September 30, 2007

رمضانك يا تلفزيون 4

زمان كانت برامج ومسلسلات رمضان تتضمن موضوعات لها صلة برمضان والحالة الإيمانية التي تظهر في رمضان غيرها عن باقي أيام السنة ، وكنا بنقول انه فوازير رمضان "مضيعة للوقت" رغم انها كانت البرنامج الوحيد على ما اعتقد

كانت قناة واحدة لكل الشعب ..

وافتكر لما عملت السعودية القناة الثانية بالانجليزي كانت فرحتي لا توصف ، وكانت بداية خناقات البيت على احتكار التلفزيون في مختلف أوقات اليوم لمشاهدة البرامج المفضلة كلٌ حسب ما يريد .. وبداية تضييع الوقت في رمضان تحديداً

عُمُر الفضائيات في سماءنا العربية لم يتعدى العشرين عاماً ، على ما أعتقد ، ومنذ بدء انتشار القنوات التي لم تتعد وقتها العشر قنوات كان قد بدأ معها ما يسمى بـ "ماسِكْ الريموت يكسب" .. وطبعا مش حناقش التغيرات الاجتماعية والفسيولوجية اللي طرأت على أفراد الاُسَر بسبب الحرص على امتلاك الريموت ومن ثم القاء الأوامر لينفذها قبل لفتة العين وانتباهتها

اللي بدي احكي في هو .. زمان كانت البرامج تحترم رمضان .. لكن اليوم .. تزداد أعداد القنوات ويزداد معها "قلة احترام" رمضان .. وإلباسه لباساً لا يخصه وليس مقاسه

كثرت المسلسلات حتى وصلت للقناة الواحدة ما يزيد عن العشرة منها ، وتتبارى القنوات لاحتكار عرض أقوى المسلسلات بل ويتبارى المنتجون على تقديم أقوى مسلسل ، ويمكن أكون طيبة كتير لعدم علمي بالرقم الحقيقي ، بين الحلقة والأخرى ساعة ويمكن أقل ، هو يا دوب الاعلانات ونرجع نتربط بحبل المسلسل اللي بعده ، والأدهى هنا هو انتشار المسلسلات التي تعمم السلوك السيئ وسلبيات الحياة اليومية ، وكمان خد عندك ، مسلسلات هابطة فنياً وفي قيمة ما تقدمه مما يشعرك بأن المسلسلات تمشي على خطى الأغاني .. المية بدولار للي يشتري رغم وجود أسماء كبيرة في التترات

ومش المسلسلات وبس .. عندك في القائمة ..

الكاميرا الخفية .. اللي صارت اثقل من الهم على القلب .. طبعا واصبح متفرع من الكاميرا الخفية مدارس أخرى بين "صادوا" "قوي قلبك" وغيره وغيراتوا ..

برامج المقابلات التلفزيونية وكللللها مع الفنانين .. هو ما في غير المطربين والممثلين بين الشعب ولا شو؟؟ .. خلصت العالم وما بقي إلا اللي غنى واللي رقص واللي مثل ..

برامج المسابقات .. وايييه الدفع فوري .. وهيدي لحالها مصيبة كبيرة .. بدل ما نترفع ونزهد في رغباتنا الدنيوية حتى نصل إلى الحكمة الربانية من رمضان .. نزداد حباً للمال وتملكه .. وصرنا نسمع كلمة "اررررربح" أكثر مما نسمع عن رمضان ذات نفسه .. اتبرمجوا الناس على انه هذا هو الربح الوحيد الذي خلقته الدنيا .. ولم يعد لدينا وقتاً لنفكر في أرباح أخرى خاااااااااااااااااااااصة في رمضان .. والتي يكون توزيع الربح فيه من قناة عليا جدااااااااا

والاعلاناااااااااااات .. هيدي قصة تانية .. ترميز وبرمجة للعقول لتتحكم فيها شهواتها .. أفضل جبنة وكاتشاب وزيت قلي و شوكولا وعصير .. الخ .. وأفضل شامبو وكريم ومبيض بشرة ، وطبعاً أحلى بنات تشوفهم العين .. عروض تسويق رمضانية .. لو حابب سيارة .. شقة .. ماركة تجارية لملابس او ما شابه .. عطور .. أيييي شي بتتمناه بيصير مكثف ومتعوب عليه أكثر في رمضان ..

ولا الفوازير .. هوون وخلينا نعمل قعدة ونحكي حكي تقيل .. أشطر راقصات العالم العربي وأشهر مطربين بيقدمولك فوازير وو الله لا تفهم منها سوى انهم بيتنططوا .. وكل عام الزنطرة اكثر والفساتين اقصر ..

من هي دينا التي تطل علينا يومياً في رمضان .. وما قيمة أن يأتي "باسم فغالي" إلى بيوتنا الرمضانية طوال الشهر الكريم ؟؟ هي ناقصة الشغلة أنصاف رجال وأشباه نساء؟؟؟ والله عيييييب

قناة الأفلام .. نشيييييطة جداً لدرجة انها لا تكل ولا تمل من عرضها المستمر لأفلامها ، ما عندها وقت ، ومش مستعدة تخسر ، ومش مهم ما هو الفيلم الذي يعرض في نهار رمضان أو في ليلة قدره

قناة الموسيقى .. شغالة الله ينووووووور .. كله بيغني – على قول ماما "بيصيصن" – وطبعاً الموزّزّات ماقوللكش ..

"يا جماعة اللي مش عاجبه يغير المحطة" هذه الجملة رهان مني لكم أنها ما يقوله أصحاب القنوات .. ومش مهم حساب الاحتمالات فيما لو وزك شيطانك – أو نفسك الأمّارة بالسوء – أنك تتفرج ويضيع صيامك أدراج الهباء

سؤالي هو : من هم الذين يملكون ويديرون القنوات الفضائية العربية ؟؟؟ ما صلتهم الفعلية بنا وبالإسلام؟؟
ماذا يحصل في كواليس مكاتبهم واجتماعاتهم ؟؟ هل هم العرب أم "لورانس" العرب؟

ام بي سي "جروووب" .. ال بي سي الفضائية الـ لبــ سعودية ــنانية .. المستقبل .. الفضائية المصرية .. دريم .. و الخخخخخ ..

لماذا الاصرار على شَغْل كامل اليوم الرمضاني بشئ غير رمضاني ..

المفروض تواجد إدارة رقابية تحكم هذا التدفق .. هل توجد ، وأين ، وما دورها ، أم هل هي مثل الأمم المتحدة "منظر"؟؟ ..
في رأيي انها غير موجودة أصلا

من عمم فكرة أن الصوم يكون في نهار رمضان فقط ؟؟ .. ألا نعلم أن شهر رمضان كله صووووووم نهاره وليله حتى ينتهي الشهر ؟؟ هذه الفكرة تثبت مبدء أن الأكل والشرب هو أساس التركيز في الشهر وبالتالي لا يهم ماذا ترى العين وماذا يقول الفم وماذا تفعل اليدين والرجلين .. وماذا تسمع الأذن ..

كيف نسمح لأصحاب القنوات "غير المسلمين" أن يحددوا هوية رمضاننا ونترك الأمور تسري كما يسري البعير المربوط بحبل صاحبه؟؟

سكوت الشعوب وتقبله كل شئ دون حراك يأتي نتيجة نفس فعله تجاه أمور أخرى أكبر وأعم

أنا اعلامية وفنانة .. لكني والله يصيبني غثيان مَنْ يغرق في مستنقع لا يملك سوى ان يبلع عوالقه كلما فتحت هذه الشاشة ، واصبحتُ افتحها فقط لشحن نفسي بالمزيد من الغيظ ثم اطفئه ، وطبعا مش هدفي اغيظ نفسي انما متابعة مستجدات حالنا .. أين اصبحنا وماذا يجري

في رأيي .. نوعية المواد التي تقدمها القناة هي ترمومتر "مدى" تفهمها واحترامها لرمضان وأهل رمضان ، وقِسْ أنت عزيزي المشاهد بعد ذلك كما يحلو لك

وأنقل لكم من أوراقي مرئياتي

لا ضير في وجود مسلسلات وبرامج متنوعة ، لكن بخطة واعية حريصة على تعميم الفكرالاسلامي وليس الفكر العولمي .. وإليك دراستي الخاصة المتواضعة – هوامشي ورؤوس أقلامي – على الأقل احتراماً لك يا شهر الله .. ومش كفاية انه البركة اختفت من حياتنا ، كمان مستخسرين في انفسنا كرنفال الحسنات والبركات التي تأتينا مرة واحدة في السنة

لكم ما يلي

1
هناك مفهوم ثابت – أشك أنه موجود – وهو اتفاق جميع المؤسسات الإعلامية على خريطة رمضانية واحدة تتوزع فيها الاجندات والمواد الإعلامية التي يتم توزيعها تنسيقاً بين القنوات طوال الشهر الفضيل

2
وجب أن تكون هنالك دراسة دقيقة وافية تشمل كل البقاع التي يصوم فيها مسلم .. تدرس أوقات وثقافات واحتياجات التجمعات المسلمة كل في البلد الذي هو فيه .. وتدرس دراسة مفصلة جداً خريطة البرامج التي تقدم بناءً على ذلك..

