما أخبئه في أمنيتي هنا هو توجيه الشباب والبنات ممن يهدفون لهذا النوع من الدراسة الأكاديمية ، وهاكم روابط بعد الجامعات التي تدرس هذا النوع من الإدارة

Tulane University

University.com
مجموعة من الجامعات لحرية الاختيار


Western Carolina University

American Public University

للدراسة عن بعد تقيد من لا يستطيع السفر
Online Education Database

كتاب جيد لقراءته
- كمثال لكتب كثيرة طبعاً

قائمة الجامعات وجامعات الدراسة عن بعد طويلة ، يكفي ان تضع الكلمة المطلوبة في جوجل ثم تبحث في التفاصيل كي تقرر الأفضل
Key words for searches:

Preparedness disaster management
Disaster management bachelor degree
Natural disaster management


هذا جهدي المتواضع الذي لو استفاد منه شخصاً واحداً فهذا يعد باستفادة مئات الأشخاص ، بناء على قناعتي بأن الفرد هو مجتمع كامل وعليه أن يعيش بهذا الفكر طوال حياته.. أرجو من الله أن يكون بقدر الإفادة التي نويتها وأنا أعده.

December 4, 2009

Turn off your TVs .. Turn on your brains!



Some body has to kill the babysitter, kill your TV, turn it off!


This is the message of the movie.

December 1, 2009

دموع العروس - لماذا تغرق جدة


مادة وثائقية من جزئين تشرح سبب سيول الأمطار في جدة


الجزء الأول



الجزء الثاني

November 30, 2009

October 22, 2009

The veiled commodity

Get ready to grab the most touching five minutes you can live with this short movie. Get the message and spread it.

Have a nice touching time, dear friends.

September 1, 2009

سر ارتباط المسلسلات برمضان

قرأت هذا المقال لدى صديقنا ياسر وقد لفت انتباهي الشبه الكبير بين ما تهدف إليه حملتنا وما يتحدث هو عنه ، ورغم أنه يستهدف في مقاله أهل السعودية تحديداً حيث هو يقيم إلا أنه يمكننا تعميم ذلك على الكثير من بلدان الوطن العربي

تفضلوا

وصلني هذا السؤال من احد متابعي الموقع. طبعا هذا الموقع ليس موقع حل الغاز. فانا لا اتوقع ان ترسل لي اي سؤال تريد ان تعرف اجابته. كأن تسالني "فين فردة شرابي الكحلي الثانية؟" غالبا لن اعرف. مع ان هناك احتمال كبير انها بداخل الحذاء الاسود الذي ترتديه في المناسبات الرسمية

لماذا يتم انتاج ماقد يفوق المئتي مسلسل كل عام و التي تستهدف رمضان في توقيت عرضها؟ لا، ليس لان رمضان شهر اجتماعي تلتف فيه الاسر حول سفرة واحدة و شاشة واحده. نحن فقط نعتقد ذلك لان شركات رقائق السمبوسة والعصير تستخدم هذه الجمل احيانا في تسويقها. فتلتصق بعقلنا اللاواعي

لا، ولا لان الناس فاضية في رمضان. هذا وان تحقق في في هذه السنة بسبب الاجازات والصيف فلم يكن الحال في الماضي. ولا يمكن ان نستنتج ان الفضاوة تقود مباشرة للمسلسلات. هناك العديد من البدائل

حتى نجيب على السؤال يجب ان ننظر فيما يعرف ب
the business model
او كيفية تحقيق المسلسلات للربح

الافلام مثلا، معادلتها بسيطة: مبيعات شباك التذاكر= درجة نجاح الفيلم. لذا تستهدف الافلام اسابيع يوليو واغسطس الثمانية. لان كل الطلاب و الكثير من الموظفين و العوائل في اجازات. و حضور فيلم في الاسبوع خلال الاجازه هو احد اركانها. فتحقق صناعة السينما في هذين الشهرين نسبه كبير من دخل السنه

كلمه السر في
the business model
الخاص بالافلام هي "موسم الاجازه". فما كلمة السر في المسلسلات؟

مع ان معادلة المسلسلات مختلفة (يتم انتاج المسلسل، ثم شراء القناه لحقوق البث، ثم شراء المعلن لثواني اعلانيه في المسلسل، ثم شراء الناس لما شاهدوا في الاعلان. و بهذه الطريقة "كله يقبض"). لكن مقياس النجاح تقريبا نفسه. فهو يعتمد في النهاية على شعبيه المسلسل. قياس هذه الشعبيه اسهل في الافلام حيث انها ببساطة اجمالي مبيعات التذاكر. اما في المسلسلات فهو الرائ العام و الدوشة التي يحققها المسلسل

حتى "تشاهد" فيلم يجب ان تذهب و تشتري التذكرة. لذا يلعب موسم صيف و فراغك فيه الدور الاكبر في معادلة الافلام. اما حتى "تتابع" مسلسل يجب ان يكون روتينك اليومي يسمح لك بان تشاهده. لان المسلسل يعرض كل يوم او اسبوع في نفس الوقت

الروتين ووجوده في حياه متابعي المسلسل المستهدفين هي كلمة السر في
the business model
الخاص بالمسلسلات

