June 30, 2013

سامع صوت الجماهير



لأن الناس لم يأخذوا حقهم بعد عام من الوعود، بعد عام الفشل على كل المستويات، و لأن الحال للأسوأ، و لأن خيرة الناس لا صوت لهم و لا تمكين لهم و بالمقابل الغوغاء يعلو صراخهم و يستقوون على الناس بغير الحق، .... لن تهدأ مصر و لا أهل مصر

المصريون لم يصبروا ثلاثين سنة على مبارك، بل كانوا مُسَجَّدين مُغَيَبين و أصبح الوضع اعتياد و "اهي عيشة". ساهم في ذلك إعلام مبارك و أفلام مبارك التي كانت تثبت إحساس النقص و اللاقدرة حَد الخَدَر .

أتى اليوم الذي تجرأ أحدهم - كان متآمراً أو لم يكُن - أن يكسر الأغلال ويصرخ بدون خوف، و يتبعه البقية بألم و ألم، و فرحة الذي رأى النور لأول مرة في حياته.

بعد أن عرفوا طعم الصراخ في وجه الغصب و الغاصِب و تحدي الخداع و الخائِن، لن يكون بمقدورهم الانتظار - و لم أقل الصبر -حتى لو أرادوا ذلك، و محال على الجموع التي تعلمت المشي على قدميها مجدداً أن يعيق مسيرها أي شيء.


30 يونيو 2013 ليست ثورة ثانية، بل هي غضب الخائف على نفسه من ديكتاتورية أخرى، و هذه المرة، ليست بدهاء سابقتها بل هي مختلفة، فيها خليط من الضبابية و السذاجة مما يجعل الناس تتشاطر معاً الأمل المتثاقِل في الغد و الخوف المُتجاهَل من الوضع الراهِن على ذات المستوى.

 و حذار من إهدار الدماء التي تطالب بحقها بدون عنف، لن تُفتح أبواب سماء لمن يظلم و يقهر  

هتف الأخوان مع كل المصريين بكل صوت صارِخ لمبارك "ارحل" لأن الناس لم تعد تريده لأن مبارك لم يكُن يوماً "مصر"، و لأن الأخوان ليسوا هم "الإسلام"، فإنه لا ضير أن يهتف الناس اليوم لمحمد مرسي أن "ارحل" أيضاً، لأن الناس لا تريده، و عليه أن يستجيب لأن الرئاسة هي وظيفة إن لم يتم النجاح في أدائها فإنه يجب تغيير الموظف بموظف "أكفأ"

و هذه هي كل الحكاية لكل ثورة و لكل ثائر

June 15, 2013

تمرنوا .. تمرسوا، كي لا تمردوا


أنا مع حملة "تمرد" رغم أني لم تتاح لي فرصة المشاركة فيها، لكني و رغم ذلك أرى أن هناك حلولاً كثيرة بإمكانها أن تقدم الكثير بجانب، أو بدون، حملة تمرد.

كراسي الحكومة و الوزارات ليست مبتدء آمالنا و لا منتهى أحلامنا، بل أراها في هذه الأوقات تحديداً هامش أمام القوة الحقيقية للناس. أخيراً لنا حرية كل شيء.

بعد خراب مالطا، يحتاج المصريون إلى قائد حقيقي يقوم ببناء الدولة، و بالتأكيد ليس مرسي ولا كل أفراد جماعة الأخوان، لكن من الخطأ الفادِح أن نظل بلا حراك في انتظار تشريفه.

زُنِقَ الشعب المصري أيام الانتخابات بين مرسي و شفيق. ستكون كارثة هزلية لو نجح شفيق و مهزلة كارثية لو نجح مرسي. لا مفر. في كلتا الحالتين نحن نملك حل واحد. وهذا الحل في أيدينا و ليس في أيدي "الحكومة".

مرحلة ما بعد فوز الرئيس المُنتخَب هي مرحلة انتقالية بالنسبة للناس، و هي مرحلة مفتوحة تماماً كي يبدؤوا في تحويل طاقتهم العالية إلى عمل دؤوب في كل خطوط الحياة. على المصريين أن يفهموا أنه يجب أن يكونوا جاهزين للانتخابات القادمة، بالعمل و ليس بانتظار ما تلقيه الحكومة من وعود و خطط.

فعلياً هي حقبة المشاريع الشعبية و "تطنيش" شغل الحراج و الشردحة و الخيابة اللي شغال في الساحة السياسية اليوم. كما ترون، كلهم حفنة من المساطيل و الفشلة و عديمي الخبرة و الحنكة في العمل السياسي و الشعبي على حد سواء.

لن يكون الناس هناك جاهزين لأي قادم إلا إذا تجمعوا في مجموعات ومشاريع تُصلح كل الخراب اللي حاصل دون انتظار الحكومة التي لا وجود فعلي لها بين الناس اليوم. وهذا فعلياً هو سبب نجاح تجربة ماليزيا و تركيا.

الناس، هم الناس من سيبني الدولة، و هم فعلياً سبب وجود الدول الأولى في هذه القائمة. أرجو أن تكون هذه رسالة مفيدة تصل لمن مكن الله لهم بأي شيء يمكن له أن يحدث تغييراً.