3
تُختار أنواع وأعداد المواد المقدمة ، مثلا الافلام ، الاغاني ، المسلسلات "ذات المضامين الرمضانية" ، مسابقات متخصصة تقدم مفاهيم للربح مختلفة عن ربح الدولارات والذهب – حتى مع وجود ربح مادي - ، ويمكن تخصيص مسابقات للمعلومات الدينية وللشعر وكتابة المقال .. الخ ما يندرج تحت نفس الخانة .. مثلا عندك برنامج تقدمه القناة السعودية الأولى "بالقرآن نحيا" .. يحاكي "ستار أكاديمي" لكن يعيش شهر رمضان مع متسابقين يحفظون القرآن وفنونه وعلومه مع دروس تطوير الشخصية .. الخ

وليكن إعلاماً يقول شيئاً وليس بوماً يطير فوق أثير روحانيات رمضان

فليس مهماً جداً أن يكون هناك ترفيهاً 24 ساعة في رمضان ، علماً بأن المفروض هو تقليص دور المتطلبات الحياتية وتحويلها إلى عطاءات لله ثم لمن حولنا من البشر

برامج مثل : خواطر شاب .. برامج عمرو خالد .. برامج د. مبروك عطية .. الخ .. هكذا برامج يجب أن تعمم ويتواجد تحتها أجيال جديدة من البرامج التابعة لهذه المدرسة

ولو كان هناك ضرورة للترفية فليكن بدون ضرر .. فمثلا باب الحارة .. رجل غني فقير جداً .. الفريج .. – وقِس عليه أيها المشاهد

4
للقنوات المتخصصة أقول لا يجب عليكي أن تندبي عثراتك وتبدءي بتوزيع الخطابات الدبلوماسية حول "هل نغلق قنواتنا في رمضان .. ونفلس؟" ..

خلق الله العقل مبدعاً .. فما باله عندما أصبح في رؤسنا أفلس؟!!

من يريد أن يبتدع فكرة يستطيع ذلك بكل بساطة

قنوات التخصص للأفلام والموسيقى والأطفال .. تستطيع إنشاء جدول رمضاني .. احتفالية خاصة بهذا الشهر نضع فيه هذا الشهر في ميزان يليق به

يعني .. ببساطة .. تستطيع القناة أن تكون قناة جديدة كلية في شهر رمضان للثلاثين 24 ساعة الخاصة به .. و كلمة ف سركم "ما تخافوا .. مش حتفلسوا .. فما زال هناك "اتصل الآن" .. "ارسل الحل على رقم" .. وما زلتم قادرين على تقديم افلام واغاني .. لكن "نقاوة" لأجل خاطر رمضان .. وبهذا سيظل عدَّاد "الدولارات" شغل .. والـ حسنات كمان

5
نستطيع ان نطلب من المذيعات الحسناوات أن يحتشمن ويقللن من الماكياج وصوت الدلع والتمايل أمام الكاميرا ... على الأقل بس في هذا الشهر .. انا عارفة انه صعب كتير عليهم .. بس معليه يتجملوا معانا هالشهر ..

6
الشركات المعلنة .. تستطيع ان تخصص زياً "إعلانياً" يليق برمضان .. مهما كان المنتج .. – هناك بعضاً منها – لكن المطلوب ان تكون جميعها .. وفي الآخر النتيجة واصلة لجيوبكم واصلة يا جماعة ..

ليش يعني تطلعلي نانسي عجرم كل شوية بهذا الشكل ؟؟ وما معنى أن يكون هناك اعلان للسجاير ؟؟ والله مش عارفة .. شكلي صرت دقة قديمة وخرفت .. بس والله انا لسة صغيرة ولسة اسناني ف مكانها

7
من يستطيع من الاعلاميين ورجال الإعلام والأعمال ان يصرف ببذخ على كل ماهب ودب في رمضان .. يستطيع أن يبارك ويُشَرِّف نفسه وماله بما يخدم رمضان

واعرف منهم من فعل ذلك .. فهناك اعلانات تثقيفية رائعة تقدم المسلم بطريقة بسيطة متحضرة راقية و "محمدية" – أي تقدم خلُق الرسول صلى الله عليه وسلم - .. مثل إعلانات "هذه هي حياتي وهذا هو ديني" و "البركة بالشباب" ... فهي فنياً وضمنياً متميزة جداً

8
برامج الراديو
قد لا يلتف حولها نفس جمهور التلفزيون ، لكن هي أيضاً لها جمهور يستحق أن نلتفت له ونوجه له دراساتنا وأقلامنا وأفكارنا لهذا الشهر على الأقل

وبالنسبة لي .. برامج الراديو أفضل بكثير من التلفزيون رغم بعض التحفظ على إصرار القائمين عليها إذاعة الأغاني ولقاءات الفنانين – أيضاً وأيضاَ – .. مش عارفة .. هو مافي غيرهم في الدنيا ؟؟

من الآخر

يا ناس يا هو .. هو شهر في السنة .. شهر خاص جداً .. والباقي منه 11 شهر .. يعني .. في 11 شهر نستطيع أن نتفق جميعاً كإعلاميين على أن نجعل عيد السنة في هذا الشهر ، وأن نجعل عيد الأضحى متميزاً بتميز رمضانه .. ويا سيدي .. عندك باقي السنة برطعععععععععع في القناة بتاعتك واعمل فيها ما بدا لك – وانت والحق مش مقصر
اخخخخخ لو قادرة افتح قناة تلفزيونية ولاّ راديو حتى .. وما قولي إلا "اللهم استخدمنا ولا تستبدلناااااااااا" والله كريم

September 27, 2007

رمضانك يا تلفزيون 3

نشاهد مسلسلات .. وفي كل قناة 10 مسلسلات .. في 50 قناة .. يعنيييييييي .. ياااااااااااااااااااااااااه يادوب نلحق

وهذا غير سهرات البرامج الوااااااااااو الأخرى

نأكل أكثر من ثلاث طقات في اليوم

نقوم بزيارة بعضنا كم ساعة ورا بعض

نذهب إلى المطاعم أو الكوفي شوب أو الخيمات الساهرة

نتسوق ونتسوق ونتسوق

نقضي أوقاتنا على النت .. التلفون .. على باب البيت نحدث الجارة اللي قدامنا

نتخانق عند الاشارة عشانها طولت والاخ اللي قدامي واقف والاخ اللي ورايا نازل بواااري .. يادي النهار اللي مش فايت

نستنى ف الطابور عشان خاطر السمبوسك والسوبيا و الفتة والفول

.. ونتخانق عشان الطابور طووول وانا حرااان وعطشاان وجيعان

افوت المطبخ من الساعة 12 الظهر واخد فترة راحة عشان اكل وبعدين ارجع تاني المطبخ وما بطلع منه الا الساعة 12 بالليل

وكله كووووم .. و .. "اتصل الآن واربح" .. ومصروف الموبايل الخرافي

.............................

فين رمضان يا جماعة .. مش عارفة .. وبيضحكوا علينا ويقولولنا في التلفزيونات والراديو "هل هلالك يا رمضان" .. بالله عليكم حدا كان فاضي يشوفوا اصلاً .. ولاّ "شهر الخير والبركات" .. وشو الإمارة – بأمارة ايه؟ -

ايها التلفزيون .. ارحمنااااااااااااااااااااااااا

............................

سأبذل جهدي كي اجد طريقة لدفع الناس وكل الناس للقيا رمضان مرة أخرى بعد مائة عام من التوهان .. الكل بيقول انه رمضان ما صار متل زمان .. خاصة كبار السن .. طيب .. رمضان وين راح؟؟

زينب العسكري ولاّ الشاويش حتى


زينب العسكري .. الممثلة البحرينية ذائعة الصيت ..

كنتُ أراها بين الفينة والأخرى منذ سنين لكن في مسلسلات خليجية بدأتها من "طاش ما طاش" – الرائع – ثم بدأت تتنقل بين هنا وهناك، وحسب عِلمي، هي لها العديد من المسلسلات بل والمسرحيات .. ثم .. يقدم لها العديد من "المعجبين" إطراءات بـ "الكيلو" .. وأتعجَب حيث أني لا أرى المديح ينطبق على صاحبته!