في الغرب، يتناول كل الناس الافطار في نفس الساعات. و كذلك الغذاء و العشاء. الاسواق تغلق في السادسه او السابعة. ثم تجد الكل في بيته في الثامنه مساء. لذا يسمي الوقت هذا بوقت الذروة او
the prime time
و هو الوقت الذي تعرض فيه كل القنوات افضل ماتنتج من اعمال

حياتنا في المملكة تفتقد للروتين. فخلال السنه لا يمكن للقناة ان تضمن متابعتك لاى عمل وان كان جيدا و اعجبك. لانه لو ان شخصا كان فاضي في البيت يوما و شاهد حلقة الساعة ٧ مساء فلن يفعل غدا. لانه غدا في الساعة ٧ سيكون في السوق، او نائم، او في بيت الوالدة، او يتغدى او يتعشى! بل ان اغلب الناس لايعرفون الساعة ٦ ماذا سيفعلون الساعة ٧

رمضان حل هذه المشكله لسوق صناعة المسلسلات. لانه يجعل الغالبيه الكاسحة تاكل في البيت بين الساعة ٦:١٠ الى٦:٤٠ مساء. ثم تنطرح هذه الاغلبية مغما عليها على الكنب لان كل الدم في المعدة. اقصى نشاط يمكنهم فعله هو تحريك السبابة لضغط جهاز التحكم. تستمر هذه الحالة لساعة و نصف. هذا هو
the prime time
الاول. هنا حصلت مسلسلات كطاش ماطاش، زكية زكرية
Full House
على تلك الدرجة و السمعة الاسطورية

رمضان يقدم
prime time
ثاني ولكنه اقل تركيزا بين ١٠ ومنتصف الليل. برع فيه نور الشريف، يسرا، و الاعمال السورية

تحقق هذا الوقت لان الغالبية ينشغلون مع التراويح حتي حوالي الساعة ٩:٣٠ او ١٠. فينقسم الناس قسمين بعدها. فقسم يذهب في مشاوير و قسم يعود للبيت. من يعود للبيت يحس انه قد قدم الكثير للجانب الديني. فقد قرأ قرأن قبل المغرب و قبيل العشاء. ثم ركع مع الناس ١٥ ركعة في التراويح و العشاء. فيقول "خلينا نفرفش شوية". و لان الناس في رمضان يحرصون على خفض ممارسة الافعال المشبوة شرعا. فيستبدل او يقنن البلوت و الشيشة و الافلام الاجنبية بما هو اقل منهم شبهة...... التلفزيون

باختصار. نجاح المسلسل يعتمد على التزام جماهيره بمتابعه اكبر قدر ممكن من حلقاته. ولا يتحقق ذلك الا بان يسمح روتينك اليومي بذلك. و لان رمضان هو الشهر الوحيد الذي يفرض روتينا. فتنجح فيه المسلسلات

August 26, 2009

دَوَّر في نفسك .. كمٌ من العِبَر في أغنية عابرة

سعيدة جداً أنني حظيتُ بمشاهدة هذا الكليب ، وسعيدة أكثر أننا أصبحنا نصادف هذا النوع من الأغنيات التي تعطيك الحكمة بغض النظر عن الوعاء الذي تخرج منه ، وهذه هي رسالة الأغنية التي ستشاهدونها الآن

أغنية صاروخية تجبرك على الالتفات لها وانت تبتسم .. سريعة لكنها تعلق في الذهن .. يظهر للمشاهد من ريتمها السريع أنها تحمل معنى واحداً .. إلا أنها وعن جدارة كسرت الرتابة والضحالة وقدمت للشباب أمثولة من الأغاني نحتاجها جميعاً .. قدمت لنا دروساً متعددة داخل قالب سريع يضمن التأثير في المستمع وبرمجته على رسائله الإيجابية و "الإيمانية" التي قلما تجدها في الأغاني العربية ومنذ سنوات طويلة مضت

بصراحة شديدة .. تغيرت نظرتي إلى "أحمد مكي" .. رغم أني لم أبحث في سيرته وتركتُ لنفسي الحكم عليه من انطباعي الأول فقط .. هذا الكليب سيجعلني أعيد النظر وأبحث عن هذا الشاب ، ما هي رسالته وما هو فكره الذي يريد إيصاله لنا ، بل ومن هو هذا المخرج الشاب الذي يتقن مخاطبة عقولنا الباطنة كي يقدم لغة سريعة متقنة توصل الرسالة بل وتضمن أن نستجب لها ونتغير ضمنياً بعد ذلك
شكراً أحمد مكي .. شكراً أحمد مناويشي ..

Keep up with your great work, keep on delivering same messages, may Allah bless you



تفضلوا بالمشاهدة

June 26, 2009

One in a million you are .. brilliant talent

Each photo contains tens within, amazing!











May 28, 2009

قهوة على العلاَّقة



ليس أجمل من هذه القصة سوى أني ، ومصادفة ، قرأتها وأنا أحتسي كوب قهوتي ..
قصة تستحق أن توضع في برواز في أجمل مكان في قلوبنا ..


تفضلوا


في مدينة البندقية وفي ناحية من نواحيها النائية ، كنا نحتسي قهوتنا في أحد المقاهي فيها.

فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل"الخادم"إثنان قهوة من فضلك واحد منهماعلى العلاقة ، فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا،لكنه دفع ثمن فنجانين ، وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها: فنجان قهوة واحد.

وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على العلاقة ، فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ، ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا ، فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد.

وعلى ما يبدو أن الأمر قد دام طوال النهار.

وفي أحد المرات دخلنا لاحتساء فنجان قهوة ، فدخل شخص يبدو عليه الفقر ، فقال للنادل : فنجان قهوة من العلاقة !

أحضر له النادل فنجان قهوة ، فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه !

ذهب النادل الى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة ، ورماها في سلة المهملات.

طبعاً هذه الحادثة أمام أعيننا جعلتها تبتل بالدموع لهذا التصرف المؤثر من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني.

ولكن يجب علينا أن لانحصر هذا المثال الجميل بفنجان قهوة وحسب ولو أنه يعكس لنا أهمية القهوة عند الناس هؤلاء هناك ..

فما أجمل أن نجد من يفكر بأنه هناك أناس يحبون شرب القهوة ولا يملكون ثمنها.

نرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم .

ونرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان، فينظر الى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون ان يعرف من تبرع به، فيحتسيه بكل سرور، حتى ان هذا الحائط في المقهى يمثل زاوية لها مكان خاص في قلوب سكان هذه المدينة.




- شكرا مجموعة "فن" على هذه الهدية -

May 19, 2009

درس قاسي من قصر الجمهورية


كثيراً ما يواجهنا ظلماً أو قمعاً ما من الآخرين بشكل أو بآخر، والكثير منا تكون له إحدى ردة فعلين ساذجتين، الانتقام أو/و الشماتة في حال وقعتْ مصيبة ما على من ظلمنا ..

وقد لا ينتبه المظلوم أن أجمل ما يملكه هو وقوف الله سبحانه وتعالى بجانبه بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني رمزية وفعلية شكلاً ومضموناً

وحينما تلفنا مشاعر القهر والحرمان فإن ردود فعلنا تكون فورية وتلقائية ومحدودة في الأغلب لأننا نفكر في الانتقام والشماتة ..

وفي مواقف كهذه حري بي وبكل من شعر بهذه المشاعر المؤلمة أن أكون ذكياً وليس متهوراً طائشاً أي ضعيفاً ..

ففي الأولى .. مهما جمعت كيداً ومدداً كي انتقم لن يأتي ما أقدمه ذرة في انتقام الله عز وجل لي ممن ظلمني، لأنني انتقم بناء على مشاعري التي أعرفها عن نفسي فقط، والله سبحانه عندما ينتقم فإنه يعلم ما في نفس ظالمي ونقاط ضعفه وثغراته حتى أكثر من صاحبها، وهنا تستطيع أن تقول وأنت في بيتك آمناً سالماً وحتى دون أن تكلف نفسك عناء مجهود الانتقام، تستطيع أن تقول "وما رميت ولكن الله رمى" .. ستعيش لذة انتصارك اضعافها بانتقام الله وليس بانتقامك البسيط أمام قدرته

وفي الثانية .. لن يشعر أحدنا بشماتة وهو يعلم عن عدل الله وانتقامه ما يعلم .. ولن يغفل أحدنا عن دارة الدنيا التي تدورعلى كل الناس ابتداء بأنفسنا، فالشماتة ناراً تشعل صاحبها ولن تريحه وتزكي شعوره في كل مرة كي يشمت وهنا ستتحول مشاعره إلى كره وهذا شئ غير صحي وغير صحيح

أقول كل ذلك لأنني رأيت شماتة الناس أكثر من تأملهم في حكمة الله في وفاة حفيد حسني مبارك ..

شئ من التأمل بكثير من الصمت ستعلم ونعلم جميعاً أن لله في خلقه شئون لا نعلمها حتى لو بانت واضحة لنا، وما نُكْره عليه كبشر قد يكون فيه خير لنا، وما يسرنا قد يكون اختبار لنا

في بدايات العام الماضي عُرِض فيلماً في مصر يظهر من السيناريو الخاص به أنه "تلميع" لسيادة الريس كما يحب أن يسميه البعض، أو رسالة تنبيه غير مباشرة تدعو الريس للصحوة والاقتراب من معاناة الناس، لكننا سنراه اليوم من زاوية مختلفة لم نكن لنراها منذ عام

طباخ الريس .. هو فيلم يحكي عن رجل من عامة الشعب يختاره الريس ليكون طباخاً له فيبدء بنقل أخبار الشعب له، ويبدء الريس بالتفاعل مع الموضوع وينزل بدوره إلى الشارع ليرى حياة الناس عن قرب، وفي إحدى لقطات الفيلم يُطْعِم الريس وزرائه الخبز المغشوش الذي يأكله الشعب. ويحلو لي أن أضع نقطة آخر السطر هنا.

فأي درس كان هذا الفيلم عندما نعلم أن حفيد الريس مات مسموماً من وجبة أكلها خارج قصر أبيه وجده – حسب علمي -، هذه المرة أكل حفيد الريس مما يأكل الشعب. وأي درس لنا من هذه القصة كي نتعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يترك عبده دون إنذارات واختبارات ورسائل هنا وهناك، بل وأي درس لنا كي نتعلم أننا كلنا نعيش في ظل الله ورحمته.

قد يكون موت هذا الطفل درساً قاسياً لملايين من الناس وليس فقط جده وأبيه ..

رحم الله محمدا وأسكن هذا العصفور جناته وجعله شفيعاً لأهله

April 18, 2009

Aware of the ARRIVALS احذر من القادمين

يوم الحادي عشر من سبتمبر كان حداً فاصلاً ونقطة انقلاب جذرية في معظم اهتماماتي وقراءاتي بل ونظرتي للأمور ، واستغربتُ أنني كنتُ ضمن معظم سكان الأرض الذين أحدث هذا اليوم تغييراً جذرياً في معاييرهم هم أيضاً ، فكما نعلم كانت هذه الحادثة بمثابة المنبه بالنسبة للكثير من غير المسلمين لتكبير العدسة حول الاسلام والمسلمين والدخول في تفاصيل عنهم

بالنسبة لي كان وقع هذا اليوم بالنسبة لي بمثابة مجهر البحث والتفكر وفلترة كل ما يدخل إلى دماغي ومبادئي ومعاييري ، وكل شئ قابل لمعايير ميزان المنطق وربط الأمور ببعضها وصولاً لحل أي لغز يكون عقبة أو مشوش لحقيقة ما

منذ هذا التاريخ وأنا باحثة في عالم ما وراء كل شئ ..

بدأت بنسخة البروتوكولات الصهيونية ثم مررتُ بكتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" الذي كان في حقبة ما ممنوعاً من التداول العام ثم "حكومات العالم الخفية" و"ميكيافييلي" وغيرها ..

كل ما هو مكتوب في هذه الكتب يقلب موازين الرأس ، أي الموازين التي اكتسبناها من مجتمعنا الصغير فالأكبر فالمجتمع الدخيل "الغرب" الذي نعيش تفاصيله وكأننا أبناء جلدته هو ، وكنتُ أقرأ بعين مصدقة وعقل مذهول بل ومصعوق من كل تلك التفاصيل التي قد تقول لوهلة أن تصديقها ضرباً من الخبل والجنون ، لكن كان مزيداً ومزيداً من البحث كفيلاً بأن يسكن حدة هذه الصعقة ويأخذني بمنتهى الرفق والتصديق نحو اليقين بأن كل هذه الكتب لم تفعل سوى أن نقلت صورة من مكان ووضعته في مكان أعم وأكبر كيما يرى كل العالم

كيف لأي إنسان عادي مثلي ومثلكم أن يفرق بين المعقول والللامعقول والحقيقي والمزيف؟

بأمور كثيرة لكن أولها وأهمها هو عدم رفض أو قبول أي شئ من أول وهلة ، ثم وضع غربال العقل والمنطق ثم إنهاء مرحلة التأرجح هذه بالكثير من القراءة والبحث وصولاً إلى قناعة خاصة بك تبنيها أنت وتضع تفاصيلها بداخلك بنفسك دون أن يبرمجك أحد أو يغرر بك أحد ، وبالنسبة لنا نحن المسلمين الأمر أسهل من غيرنا ، فالقرآن لم يترك لنا صغيرة أو كبيرة إلا وحدثنا بها عن كل شئ شريطة أن نقرأه بمنظار التدبر والتفكر وإعمال العقل وليس بفلتر كتب السلف التي تفرض فكرها الخاص وتلغي فكرك أنت

أتمنى من كل من يقرأ هذه الأسطر ويشاهد هذه السلسلة، قراءة متمعِنة ومشاهَدة متفحِّصة محلِّلة مقارِنة وليس مشاهدة بصرية صِرفة ، أن يتكفل بدعوة من حوله للوعي ومزيداً من الوعي

هذا الفيديو هو سلسلة من مجموعة من حلقات تحكي حكاية من يحكمون العالم ولا نراهم وكيف يقومون بحكم العالم ، وكيف أننا جميعاً نمشي على خطهم الآلي كي نعيش ونفكر كما يريدون ولغايتهم التي يريدون

لن أزيد حولها عن ذلك كي تستطيعوا أن تشاهدوها بتمعن .. الأجزاء كثيرة لذا وضعت لكم جزئين كمقدمة شاملة ثم عليكم أنتم متابعة روابط السلسلة من قائمة المشترك إلى يمين الشاشة

وقبل أن تبدءوا ليكن في معلومكم
قد تفاجئوا بإحدى الحلقات محذوفة من اليوتيوب ، لذا هاكم موقع آخر لمشاهدة ما لم تستطيعوا متابعته في اليوتيوب

The Arrivals - Arabic

و موقع

Wake up project


القادمون الجدد


المقدمة




الجزء الأول

April 10, 2009

Chicken a la carte ... your tears is no enough!!


This short film you are about to see was written, photographed, directed, musically composed, arranged, performed by just one person. Ferdinand Dimadura.

And has been adjudged the most popular over 3600 short films around the world to be screened at the Berlinale Talent Campus.