العام الماضي أو بعده بقليل فوجئتُ بمسلسل خليجي اسمه "عذاري" و مكتوب اسم زينب العسكري تحت عنوان "الكاتبة ، المؤلفة ، والمنتجة" أوف أوف أوف !! حسناً .. لنشاهد هذا المسلسل .. ( التعليق لاحقاً )

ثم .. هذا العام .. وفي رمضان "الغلبان" الذين أصبحوا يكبون فيه كل حشوِهم طوال العام .. شاهدت بعض الحلقات من مسلسل خليجي أيضاً اسمه "نقطة ضعف" .. وقلتُ في نفسي "مع وجود هذا الحشد من الممثلين المعروفين والمتمكنين أكيد أنه مسلسل قوي" – هذا وأنا لي رأيي في المسلسلات الخليجية بشكل خاص – خاصة مع وجود المبدعة عبير عيسى

تابعت عدة حلقات كما قلت لكم، والآن أنا أكتبُ وشاشتي تعرض المسلسل على الـ ام بي سي ..

راقبت لقطات من "عذاري" و "نقطة ضعف" .. ولم أجد فيهما أي شئ يقول أنه "مسلسل"

متى اصبحت "كاتبة" يشار بها في تترات المسلسل ؟؟

هل يا ترى لو وجدت في ندوة أو محاضرة أو مناظرة أو مايكن يحضرها أسامة أنور عكاشة، مثلاً وجدلاً، هل يا ترى ستنبسين ببنت شفة؟؟

سيدتي المسلسل "واااااااااقع" ولا يملك أية مقومات المسلسل .. حتى وأنا أتحدث عن المسلسلات الخليجية التي تشترك جميعها وفي معظمها في خط درامي واحد هو "النكد بالثلاثة" و التركيز على زاوية واحدة من السرد الدرامي الذي لو اكتفى أن يكون مملاً لكان هيناً، إنما عندما يتعداها إلى تعميم سلبيات بل نقائص المجتمع إلى بيوتنا فهذه والله بكارثة، وأن تكون كل المقومات الفنية والإنتاجية هابطة! هي أم الكوارث.

عزيزتي الكاتبة

التصوير .. الإخراج .. الكاست .. كله فاشل .. ألم تلاحظي أن كل اللقطات – للأمانة الأدبية معظمها – يجلسون بما فيهم انتِ ؟؟ .. ألم تلاحظي أن السيناريو لا يملك موضوعاً .. ألم تلاحظي أنه لا يوجد شخوصاً في المسلسل، هذا من المفترض أنك تعرفين الفرق بين الشخوص والأشخاص، أليس كذلك؟

حسبتُ أنا وصديقي عدد المرات التي يتحدث فيها الممثلون في لقطات الحلقة الواحدة مع أنفسهم كانت النتيجة مخيفة .. أكثر من 17 مرة .. وهذا يسمى drop وثغرة كبيرة في تقديم أي عمل ..

التصوير قوامه كاميرا أو اثنتين .. ألم تسمح الميزانية بأكثر من ذلك ؟؟

هل كل التمثيل شعرك وماكياجك وتسريحات شعرك الغريبة؟؟

من خلال معرفتي بك وقراءتي عنك أسجل لك إقراراً واحداً : انت مثابرة ومجتهدة ولك علاقاتك، لكن هذا ليس كل الفن ولا كل الإبداع .. عذراً .. فأنت لا تملكين مقومات الممثل حتى .. وأرى أنك نجحتي في اجتذاب هؤلاء الممثلين المعروفين بهذا الاجتهاد

عزيزتي كان بإمكانك رفع قدراتك من الثانوية العامة إلى ما هو أعلى من ذلك بدراسة معهد أو حتى جامعة خاصة بالتمثيل والكتابة والنقد، ثم القراءة ومتابعة الأعمال الفنية الناجحة وغير ذلك مما يفعله الفنانين

وبعد أن ارتحت .. اعلن اضرابي عن متابعة المسلسل لأني والله "عِلِي ضغطي يا جماعة" .. خلالالالالالالالاص طفيت التلفزيووووون والحمد لله

September 25, 2007

لو كنا كلنا هذا الشاب

اكتشفتُ منذ بضعة أيام أني ممن "ينامون" وتقوم القيامة حولهم !! .. بل والأكثر من ذلك اكتشفتُ أني لا علمَ لي لا بالدواة ولا بالكلِم .. أو قد أكون طفلة تطيش لعباً في صفحاتها ، وتخط الخط بكلمتين وتقول "ها قد تعلمتُ يا أبتي"

الحياة بالخارج مليئة بالحوارات ، فالمقالات والنقد والأخذ والرد تدور في دائرة حامية الوطيس حول صاحب هذه الصورة



هو أحد الشباب الواصلين قمة نهائيات مسابقة الشعر الفصيح الأولى "أمير الشعراء"، التي اقيمَتْ في الإمارات ، لكنه حسب قرار لجنة التحكيم لم يحصل على اللقب ، وفي رأي العديد من متابعي المسابقة ، فإن لجنة التحكيم لم تقل الكلمة الوحيدة التي توقعها جميع من تابع المسابقة فعلياً بل هي عكَسَتْ جميع التوقعات

لم يكن هذا الشاب هو صاحب اللقب في قائمة لجنة التحكيم!!

والواضح جداً من الثقة العارمة التي يمتلكها ، وتمتلكه ، هذا الشاب ، الفارس ، تميم البرغوثي ، أنه لا يأبه إلا للحق الذي ينسدل من جبينه ليرقص بين شفتيه، وللثقة والتصديق اللذَيْن يلمسهما من كل من شاهده وكتبَ عنه وقال صدقاً في حقه ، فقد كان واضحاً حتى القشعريرة ذلك الحب الحقيقي الذي يتلقاه من كل الجماهير الحاضرة ثم في كل ما كتب فيه في الإعلام الورقي والالكتروني. 
الحق الذي يفرض نفسه أن المسابقة رائعة والشباب المتسابقين أبدعوا ووضعوا في قلوبنا شيئاً من طمئنينة المحب على الشعر الفصيح ، لكن هناك علامات استفهام حول أحقية اللقب وترتيب المتسابقين

إن اعتبرتُ مدونتي المتواضعة هذه هي مسابقة الشعر العربي الفصيح وأنا لجنة التحكيم ، لكنتُ .. نصَّبْتُهُ أميراً للشعراء بلا محالة ، بل كما قال أحد أصدقائي "من ذا الذي يُنَصِّب مَلِكاً .. أميراً!" .. أو كما يقول الكثيرين أنه قد تكون دفاعاتنا عن تميم هي ثورة المشاعر التي أشعل فتيلها شعره بقوته وسلاسته وصدقه ، وهنا أسجل تقييماً ، ليس تقييمي الشخصي - فأنا في مدرسة الشعر لم ارتقِ حتى إلى تلميذة ، بل جملة ما قرأته حول شعر تميم ضمن ما قرأتْ ، شعره يحتضن كل مواصفات الشعر البكر و متطلباته بين ذراعيه
مذ أن علمتُ بأمره وأنا أقتل الوقت بحثاً هنا وهناك حول كل شئ عن هذه المسابقة ، ابتداءً من موقع المسابقة الرسمي ، وصولاً إلى هذا الشاب الذي يعلن عن امتلاكه للكنز المفقود ، الرجولة الموشحة بالكرامة ، حتى أني أكاد أقتحم كل رابط يصادفني علَّني أقرأ جديداً ؛ وصدقاً ، كلما نظرتُه أو سمعتُه أو قرأتُ له ، ومع التكرار ، أنا لي شأنٌ جديد فجديد

لو افترضنا ، عبثاً ، أني مكانه ، لكنتُ كرهتُ لنفسي كثرة الإطراء وتكراره ، لكن ، وفي حالة تميم ، فإنه مع كل إطراء يتجول حوله وكأنه المهدي الذي ينتظره كل مؤمن في زمن الجُور والعَوز ، فكل كلمة جميلة في حق رجلنا هذا هي تعسفاً لو قيل عنها مجاملة أو إطراء بل هي الحقيقة الجميلة التي ما مرَّتْ بنا منذ سنوات جمال عبد الناصر أو حتى عبد الحليم .. 

 نعم هو حب الناس .. كلنا يستطيع زرع الخوف والكره، لو أردنا، لكن، ما مدى سهولة زرع الحب في قلوب الآخرين يا ترى؟

في جعبة تميم البرغوثي تجد كل السيوف مستلَّة وكل الورود ندية وكل الأزمان بعد طول سهر تنام .. فبالله أي لجنة يُنْصَتُ لها ثم بعد ذلك أي جمهور لها يكترث

 كنتُ، بعد قصائدك تميم، نويتُ أن أكسر قلمي وأرمي أوراقي مهبَّ العدم .. لكنك يا أمير قد يضيرك أن في قومك امرؤ لا يحمل قلم .. فعدتُ أدراجي وفتحتُ أدراجي وسطرتُ إدراجي .. 

لم أعد أفهم .. متى يرتجل السمع ويرحل .. وتصبح الكلمات صوراً نراها .. أو هذا زمانها كي تكون 
كذلك؟

أنت لستَ أبن رومي عصره .. أنت تميم البرغوثي زمانه ..

فالحق الذي تنطق به يُسْكِتُ كل لسان ..

يا أمير، كلنا يعلم أنه لن يضيرك ولم تكترث .. فهذا اللقب ليس جل همك .. وليس ما قلتَه هناك آخر سهامك ..

نريد منك الثبات والمضي في صعود الجبال .. فهذا الزمن ، أخي ، يحتاج رجال .. فأنت نفثتَ فينا أكثر الشعلات ضراوة كي نشحذُ هِمَةَ القلم .. ونعلو معاً تينك القِمَمْ

ليست هي والله خطبة عصماء .. فالخطب العصماء هي لأولي العزم والحزم .. فقط أردتُ أنا العبدة الفقيرة إلى الله ، احترام قشعريرة جسدي و نهفات الأدمع كون أمة الخير ما زالت بخير كلَّما سمعتُ أو قرأتُ لهذا الرائع ، وعندما يُقْدِمُ خيرها بخير فإنه يعم الطيبين ويصمُّ المتشدقين .. 

لا بل بهتان أن أقول رائع وأسكتْ ، بل هو القائد ففيه والله ملامح قائد

أراهن أن كل من سمع هذا الشاب أو قرأ عنه تملكت يديه رغبة البحث بين طيات الكتب أو الانترنت حول من هو


تميم البرغوثي ابن الشموخ الأقصى .. والده الشاعر المعروف مريد البرغوثى ، وأمه الكاتبة المصرية المعروفة رضوى عاشور

"هذا الشبلُ من ذاك الأسد" .. فالعرقُ دسّاس من والد فولد



شاعر مغمور له أثنتي عشرة مجموعة شعرية ، حاصل على جائزة فلسطين في الشعر عام 2000. ترجمت بعض أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والروسية والبرتغالية. وحاز كتابه النثري رأيت رام الله (1997) على جائزة نجيب محفوظ للآداب وشارك في عدد كبير من اللقاءات الشعرية ومعارض الكتاب في العالم. وقدم محاضرات عن الشعر الفلسطيني والعربي في جامعات القاهرة و فاس وأكسفورد ومانشستر وأوسلو ومدريد وغيرها. آخر إصدارته: ديوان منتصف الليل
لكل ديوان من دواوينه حكاية تبدء باللوحة الرائعة التي يزين بها الغلاف ، وبين اسم الديوان ورسمه هناك قصة مطالبٌ أنت بقراءة ملامحها ..

منتصف الليل .. زهر الرمان .. الناس في ليلهم .. نشيد للفقر المسلَّح .. فلسطيني في الشمس .. و .. عندما نلتقي ..

ومع مريد البرغوثي ، هي نفس حكايتي مع تميم ، أتحدث مع نفسي كالمجانين كلما قرأتُ ثم قرأتُ ثم أعدتُ نفس القصيدة .. لا يهم .. طالما أن كل ما أسمعه هو رنين الكلمات بداخلي .. وتحل الأحجية هنا عندما تعلمون أن الصوت هو صوت الكلام الخارج مني وليس صوتي .. وكل هذا يحدث في جملة أو اثنتين إن تبجَّحَتْ .. تخيلوا ذلك

سمحتُ لنفسي أن افرض عليكم بعضاً من اختياراتي الـ "مريد" ـية .. لذا فهي بدون عنوان .. والله لن تتنبهوا إلا وأنتم يُنْظَرَ لكم بنصف عين يتأمر معها نصف حاجب "هل هي مجنونة تحدث نفسها!!"

(1)
تمرد

قالت عبّادَةُ الشمس للشمس:
مُمِلٌّ إتِّباعُكِ كلَّ يوم!

(2)

المِرْآة

قالت المِرْآة:
ما أشد تعاستي!
لا أحد ممن ينظرون إليّ
يريد أن ...
"يراني".

(3)

خذ الجامعات بأولادها والبنات
وأشجـارها الضاحكـات
خذ المكتبات التي
رتبت حيرة الـروح في حبرنا البشرى اللحوح
خذ الفلسفـات التي
هذبت كـوكب الأرض
خذ لهفة الطفـل إذ تفتح الأم
سجن القميـص
وتفرج عن جنة الثدي والرضعة المشتهاة
وخذ دهشة الكهـل من علم أحفاده
خذ غبار الطبـاشير، والدرس، واللوح
والولد الأسود الحاجبين
وحيرته بين صـرخة فخذيه والامتحـان،
خذ الشعـر والرسـم
خذ كل مـا سوف تخشى عليه من المـوت
خذ بذرة القمح خذ نطفة النخل
والعلم الشـاهق اللون
خذ بهجة العـدل والعقـل
خذها جميعا" إلى مخبأ
ثم حصن حـراستها جيدا"
واحمها قدر مـا تستطيع من الوقت
عاما" فعامـين، جيلا" فجيلـين، دهرا" فدهـرين
حتى يمر (مشـاة البحـار)
ويجتـازنا مـوكب الأمريكـان !

(4)
أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ
شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات
أبدو بالشعر الأبيض جذاباً
نظّاراتي متقنةٌ
وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً
وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني
لا مشكلة لدي

كَفّاَي بلا قَيْدٍ. ولِساني لم يُسكَتْ بعد
لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن
ولم أُطرَدْ مِن عملي
مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي
وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان
لا مشكلة لدي

لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه
وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ
وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني.
قد يفتك بي، لكني سوف أسامحه فهو صديقي
وله أن يؤذيني أحياناً
لا مشكلة لدي

ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً.
وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني
ليلاً ونهاراً. ولهذا
أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح
لا مشكلة لدي

أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ
ولم أعرف كيف أودعها
وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ
(ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً)
فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً
فلديَّ كوابيسٌ صغرى
سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى
لا مشكلة لدي

أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم
وفي يأسي أتذكر
أن هناك حياةً بعد الموتِ
هناك حياة بعد الموت
ولا مشكلة لدي

لكني أسأل:
يا ألله!
أهناك حياةٌ قبل الموت؟


... وماذا بعد ؟ ..

.. هي ..مريمة الأندلس .. أطياف ..
هي المعلمة التي تتلمذ على يديها تميم البرغوثي .. هي التي كانت تنهى ابنها الصغير عن الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبها الطفل لأنها أفهمته أن الفلسطيني لا يملك ان يُخطئ

في كتاب دولة النساء قال عنها الكاتب .. هي تكتب ذاتها بانفعال عميق



كتب محمد خير يقول "في أوائل التسعينيات، رأست قسم اللغة الإنكليزية في جامعة عين شمس، وشهدت تلك الفترة ازدهاراً فنياً وأدبياً يتذكره طلبة القسم جيداً، ويحمل لها العرفان عشرات ممن أشرفت على رسائلهم العلمية. رضوى هي رمانة ميزان أي عمل جماعي، وهي تهب الصدقية لأي لجنة تحكيم تشارك ضمن أعضائها في مسابقات الثقافة المصرية. ويمكن القول إنّ رضوى أمسكت حياتها من كل أطرافها... هي زوجة وأم ومناضلة لا تستسلم... إنّها شقيقة بيروت!"

في ورقاتي كتبتُ روايات رضوى عاشور ، وأكون مُقِلَّةً لو اكتفيتُ بنثريات نصوص هنا أو هناك ، فقد وجَبَ علي تخصيص موضوعاً بعد أن أذهبَ إلى دنيا رضوى عاشور وأعيش برهة من زمن مع شخوص رواياتها وأقرأ ما بين السطور
أما الآن ..