Watch

April 8, 2009

درس من التاريخ .. علوم الاسلام الدفينة .. وثائقي علينا مشاهدته



كم تمنيتُ وكم أن يخرج من قلب الإعلام العربي مثل هذا الوثائقي شكله ومضمونه وتأثيره في المشاهدين ، فنحن والإسلام أولى بهذا ، لكن يكفيني بعد التمني أن يثلج صدري أن أرى هذا الوثائقي بأجزاءه يقرها ويعترف بها بهذا الشكل المحترف إعلامياً وتوثيقياً من غير المسلمين ، واعتبر ذلك إعزاز الله سبحانه لدينه

حصل فيما مضى عملية "سويتش" حضاري ، فقد استبدل أهل الظلمات بأهل العلم وأصبحوا اليوم هم صانعوا حضارات ونحن الغارقون في جهلنا وظلماتنا

فلنشاهد هذا الوثائقي ليس للحسرة كما يحلو للمعظم أن يفعل بل لنتوقف ونكف عن روح الدونية التي نعيش بها أمام الغرب ، فنحن من هم أفضالهم على كل العالم وليس العكس

شاهدوا معي هذا الوثائقي الذي انتجته إحدى القنوات الألمانية

"علوم الاسلام الدفينة"ـ

الجزء الأول




الجزء الثاني




الجزء الثالث




الجزء الرابع




الجزء الخامس




الجزء السادس


March 24, 2009

أغرب إعلان شاهدته .. اعطني رأيك أنت أيضا

إعلان تحذير من مضار التدخين


March 22, 2009

Tell me why .. A gift from me to all of you

طفلة السماء .. رؤيتي



عندما قرأت اسم الفيلم لمخرجه السعودي علي الأمير خُيل إلي أنه خطأ املائي، لأني كنتُ قد شاهدتُ فيلم إيراني اسمه "أطفال من السماء".



الطريف في الأمر أن تشابه الاسماء هذا يحيط الفيلم قبل أن يتداخل الأمر عندي ، فهناك قضية حاصلة بسبب تشابه الأسماء لكن من جوار آخر

فقد اختار المخرج ان يطلق على فيلمه القصير ذي الواحد والعشرين دقيقة نفس اسم رواية الكاتبة السورية "سمر يزبك" ذات الـ 148 صفحة هذا غير حديثاً حول القرصنة والسرقة وحماية حقوق الملكية الفكرية والأدبية هنا وهناك مما أحدث لغطاً ومشكلة قائمة بين المخرج وصاحبة الرواية

حقيقة ليس هذا موضوعي .. بل هو الفيلم

شاهدتُه مرة وثانية وأخرى ..

في هذا الفيلم ..

كادرات جميلة وصور متبادلة بين الملونة والصامتة ( الأبيض والأسود )، وقد كان جلياً أن المخرج صب تركيزه في خلق الصور دون بنائها بناء درامياً جيداً مما جعل الفيلم يعاني من فراغ أو لنقل ثغرات رغم التوزيع الموسيقي والتصوير الجيدَيْن

الشخصيات في الفيلم هلامية ليس فيها بناء ولا تجسيد، فهي تتأرجح أمام أعيننا دون أن نرتبط بها وهذا كفيل باستحضار الملل قبل انتهاء العرض .. فالطفلة البطلة "سلمى نبيل" التي قامت بدور "ديما" لم تعطيني الأداء الصادق الذي يثير انفعال المشاهد، فقد كان أداءها بسيطاً أو لنقل كان الدور أثقل من أن تتقنه، وهذا لا يعيب طفلتنا في شئ، فبالتأكيد هي غير متمرسة كأطفال هوليوود مثلاً، إنما يعيب مخرجنا الذي لم يبذل مجهوداً أفضل لتدريبها وتعليمها فن التقمص واستحضار التجربة من المرآة إلى ذات البطلة أو أن يحضر فتاة أخرى أكثر احترافية مثلاً

المخرج علي الأمير، رغم تركيزه على الطفلة كعموداً للفيلم إلا أنه لم يستطع أن يخلق بين المُشاهد وهذه البطلة الصغيرة اتصال عاطفي يوثق من خلاله مشاعر التعاطف معها ونبذ العنف ضدها أياً كان نوعه ومصدره وهي الرسالة التي من المفترض أن المخرج يريد إيصالها لنا كمشاهدين

كان الفيلم كما رأيتُه استعراضاً سريعاً لعدد من الصور التي التقطت باحترافية وجمالية واضحة لكني لا استطيع ان اسميه فيلماً، فكما نعلم الفيلم القصير يمتص نفس المجهود الذي قد يستهلكه فيلماً طويلاً

وحقيقة لا أعلم لماذا يخطو المخرج بتلك السرعة نحو انتاج افلامه خارج الخريطة المحلية، فالسعودية تحديداً تخلو من أجواء الصناعة السينمائية جملة وتفصيلاً مما قد يكلف أحد أبنائها الموهوبين شحذ أسس الصناعة السينمائية من صُنَّاعِها حتى لو كلفه ذلك وقتاً وجهداً مضاعفين، وهذا يشمل مخرجنا علي، فما ضير أن يستغرق إنتاج فيلمك عدة سنوات من الاتقان كيما تخرج أتحوفة فنية تسجل لنا لا علينا

الإبداع أداة مهمة لكنها ليست الأكثر أهمية لإنتاج مادة إبداعية مكتملة الأركان، فهناك أدوات أهم تسير جنباً إلى جنب مع الإبداع ليؤدي الفنان مهمته بنجاح، والاحترافية أو لنسمِّها الخبرة مطلوبة لإنتاج فيلماً مهما كانت مادته حتى يستطيع أن يحجز مكانته التاريخية في قائمة الأفلام التي دفعت البشرية إلى الأفضل، وهذا أهم دور تقدمه الأفلام، وذلك أفضل من أن يقدم فيلماً بدون بصمة و دون مستوى اجتهاده الذي قدمه في انجاز فيلمه

الملاحظ بين الفنانين السعوديين والسينمائيين خاصة هو اندفاعهم وحماستهم لدفع عجلة السينما السعودية للحركة قدماً وهذه بادرة طيبة لكن الحضارة لا تصنعها النوايا الطيبة فحسب بل يصنعها اكتمال أركانها وتكاتف أفرادها وطول اجتهاد، بمعنى أن الانتاج السينمائي يُبطِن نظريات وتفاصيل في كل شئ أكثر مما يظهره من مواد سينمائية تعج بأحدث برامج المونتاج ومعالجة الصوت والصورة وأجهزة التصوير وما إلى هنالك، وعلى الفنان أينما كان أن يدرك ذلك جيداً، فهوليوود التي نراها اليوم هي حصيلة أكثر من مائة عام من العمل الدؤوب

تحتاج السينما لبناء شخصية مستقلة فيما تقدمه خاصة أن الرسالة التي يتوقع العالم أن نقدمها اليوم تختلف عن عقود مَضَتْ وبات علينا أن نقوم بمهامنا من خلال بناء القواعد وليس فقط نسخ ما نستورده من هوليوود وباقي سينما العالم

وإن اخترت فيلم "طفلة السماء" لأتحدث عنه إنما اخترته كمثال حي أصبه في منتصف موضوعي حول الثقوب التي يعاني منها الكيان الإعلامي العربي بشكل عام والتغيرات التي قد تحصل مع جرعات التغيير وهَبَّات الأمل التي نراها بين الشباب والتي بانت سُعادُها خلال السنوات القليلة الماضية، وإن كنتُ اُكبر عدستي هنا فوق الساحة السينمائية السعودية بشكل خاص

يفرحني أن أرى نهضة ما هنا وهناك في عالمنا العربي لكني أتمنى أن تتقد بسواعد محترفة تقدم كل ما تملكه بوعي وحرفة وهمة عالية، وهذا يعطي قارئي هوية نقدي البناء وليس العكس

المعادلة التي أخلص إليها دائماً هي:

هناك فرق بين انتاج فيلم وبين صناعة فيلم .. بل و كبير جداً

بإمكانك مشاهدة الفيلم من هنا

March 16, 2009

!! .. في حال اختفى البشر

في نفس اللحظة التي سيختفي فيها البشر، ستبدأ أغلب الكائنات المهددة بالانقراض بالعودة إلى مستوياتها الطبيعية، وبعد 24إلى 48 ساعة سينتهي التلوث الضوئي، وبعد 3 شهور سيبدأ التلوث الجوي في الانخفاض

بعد 10 سنوات سيختفي الميثان من الجو، وبعد 20 سنة ستزحف النباتات والغابات على القرى والطرق الريفية، وبعد 50 سنة سينتعش مخزون السمك في العالم ، وسينخفض معدل النترات والملح في المياه العذبة

وفي الفترة ما بين 50 إلى 100 سنة من اختفاء البشر ستزحف الغابات والنباتات على المدن والطرق، ثم ستنهار المباني الخشبية بعد 100 سنة، وفي خلال الفترة ما بين 100 إلى 200 سنة ستنهار الجسور، وبعد 200 سنة ستنهار المباني الزجاجية والمعدنية، وبعد 250 سنة ستنهار السدود، وبعد 500 سنة سيعود المرجان إلى معدلاته الطبيعية

أما بعد 1000 سنة فستختفي معظم المباني المصنوعة من الأسمنت والحجارة والطوب وستعود نسبة الكربون في الجو إلى معدلاتها الطبيعية ما قبل الثورة الصناعية، وفي خلال 5000 سنة سيتحلل معظم الزجاج والبلاستيك الموجود على الكوكب، ثم بعد 50000 سنة ستختفي معظم آثار وجود الإنسان على الأرض، ولكن ستبقى بعض المخلفات الكيماوية التي صنعها الإنسان، والتي ستختفي بعد 200000 سنة، و ستبقى النفايات النووية مميتة وموجودة لما يقارب الـ2 مليون سنة


* شكرا لمجموعة د.طارق فاروق على هذه المعلومة

February 27, 2009

هاك الصندوق .. فما أنت فاعل به؟

طوال الشهرين الماضيين أقول لنفسي كل يوم تقريباً .. علي أن أحرر موضوعاتي الجديدة ، ولم يكن يحصل ذلك حتى كدتُ اختنق لانعدام اكسجين الحروف

اختبئ الآن من غول الكتابة كي أضع هذا الموضوع المختصر جداً

حقيقة احترت في اختيار الموضوع الذي ابدء به بعد غياب خصوصاً مع كل الأحداث التي تضخمت في هذا الشهر الصغير ، لكني الآن وجدتُ ما يحدث الجميع كل بلغة تناسبه ويحاكي الأحداث كما هي