أسجل في ملفاتي بعضاً من تميم البرغوثي


.... و ...
طمنوا ستي ام عطا
طمنوا ستي ام عطا بإنه القضـية من زمان المندوب وهي زي ما هية
لسـة بنفاصل القنـاصل علـيها زي ما بتفـاصلي ع الملوخـية
لكـن اطمـني وصـلنا معاهم بين ستة وستة ونص في الميـة
بطلـع لهم يا ستي حيـفا ويـافا ولنا خرفيش وسيسـعة بـرية
ولنا دولة يحرسـها طير السـنونو يا ام عطا ولبسوه رتب عسكرية
والسنونـو إله نمو اقتصـادي والسنونـو إلـه خطط أمنـية
والسنونـو عم ينبذ العنف ويعلن إلتزامـه الكـامل بالاتفــاقية
ولنا برضه يا سـتي سجـادة حمرا تالسنونـو يأدي عليها التحـية
والنـا قمة يدعـو إليها السنـونو يعقدوها في الجامـعة العربيـة
حيـوا برج الحمام وحيوا حمامه من ملوك المحبـة والأخــوية
يا حمـام البـروج ويا مواليـنا يا دوا الجـرح ويا شـفا البردية
يا شـداد الخطـر على أعـادينا وحبكو إلنا حب قيـس للعامرية
راح أقول اللي قالوا طوقان قبلي أخو فدوى وبن الأصول الزكية
في يـدينـا بقيـة من بـلادٍ! فاستريحوا كي لا تضيــع البقية
النادل خادم أقدم في الفنادق للزباين كل شي:
إم الرجيم أعطي لها كنافة
وإم الخواتم في أصابعها الخمس أسكب عليها الشاي
والسائق الهلكان أهيئ له تخت في المقعد الخلفي
والشرطي أعطي له هدوم مخططة بالعرض
والمعتقل أعطي له رتبة ع الكتف ونجوم
وام العروس وبنتها اللي مضبطة الماكياج
كن وجوههن من بوسلان
أرمي عليهن منشفة
وام العشر أطفال أهديها ثياب العرس
واعطي رجلها موظف الديوان
أرجيلة
والطفلة أعطيها عرش أو صولجان
وأصب للحاكم قناني من هوا
وأشلحه الحق المقدس
والقاتل اعطي له كفن
واعطي القتيل اللي انغدر
ساعة تشفي في العدى
والشاعر المهمل هناك بأبعد الأركان
فلت له مرحبتين
واطلَعت بعيونه
حطيت قدامه المسدس

*

قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف



*

محبتكم أيها الأهل



*

معين الدمع



*

في القدس



*

حريصة أنا أن اسجل في مدونتي هذا الأرشيف الثمين ، لي ولكم ، وكلما حصلتُ على المزيد سأثري هذا الموضوع بإذن الله

وقبل أن ارتكبَ جرم تسطير نهاية مقالي .. أود تسطير توقيعي ..


كنتُ قد تعلمتْ أن الكلمة مسئولية .. ومعك تعلمتُ أنها قضية
وبأن فصيلة الدم يورِّثُها الآباء .. وفصيلُ العز أيضا
وارتشاف صهيل الحق .. ليس بمعركة
إنه تودد نقدمه لله في الدنيا .. ونعيشه سرمداً بعد الدنيا
وعندما يمر العمر .. نجمع رقصات أوراقنا ..
نصنع بها إكسير الحياة الأبدية


أن تحمل الورقة سطوراً أو عروقاً .. سيان
وأن تُروَى بماءٍ أو بماء الحبر ثم تُروى
أو تؤكل أو تُكتَب و تُقرَأ ..
هي تعطي اُكُلُها وبيانها .. لطلابها
فمن أكل .. تغذى واستفاد
ومن قرأ .. فهم وأفاد

لو كان نصف الناطقين باللغة الاسلامية تميماً ..
لتمنى النصف الآخر أن يكون ..

ولكانت الدولة الاسلامية استعادت من العالَمين دينارها وقرآنها

تحياتي لآل البرغوثي .. ولثمرة آل البرغوثي .. تميم البرغوثي

ولو كان إنهاء مقالي جريمة .. اعزائي .. اكملوا بعدي من منابر أقلامكم

September 24, 2007

عشر ليالٍ من رمضان

تميم البرغوثي (أخبار الأدب
رمضان 1423 /تشرين الثاني، نوفمبر 2002

المجاز هو الحل. المجاز معادلة صعبة بين الثابت والمتغير من المعنى، فله وجوه كثيرة وكلها من وجه واحد. ليس هلوسة لا علاقة لها بالكون المادي، وليس إخباراً عن الواقع لازماً له كقوانين الكيمياء يبقى ببقاء المادة ويتغير بتغيرها. والمجاز حال بين حالين، صفة معلومة لموصوف مجهول. واللغة على هذا مجاز كلها. فقولك هذه شجرة يجوز على الشجرة الحقيقية كما يجوز على كل ما أشبهها، من سدرة المنتهى إلى شجرة العائلة، وكذلك الكلب والأسد والسماء والريح والليل والسيف والعصا واللجام ومشط الفتاة والفتاة وصنابير الماء في ميضأة الجامع والشلال في بلاد الروم وغبار المغيرات صبحاً والغبار المنفوض عن بساط تضربه خادمة في شرفة، كلها تجوز أسماؤها عليها وعلى غيرها. ولن تقدر أن تحدد متى بالضبط يكون الشيء شجرة ومتى لا يكون، ولكنك تسميه على أي حال، فلا يعرف المرء ما الصفة الثابتة في الشجرة، والتي لو توفرت في جسم ما استحق اسمها ، وما الصفة المتغيرة فيها والتي لا يوجب حضورها الاسم ولا ينفيه غيابها. المجاز يمزج الصفتين ويترك لك حرية التسمية.


 والأسماء ميزة آدم على الخلق وهديته من الخالق، الشعر ما هو إلا تسمية وإعادة تسمية، الشعر تعريف العالم وإعادة تعريفه. وعليه فقد خلق آدم شاعراً. إلا أن الشعراء يكثرون من إعادة تعريف العالم، من خلط ألأسماء والأجسام كأوراق اللعب وتوزيعها في كل مرة ينطقون، فيجيزون اسم هذا على جسم ذاك. وابن آدم أكثر الخلق شعراً، والشعراء أكثر الخلق آدمية.

والكلام على سيد الضوي...

بدعوة عبد الرحمن الأبنودي، أتى سيد الضوي من بلاده ليروي ما تيسر من السيرة الهلالية في عشر ليال من رمضان. حضرت أكثرها، وحضر أكثرها أكثر الحاضرين. والشيخ يعيد كل يوم مربعاته التي بها يصلي على النبي، فلا تعاد، إنما له في كل ليلة صلاة غير صلاة الليلة التي قبلها. ملك الشيخ حرفة المتغير والثابت. إن تغير رواية السيرة من جيل لجيل ومن شاعر لشاعر بل ومن ليلة لليلة، ضمان استمرارها وبقائها، فإنها قافلة تحمل ما حملتها. كتجدد خلايا الجسم يتغير ولا يتغير. كأن يقول:


ولا حد خالي من الهم حتى قلوع المـــراكب
لا تقول للندل ياعم لو كان على التخت راكب


هذا البيت معروف، فانظر ماذا صنع به:


ولا حد خالي من الهم حتى السعف في جريدُه
لا تقول للندل ياعم لو كان روحك في إيدُه

ولاحد خالي من الهم حتى الحصى في الأراضي
مافيه لا روح ولا دم وبالظلم ما هوش راضي

والسيرة تحمل ما حملتها كما قلت. كنت أسير في شارع المعز لدين الله الفاطمي عائدا من بيت السحيمي إلى الأزهر. وكنت أردد ما حفظت من أبيات الشاعر حتى لا أنساها، خاصة وأن سيد الضوي روى في الليلات الأخيرة أجزاء من السيرة ليست في الكتاب المنشور. ولأن السيرة تحمل ما حملتها، كنت إذا نسيت بيتاً ارتجلت من عندي.


تذكرت ما قال سيد الضوي:


طه رباية حليماه
1 أحمد عيونه رغابة
جه عِدِّ مالح حلي ماه
2 وقال اشربوا يا صحابة

بكرة ح ادق الوتد داي (ده) جمل الحمول فز بيها
أيام بتاخد وتداي (وتدي) واللي صبر فاز بيها


ثم نسيت فأكملت من عندي:


مين اللي له حق ونَساه مين اللي يرضى الهواني
الندل في خمره ونِساه وهمِّي هويته وهواني

ورق الكتب أصبح ف هَمّ قال يا خسارة بياضي
اللي بِيِحفظ ما يفهم كالجوِّ مليان وفاضي


وتذكرت قوله في مواجهة بين الزناتي خليفة وأبي القمصان عبد أبي زيد:


سكر الزناتي بلا كيف والعقل منه جناين
والروح شايلها عا الكفّ يحمي البلد والجناين


فقلت أنا:


ويقول يا سِفْلِة بني هلال يا شرِّ صاحي ونايم
من قبل ما يبيِّن هلال لاخد نساكم غنايم


فقال سيد:


قوم شاف في الكرم قمصان قال م المرارة لزيدك
جسمي ما يحملش قمصان ملعون ابوك وابو زيدك


فقلت من عندي:


يا عبد روح نادي بَرَكات أمه حجابها هلايل
دي جمال للنحس بَرَكات في نجعكم يا هلايل
3



فقال سيد على لسان أبي القمصان، وقد أصبح الأن يسير معي في زحمة المعز:

قال سيِّدي مالكم بيه شريف وأمه شريفة
هوه السبوعة كفو ليه وانا كفوكم يا خليفة

جض الزناتي وقال آخ جارت عليا الليالي
محتار بين ضحك وصراخ إلعبد واقف قبالي


ثم سكت، فأجزت من عندي ، وكنت أصبحت الآن مدلاًّ عليه فأطلت:


العبد م النحس منحوت والطبع عا الخلق مالك
سِنَّارة لو حذَّرَت حوت لَيقول لها وانت مالك