كليب صغير لم يتجاوز دقائق من وقتي لكنه منحني طاقة كبيرة مليئة بالدهشة

هديتي لك زائري .. هذا الصندوق الصغير .. امتلكه لدقيقة أينما كنت جالساً الآن وكيفما اتفق أن تكون ظروفك أو محيطك وفكر فيما ستفعله به ثم دون ذلك لنفسك

أهلاً بك مرة أخرى


January 9, 2009

مسألة وقت وأصبحتُ سياسية


قديماً كنتُ استغرب من والدي وكيف ان متابعة الأخبار على التلفزيون وفي الجرائد وبين صحبه تعيق باقي مسيرة يومه بشكل طبيعي، وكيف أنه يجلس في كل لقاء له بالآخرين يناقش أحداث الساعة وتطورات المنطقة وقضية فلسطين وما إلى هنالك .. وعندما كنتُ اسأله كان يرد ياستغراب غاضب ليقول لي: إزاي ما يتحرقش دمي وانا بشوف الدنيا بتتخرب قدامي كدة، الله يرحم أيام الوحدة وأيام انتصاراتنا لما كان العالم يعمللنا ألف حساب.

كنت استمع اليه على مضض ولا أفهمه، ما شأننا نحن وأهل السياسة، يعملوا اللي بدهم ياه، كنت أرى السياسة عبارة عن شركة تدير مشروعاً ما بعيداً عن حياة باقي الناس، اللي اشتغل ولا اللي اترفد ولا اللي اتحرق حتى "شو خصنا نحن؟" .. لم اكن أرى صلة حكاوي السياسة بحكاوي الناس وحياتهم اليومية

كبرت وقرأت كتباً في التاريخ والدين وغرائب القصص من قديم الزمان وحديثه، وأصبحتُ أتوسع في قراءاتي لأقرأ تاريخ حياة بعض المشاهير في السياسة والفن ثم الى كتب التحليل السياسي .. أخذ هذا الاتجاه في القراءة في اضطراد الشغف لمعرفة ما خلف الكواليس وخلف السطور التي حينما كنتُ من عامة القراء لا افهمها بل ولا اهتم بها ولا اصدق الكثير منها

عندما درست مادة السياسة كمقدمة كنتُ أرسبُ فيها وأعيدها بعد إحراز علامات تحت خط النجاح كنتُ اُصاب بالدوخة الفكرية والدوشة ... شبكة كبيرة من الأمور.



يقف عند كل نقطة في الشبكة شخص أو بلد أو حكومة ما وكل منهم يحمل رزمة كبيرة من الأوراق مليئة بالكلام الكثير الذي يسمى بالقوانين والأحكام والتشريعات وفي حقيبة هذا المحترم مسميات ورسوم كثيرة يقول أن على العالم أن يمشي حسبها أو يسيِّر حاله بها فتجد فيها الماركسية والاشتراكية والديموقراطية والرأي العام و مجموعات الضغط وحق الفيتو ...الخ .. أوففف دوشة، أحمد الله أني خرجتُ من دائرة التعامل معها. كل هذا يمثل الشكل العام للسياسة، ثم تعلم عندما تخرج إلى عالم الواقع أن ما كان في كل تلك الكتب والمجلدات هو فقط الف باء احادي الأبعاد والنظرة من هذه الحكاية حتى وإن بدى غير ذلك، وفي عالمنا ثلاثي الأبعاد تجد عالم السياسة بأهله مختبئ خلف بُعْدٍ آخر من اختراعه لا يراه كل الناس إلا خاصة أهل السياسة ومن والاهم ومن اقترب منهم عن قصد أو غير قصد .. وما خفي كان أعظم

أستغرب من نفسي اليوم كثيراً .. معظم كتاباتي - لا اُسميها مقالاتي - مهما كان تصنيفها بين دينية، فنية، تطويرية، أو نهضوية .. الخ أجدني أذكر أمر دائماً على حارة من حواري السياسة، وأحياناً أنتهي إلى البحث حول من هم خلف هذه الكواليس الذي لو دققت في ظلامها لرأيت مبعوثاً سياسياً مقنعاً قابعاً صامتاً دون حراك هناك وقد يكون مرتدياً زي الأراجوز ما المانع، واضطر مع ذلك التحدث حول شئ من هذا القبيل

وصلتُ إلى قناعة أنه لا يوجد شئ اسمه سياسة ولا يمكن فصل كيانها وهيئتها والعاملين عليها عن حياة كل فرد حتى لو استخدمت تلك الديباجات وتلك المصطلحات التي لا يعرف معناها المتفرج العادي. هناك ساسة ورجال سلطان.