عمر العدو مني سَلَفُه ولكل سُلفة رديدة
خَلَف الفتى زي سَلَفُه كيف الرغيف والرديدة
3


يا دهر تكرم وترزي أعمي دليل الخلايق
وانا سيفي شغلته ترزي تجارته سود الخلايق
4



قاضي في حكمه ما يلبس عمره ما حابى حميمه
عريان حالف ما يلبس إلا ودمك حميمه
5


أنا سيفي تاجر مصاغي الكلمة منه عقودِ
لو كنت للقول ما صاغي تلقاه مكان العقودِ

النار من الزيت قيدها والحرب كلمة وتاهت
ضايعة مفاتيح قيدها ع الناس ركبت وتاهت

النار علبة وكبريت في الليل ليها شبيبة
والحرب كلمة وكبرِت والشِّيب ما تعود شبيبة
6


غولة صغيرة وأسَنَّت تكتب قدرنا بعصاها
قوانين خطت وَسَنَّت مسكين ياللي عصاها

أبلينا غيرنا وْحَ نَبلَى يا دنيا مالنا ومالك
يا كافرة عند الحنابلة وحنفي وشافعي ومالك

الخيل فرت وكرَّت والألف عالألف صالِ
والموت شِلَّة وكرَّت بيع البلا بالفصالِ
7


والسيرة الهلالية عمل من أعمال المقاومة بامتياز، لا لما في مضمونها من قيم، فإن فيها الصالح والطالح، ولكن لكونها تثبيتاً للثقافة العربية في مصر في وقت تتعرض فيه الأمة لعملية محو مادي ومعنوي. والناس في بلادنا يموتون، ومن يبقى حياً يسأل لماذا مات من ماتوا، ويسأل هل عندنا ما نقدر أن نرد به الموت. الشعر لا يرد الموت ولكنه يصنع الهوية، والهوية تعطي الناس أساساً يجتمعون حوله، واجتماعهم يرد الموت عنهم. فلا غرو أن بدأ عبد الرحمن الأبنودي في جمعها بعد هزيمة سبعة وستين رأساً.


و السيرة الهلالية إغناء للثقافة العربية من ناحية، وتأكيد لعروبة مصر من أخرى. اللغة العربية لهجاتها كلٌّ واحد، إنما كل لهجةٍ وجهٌ من العربية، كوجوه المعنى في المجاز. اللهجات مرايا اللغة، و إن تعددت المرايا تعددت الصور والجسم واحد، وكذلك تتعدد الأسماء والمسمى واحد. فإضافة العامية الصعيدية إلى العاميات العربية وإلى تاريخ اللغة العربية بتقديم هذه الملحمة إثراء للغة، وتقديم هذه الملحمة على منصات الثقافة في مصر القاهرة يظهر، لمن لا يريد أن يرى، اتصال البلاد العاطفي والعقلي والمادي بمحيطها. السيرة بالعامية، لكنَّ تراكيب الجمل فيها فصيحة، صور الشعر فيها، أسماء الأماكن والأبطال والقيم كلها عربية إسلامية قحة.إن كان الأبنودي قد جمع السيرة الهلالية كلَّها فقد أهدى اللغة العربية مرآة من مراياها كانت غائبة عنها ونبهها إلى إرث عظيم لها كان نسيا منسيا.


كنت ماشياً في شارع المعز لدين الله الفاطمي، حولي قباب السلاطين، وباعة المناديل، سيارات الأجرة تحشر الناس في الشارع وتنحشر، والأحجار الناتئة من أسفل لا تمل اختبار قدرات المرء على التوازن. أمامي كانت تسير امرأة متوسطة العمر والقامة تحمل على يدها طفلا رضيعاً. ثم عَثَرَت ببعض الأحجار في الشارع، حاوَلَت ألا تقع، فوقعت. لكنها وقعت بحرفية يحسدها عليها أكثر لاعبي المصارعة مهارة. لقد تلوت في الهواء كالسمكة المصيدة لتوها، وانقلبت على ظهرها وجعلت طفلها على بطنها تمسكه بيديها. غريزة الأمومة فيها حولتها من امرأة إلى طائر إلى سمكة إلى امرأة مرة أخرى، والناس ينظرون. المشهد، مجازاً، يحتمل ألف معنى ومعنى، عن حالنا وحال تاريخنا، ولا أدري هل ستحمينا ثقافتنا أم سنحميها، هل ستحملنا هذه الأمة أم سنحملها.



 وعلى مستوى أدنى وأقل وجودية، لا أدري هل الأبنودي أدخل السيرة في تاريخ العربية ، أم السيرة أدخلت الأبنودي فيه، ولا أدري من حمى الآخر بين الأم وابنها في آخر شارع المعز، لو لم تكن تحمله لربما لم تتقن السقوط وشدخت رأسها، ولو لم يكن في يدها لهلك. فكرت في الخطط الغريزية لإتقان السقوط، إتقانه حتى ينقلب إلى ضده، أَوَليس الاستشهاد إتقاناً للموت يجرده من صفاته ويقلبه إلى ضده، لكن هذه مسألة أخرى...

لهم الشكر، لسيد الضوي وعبد الرحمن الأبنودي والأم وابنها، لما نُصلِّي على النبي....



1 طه رباية حليماه: النبي الذي ربته السيدة حليمة السعدية2جه عد مالح حلي ماه: جاء النبي إلى "عدّ" أي بئر مالحة فأصبح ماؤها حلواً، والجناس ظاهر بين "حليماه" في الشطر الأول و"حلي ماه" في الشطر الثالث3 بركات الأولى اسم من أسماء أبي زيد وبركات الثاني: بركت الإبل أي حطت على الأرض مدت الفتحة التي على الكف حتى صارت ألفاً ليتم الجناس بينها وبين بركات الأولى وهي رخصة شائعة في المربعات، وهلايل الأولى: هلاهيل أي خرق ممزقة والمقصود أن حجاب أم العبد لا يسترها فهي مفضوحة وهلايل الثانية:بنو هلال4الرديدة الأولى مصدر من رد الدين، والرديدة الثانية من ردة الخبز5 ترزي الأولى: ترزأ من الرزيئة، وترزي الثانية: الخياط، الخلايق الأولى: الناس و الخلايق الثانية: من الخَلَقات وهي الملابس6ما يلبس الأولى من اللَّبس والالتباس، أي أن السيف قاض لا يخلط الحق بالباطل، وما يلبس الثانية: لا يرتدي ملا بسه، والمقصود أن السيف لا يدخل غمده قبل نفاذ حكمه، وحميمه الأولى: الصاحب الحميم فهذا القاضي لا يحابي أحدا، وحميمه الثانية: ماء الاستحمام.6 شبيبة الأولى من قولك شبت النار أي توقدت وشبيب النار وشبها توهجها وشبيبة الثانية: شباب أي أن الحرب وإن كانت تبدأ بكلمة إلا أنها لا تنتهي بكلمة كما أن الشيب وإن كانوا شباب فإنهم لا يعودون كذلك، وتمد الكسرة التي على الراء في "كبرت" الثانية حتى تجانس كبريت في الآخر الشطر الأول.7 الموت شلة وكرت: الشلة كرة ملفوفة من خيوط الصوف فإن نسل طرف خيط منها ظلت تدور وهكذا وكرت الشلة نُسل طرف الخيط منها

September 19, 2007

إبداع من النوع اللذيذ

لا أعرف الغاية من هذا الموقع لكن .. جرب واستمتع

تأملها .. تفهمها





رائعة .. والأروع الذي أسجله هنا هو أن هذه اللوحة بيعت في إيطاليا بـ 97 مليون دولار

والقاتل هنا في الروعة هو أنها رُسِمَتْ بألوان الزهور الغير ممزوجة بالمواد الكيماوية

September 13, 2007

أنتِ في قلبِها





في نفس المدينة .. بينهما ما لا يزيد عن عشرة دقائق بالسيارة ولم ترها منذ سنة كاملة

لم أكن بحاجة لرؤية ملامحها وهي تتحدث عن ذلك، فقد كنتُ كمن ابتلع فكَّه من الألم وأنا انظر لصورة ابنتها الصبية من خلال الماسنجر

تخيلتُ هواجسي الخاصة جداً وهي تأكلني، وتفيقُني هي كي تقول لي "ممكن نغير الحديث لو سمحتي .. ما بحب احكي في"

اعتذرتُ لها بشدة خاصة وأني لستُ ممن يحبون تأمل جروح الآخرين، لكن قد أكون أنا صاحبة الجرح وهي التي كانت تتحدث معي .. كل شئ جائز

ابنتها وحيدة هذا الزواج الذي لم يدم سوى أشهر منذ عشرة سنوات تقريباً

كان يكيد بكل الطرق لينتقم منها ومن أمها .. ليس مهماً هنا من كان على حق أو على غير حق