السّاسة هم مجموعة من الناس يملكون مالاً وقوة وقدرة وحنكة يتولون بهم قيادة دولة أو مجتمع ما بمقدّراته، ويستخدمون طرقاً خاصة يتحدثون عنها عند لقائاتهم البعيدة عن عيون الصحافة والتلفزيون وحتى الحرس الخاص بهم والأبواب موصدة والأضواء خافتة ومن هنا تصدر قرارات أو قل مؤامرات حكم العالم أجمع، وعندما يتحدث هؤلاء فهم يتحدثون عن كل شئ له صلة بالدول والمجتمعات كيما يتم إحكام القبضة عليها وحكمها بما يريدون، فبين الدين والطب وعلم الإنسان و تفرعاته والمجتمع وتفرعاته وعلم الآثار والزراعة والهندسة ..الخ مما لا يجب عليك ترك صغيرته أو كبيرته لو مرعلى ذهنك، تجد حوارات دائرة وقرارات سرية وتنفيذ عالي الحرفة والدقة والغرابة

وتأتي أجيالاً وتذهب ولا يعرف هؤلاء شيئاً عن كثير من الأمور ليس من الضروري أنها اختصاصية 



 .. هل سمعت يوماً بالطاقة الحرة، الأرض المجوفة، أسرار هتلر غير المعلنة، سر قوة الصهيونية ومحافلها الماسونية، وغيرها؟ الكثير منا يعتقد أن كل هذه الأمور كبيرة وليس لنا نحن العامة فيها لا ناقة ولا جمل  وما يدعم ظننا هو المشوشات المحيطة بنا والتي ظهرت في حياتنا ليس من باب تطور الإنسانية فقط بل ومن باب إحكام السيطرة عليها أيضاً

كل ما يجري فوق يقوم على أساس إحكام تجميع هذا القطيع البشري داخل سياج حظيرة محكومة واحدة تعيش تحت أمر مالكها .. هذه هي الحكاية من الآخر .. لا سياسة ولا دياولو


قبل حادثة محمد الدرة وأحداث سبتمبر، لم يكن لي خوض شخصي مباشر في ما يحدث في العالَم العربي والعالَم وربط الأمور بعضها إلى بعض. لكن بعد ذلك بدأ يشدني شغف "أن أعرف" حقيقة ما يجري، وبدأت مذاك اقرأ كتباً لم أكن لأصدق أبي لو قال لي حينما كنتُ صبية أني سأقرأها يوماً



 واليوم، أنا أعلم أني ما زلت لا أعرف شيئاً عن السياسة بل وهناك الكثير في التاريخ الذي حدث في القرن الماضي لا أعرفها بعد، لكن ما يهم أني عرفته جيداً أن من يحمل قلمه ويكتب في الواقع فإنه لا يكتب عن السياسة حتى لو امتلئت سطوره بحكاوي دهاليزها البشعة، إنما هو يسطر ما يراه في كل حين وما يتلقاه كإنسان من كل حدب وصوب على أشكاله وأنواعه ما اقترب منه وابتعد

وأسأل: ما تعريف كلمة "سياسة"؟ وبعيداً عن النسق النظري، ما وجهة الربط بينها وبين كلمة "سايس" و "سيسي" و "سواسية" و "وسواس" و "سوس" .. والخ من أصل جذر الكلمة .. ثم أسأل: ما علاقة صحن الفتوش والفول وربطة الخبز بالحرب النووية .. ما علاقة اختفاء الهنود الحمر بغلاء المعيشة في البلاد العربية؟



وفي تعريف السياسة كلام طويل، وفي الكلام عن أحوالها وأهلها صفحات تطول. لكني أستطيع أن أقول أنهم قوم تفردوا عن باقي الأقوام، وانفردوا بدفتر التاريخ واحتكروا الكتابة فيه لهم وحدهم 
فأنت قد تعتمد قصة من التاريخ لكنك لن تجزم بأنها حذافيره، فدائماً هناك زوايا أخرى لنفس القصة، وحتماً هناك حقب من التاريخ حُذِفَتْ، حُرِّفَتْ، أو اختُلِقَتْ


وهي السياسة التي يستظل تحت عبائتها كل شئ من الدين حتى معجزات الكون، وهي السياسة التي تبدء دائماً بالإنسان ونوازعه واحتياجاته ودأبه، وتمر بالبشر وأنماطهم وأعراقهم وكل العلوم المتصلة به بدء من الطب فقوة عقله وإرادته. ومن لدنّ السياسة وُلِد مفهوم الثالوث المُحرّم: السياسة، الدين، والجنس، فهم مصدر القوة وبهم يمكن السيطرة على الإنسان والتحكم فيه، لذا، فمحرم على عامة الناس الكلام فيهم لأنهم كلما عرفوا وفهموا صار حكمهم أصعب


وكما قلتُ لكم، ما زلتُ لا أعرف الكثير، ولن أحب الاقتراب كثيراً فأنا أستطيع أن آخذ ما يهمني ويساعدني على الاقتراب من الحقيقة، بقدر الإمكان، دون أن أدخل في أي دوامة، وفي رأيي هذه سياسة :)


أرأيت يا والدي العزيز .. أصبحتُ سياسية محنكة .. دون أي مُعَلِم .. وعجبي

January 5, 2009

دعوة للوحدة من هوليوود

هل تعلمون من سيرث الأرض؟؟ .. تجار الأسلحة
لأن جميع الناس منشغلين جداً في قتل بعضهم البعض
وهذا هو سر البقاء

لا تصنعوا حرباً أو تدخلوا في حربٍ أبداً




- دعوة للمتشاحنين والمفترقين والمختلفين للوحدة و الوقوف على قلب رجل واحد -