حزني هنا هو للفتاة التي كانت الورقة الربحانه في يد والدها والبركان الذي يحرق والدتها

وهو السعيد بانتصاراته لتكدير عيش الأم وأمها .. وهي تلوك المر قوت يومٍ بيوم .. وأمها لا تزال تتوعد

لن نتحدث هنا عن الصبية الصغيرة .. فنظرة إلى عينيها تجعل عينيك يغرقان بدموعهما .. لك بعد كل ذلك تخيل كيف هي حياتها

المصيبة أن زوجة أبيها أحن عليها من أبيها الذي يتقصد حرمانها وإهانتها في كل مناسبة وكل مكان

غداً تكبر البنت ولها أن تَكٍنُّ في صدرها لغد ما تُكِنْ

فمن يعتدُّ بشئ يملكه اليوم من قوة وشباب لا يأمن لغد أن يأخذه منه

هل يصبح قتل الآخرين فخراً لنا ؟؟

هل يسمع صاحب النصيب هذه الكلمات

أرجوك يا ساعي البريد .. لا تُوصِل الرسالة

هنا هي أمانة في القلب .. وفي أمان الله

ولو ذهبت هناك تصبح كغبار الأموات يوضع في قيوانات فخارية

صغيرتي .. ستكبرين

اجعلي من عيوبنا غربالاً تعثرين به على كنوز الغد

واغفري زلاتنا .. فنحن في غد سيأكلنا الهرم .. وانت في غد تأكلين ربيع الحياة

لا تحزني .. واشرقي في كل صباح اخبري الله انك تسامحين

كي يبعث لك الله أملاً في غد .. و يقيناً في وعد

ليس مهماً ان يكون لك إسمان .. فالقلب واحد .. والرب واحد

انت هبة من الله .. والفرح المنشود

قد يكون أعمى من لا يراك الطفلة الرقيقة وأنت أمام ناظريه

هذا لا يعني أنك لستِ طفلة رقيقة

انظري للمرآة وانت تتأكدين .. بأنه الثري الفقير من لا يثمن هذه الجوهرة الغالية

قبلاتي لك ولكل صبية تذرف دمعة محبة

وانت يا أمها .. من قال ان اللقاء في مكان أو زمان؟

نامي ملء جفونك واحلمي .. ولْيَجْمع الله بينكما بـ كن فـيكون

September 10, 2007

دعني اُحبك للأبد .. رسالتها من هناك


صوتٌ مفاجئٌ آتٍ من عمق الغفوة الطويلة تحمله شعاعات أطباق فضائية تخترق عيناي المغمضتان ..
"استيقظي .. أصبحنا في منتصف اليوم" .. 



قالت لي "الطبيب ينتظر منذ فترة .. كان وحيد يناديك .. ألم تسمعيه!"

حدجتُ بنظرات الغضب في الصوت القادم ..

ثلاثون عاماً كان يسبق حدسي صوته المسافر إليّ .. كنت أجيبه قبل أن يناديني .. كيف لم أسمع صوته هذه المرة! ولماذا اليوم .. وبعد هذه السنين .. يناديني .. و .. لم أسمع!

"ما بالك .. ترفقي بي .." 



.. تنفضني الفجأة من مكاني وتقذفني حيث ينام حبيبي .. تأملتُه طويلاً .. لا أعلم كم من الوقت بقيتُ واقفة دون حراك .. ولا أعلم أين رحلت هذه الدنيا عني وأنا أمشي بين سكنات ملامحه .. كيف لم يشعر بوجودي حتى دون أن أهمس ، كما عوَّدَني؟

أعتقدُ أن بقايا الألم الذي كان، والساكنة تحت عينيه المغمضتين، استغرقتا مني معظم عناء هذه الرحلة .. حتى وهو نائم يبكي ودموعه افترشت جفنيه كيما تبقيان متأهبتان لتجربة ألمٍ جديدة

فتح عينيه .. ومعهما طاقَتَيْ أمل .. كان ينظر إلي .. ولم يكن ..

تدور عينيه في أرجاء من البعد الآخر .. ثم يبكي .. ويبكي

ينظر إلي وكأنه لم يراني منذ دهر وهو الذي لم تفارق عينينا بعضهما طوال سنين

وكأن عينيه تتوعدانه بوابل من الدموع إذ يستيقظ، أن قُم واحتفل بقدوم ألم جديد

"ربي .. كم هو وسيم الملامح .. ؛ أشتاق إليك حبيبي بدون قناع المرض الذي التصق على وجهك وكل جسدك"

طبعتُ قبلة تخبره هذا الكلام عني .. فهو لم يعد يستطيع أن يسمع كلامي .. لم يعد يفهم من لغة الكلام سوى الآلام

طرقاتٌ على الباب لم تنتظر .. دخلتْ والدة زوجي تعلمني بأن الطبيب خلفَها ..

نظرته إليَّ كانت كوكالة أنباء حُبلى بأخبار الكرة الأرضية التعيسة، كان يريد أن يرى في عيني أني أعلم ما يريد قوله كي يبتعد عن كونه نذير شؤم

"كيف حاله اليوم ..." .. هو لم يكن يسأل .. هو يستدرك بداية إجابة سبقته بها عينيه. غريب أن يكون طبيباً بارعاً ورقيق القلب في مواقف مشابهة

لم يرد عليه أحد .. فأنا عدتُ أبوس الأرض التي تسكن وجه حبيبي .. غرقتُ فيها مجدداً .. لا أريد أن أطفو على سطح الحياة بدونه مرة أخرى

"من يسبق من أيتها الشهرزاد ؟" .. وتعلو الضحكات ..

أدمعي التي غطت عني الدنيا .. أخذتني كمرآة سحرية إلى أيام شهر العسل .. أسمع صوته، يركض خلفي حيث تلك التلة الصخرية فوق إحدى شواطئ اليونان .. نذهب إليها ليلاً حتى تجدنا نجمة الفجر .. أظل أحكي لحبيبي حكاياتي العجيبة التي جمعتها من قراءاتي للقصص والروايات

كان كل مرة هو الذي يسبقني .. فأنا أخاف كائنات الشواطئ .. وكنت أتعثر دائماً .. وهو من كان يحمل لقب "ملك التلَّة" كل مرة

 " لا بأس يا ملك .. ابقَ ملكاً .. وابقَ في حياتي " ..



 انتَفَضْتُ ، وكعويل بركان .. أذرفتُ فيضان الذكريات بغمضة عين .. وأفقتُ على صوت الطبيب يناديني ..

"كنت أناديك .. لأقول لك أن ...."

لم يُكمِل الطبيب كلمته .. أصبح يرى نفسه هذا النذير الذي تنفر منه الناس .. فهو كان يريد أن ينبهني إلى شئ

فتحتُ عيناي ..

كانت الحياة أمامي تندثر .. ولمعة الروح تنطفئ ..

حبيبي ينظر مجدداً إلى لا شئ .. "خنتني يا حبيبي .. وتنظر عيناك إلى غير عيناي"

كنتُ قد تهيأ لي أني هززتُه بقوة .. كنتُ قد تهيأتُ أني صرختُ بعلو الفجيعة .. كنتُ قد تهيأتُ أني أصرخ وأصرخ ..

لكن ما حدث .. أني .. ظللتُ واقفة .. أجافي اللحظة علَّها ترتدع وتعود .. تعود بحبيبي ولو دقيقة أخرى .. أريده أن يحضنني .. أريده أن يبقى معي .. ولو .. دقيقة

لم يحدث كل ما خُيِّلَ لي أني فعلتُه .. فقد كنتُ دخلتُ في خندق الصاعقة .. حيث في الطرف الآخر منه أصارع كل من يقترب من حبيبي ليأخذه بعيداً

شهقته الأخيرة ..

وآخر مرة أسمع فيها صوتَ إنسان .. أخر مرة ترى فيها عيناي شئ .. أخر مرة يكون لجسدي مكان

زحفتُ بروحي التي تمزقني .. تزهق مني .. وإذا بي في غرفتي .. أمام المرآة

لا أعرف من كان يكتب على المرآة بالحبر الأحمر القاني هذا .. الكلماتُ تكتبُ ذاتها، ألحقها لأقرأها


يقول قائل "كسرتي المرآة وشرختي بها كل أواصر كيانك وجسدك .. ثم ذهبتي"

وأقول "كيما تحبني للأبد .. دعني أحبك للأبد .. ضمونا معاً كما اعتدنا أن نفعل"

لا .. بل .. كتبت


"مذكرات آخر أيام حياتها"
-مٍن روايتي التي لم تكتمِل-

لونا

September 9, 2007

النص والواقع لـ جودت سعيد

مقال رائع للكاتب جودت سعيد .. من غير المنصف وصفه بأقلامنا .. بل وجب علينا الوقوف إنصاتاً واحتراماً وقراءةً وتعلماً
من أبدع المقالات التي قد تقرأها يوماً

هاكمُ النص

حين ينطق الإنسان بجملة "السلام عليكم" يمكن أن تفهم منها بواسطة لحن القول وكيفية النطق أنه سعيد جدا لرؤيتك؛ كما يمكن أن تفهم من لحن قوله أنه تعيس جدا لرؤيتك. ولكن حين نكتب عبارة "السلام عليكم" على الورقة تفقد كل هذه الإيحاءات. الكلام المكتوب هو ما يسمى بالنصوص، وهو بطبيعته يفتقد لحن القول بخلاف الكلام المنطوق. ولهذا تعد اللغة المكتوبة مرحلة مختلفة 
عن الكلام.

وقسم العلماء في تراثنا الفكري مراتب الوجود، ووضعوا النص المكتوب كآخر مرتبة للوجود، فقد تناول محي الدين بن عربي و كذلك أبو حامد الغزالي في كتابه مقدمة المستصفى -التي اعتبرها مقدمة جميع العلوم- مراتب الوجود. يقسم الغزالي مراتب الوجود إلى أربع: المرتبة الأولى هي الوجود العيني أي الوجود الواقعي المشاهد، والمرتبة الثانية هي الوجود الذهني أي الصورة التي تتكون في أذهان الناس عن الوجود العيني. ثم الثالثة وهي الوجود اللفظي أي اللفظ المنطوق. وتأتي المرتبة الرابعة وهي الوجود الخطي الذي يرسم على الورق ويتحول إلى نص محفوظ في الألواح والأوراق.

نجد في أول سورة نزلت في آخر رسالة من السماء "اقرأ بسم ربك الذي خلق". ويشرح ابن تيمية هذه الآية ويقول إن عبارتي "اقرأ" و"الذي خلق"، تجمع مراتب الوجود. فهو يشير إلى كلمة "اقرأ" بأنها الرتبة الرسمية (أي المرسومة)، ويشير إلى عبارة "الذي خلق" بأنها المرتبة العينية، ويقول أن المخلوقات كلها في المرتبة العينية. ثم تتكون الصورة في الأذهان عن هذا الوجود العيني، وبعده يأتي الوجود اللفظي الذي بواسطته ينقل الإنسان صوره الذهنية عن الوجود العيني الى ذهن إنسان آخر. وينقل هذا إلى الوجود الكتابي الذي يُوضع رمزا للنطق الكلامي.

وهناك إشارات كثيرة إلى أهمية النطق في القرآن. فالله تعالى حين يتحدث عن الخلق في هذا الكون وعن الرياح والسحاب والسماء ذات الحبك واختلاف الناس وتفاوت تصوراتهم يقول الله، بعد ذلك كله، "فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما تنطقون". يستعمل القرآن النطق لأن الإنسان لا يتشكك في الشخص الذي ينطق أمامه. والإنسان حيوان ناطق. وتنقسم أركان النطق كذلك إلى أجزاء مختلفة: ناطق ومنطوق عنه ومنطوق إليه ومنطوق به. والإنسان هو الكائن المتفرد في قدرته على نقل صوره الذهنية الى الإنسان الآخر بواسطة ذبذبات الصوت وموجات الضوء.

كل الكائنات عدا الإنسان تخرج من بطون أمهاتها وهي تحمل سلوكها غريزيا لأن الجينات تنقل الوظائف. ولذا فالحيوانات تُخلَق وتسلك سبل ربها مثل النمل والنحل، بينما الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يخرج من بطن أمه وهو لا يعلم شيئاً: "أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً". فالإنسان لا يعرف اللغة غريزيا ولكنه يولد وعنده استعداد لتعلم أي لغة، ولذا يتعلم الإنسان لغة قومه ومفاهيمهم سيميائيا. فالطفل قبل أن يتكلم وقبل أن يفهم الكلام تنتقل إليه القيم والمفاهيم الفكرية العميقة وحتى اللاشعور بواسطة لغة السيمياء أي بسحنة الوجه وحركات الجسد ممن حوله. ووجه الأم ونغمة صوتها هي اللغة الأولى العميقة التي يتعلم الطفل منها القيم الأساسية. فالأم تكون أحيانا مستبشرة سعيدة أو غاضبة مكفهرة أو حزينة باكية والطفل، عند تكرر هذه الأوضاع، يربطها بالحوادث والظروف التي تولد سيمياء الوجوه ونغمات الصوت. وكل هذه لغات وأدوات تنتقل بواسطتها أعلى القيم وأسوأها تلقائياً قبل أن يبدأ الطفل بتعلم النطق والكلام. ولغة السيمياء ولحن القول أصدق من لغة الكلام، حيث لا يسيطر الإنسان على المشاعر وتأتي عفويا، بينما الكلام أكثر إمكانية للسيطرة على مضامينه. ويكشف الطفل في وقت مبكر أننا نقول أشياء لا نفعلها ولا نؤمن بها.

يقول الله تعالى عن اللغة السيميائية: "ولتعرفنهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول". فمن هنا علينا أن نكشف الحق في هذا النطق الذي نمارسه وأن يطابق كلامنا سلوكنا وأن لا نكون من الذين يقولون ما لا يفعلون، وهو من أكبر المقت عند الله وهو من أكبر ما يفسد الإنسان ويحوله إلى أسفل سافلين بدون أن يتحول إلى أحسن تقويم. وهذه مواضيع علينا أن نتعلم تضاريسها ودروبها، لأن الإنسان لا يتعلم أو ينقل المعرفة إلا من خلاله حواسه والرموز التي يضعها. فالرؤية العينية للشيء أقرب للتعرف عليه حيث هو واقع مشاهد أمامنا. وحين ينتقل هذا الواقع المشاهد إلى الذهن يمكن أن ينتقل بصورة خاطئة. فالمرتبة الأولى في الوجود هي الواقع المرئي الواضح، ورغم ذلك لا يمكن أن نثق بمشاهداتنا لها لأن الحواس خادعة، وأكبر دليل على ذلك الشمس التي يضرب بها المثل في الوضوح والظهور البيّن. فقد كان هذا الواضح خفياً وفُهم بشكل خاطئ حين ظننا أن الشمس تدور حولنا. عاشت البشرية حياتها إلى وقت متأخر جدا وهي تفهم سير الشمس بشكل خاطئ. وكانت حركة الشمس يقينية وعينية وخادعة جدا في نفس الوقت. ثم كشف الإنسان هذه المشاهدة الخاطئة فتبين بعد حين من الدهر أن هذا الذي كنا نشاهده فسرناه تفسيرا خاطئا. وكشفنا أن الشمس لا تدور حولنا وإنما نحن الذين ندور حولها. وكان هذا انقلاب في فهم العالم حيث كان الناس مستعدين للموت في سبيل هذا التصور ومستعدين لأن يميتوا الآخرين من أجله ببرودة أعصاب ويقين مطمئن. والله تعالى حين يقول "وجعلنا الشمس عليه دليلا" للإشارة على الخطأ في تفسير الظاهرة المشاهدة. فإذا كان يمكن للناس أن يخطئوا في فهم هذا الواضح أمامهم، فما الشيء الذي يمكن أن نقول عنه أنه لا يمكن الخطأ فيه؟ ومن هنا كان "لا إكراه في الدين".

 ومن المؤسف أن النصوص الدينية استخدمت ضد الكشوفات. وهذا يرغمنا على الرجوع إلى تأمل الواقع الذي هو المرجع عند الاختلاف. إن الشمس لم تتغير ولن تغير سلوكها، وإن أخطأنا في فهم سلوكها. ولهذا وضع الله لنا آيات الآفاق والأنفس على أنها المرجع للنص. فسنن الله في آيات الآفاق والأنفس لن تتغير "ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا" ومع مرور التاريخ أصبحنا نرى أنه يمكن أن تنخدع حواسنا عند الانتقال من مرتبة الوجود الأولى فتصير لدينا صور أو تصورات غير صحيحة في الذهن. ويمكن أن يحدث الخداع كذلك عند الانتقال من الصورة الذهنية التي هي في المرتبة الثانية إلى الكلمات التي ننطق بها وهي المرتبة الثالثة. ويحدث تبديد وتقصير وعجز عند نقل تصوراتنا بواسطة الكلمات إلى الآخرين. وكم من نزاعات تنشأ من اختلاف النطق والكلمات عن التصورات الذهنية. ويحدث تبديد أيضا عند انتقال الكلمة المسموعة إلى رسم وصورة في الورقة. فالكلمة تبدأ في رحلتها بالتبديد والتبذير في كل انتقال من مرحلة إلى مرحلة. والنص، مع عيوبه وضعفه في نقل الواقع، شيء ضروري لا يستغنى عنه لأن الإنسان، قبل اختراع الكتابة، لم يكن يحافظ على تصوراته لأنها كانت تموت معه. وبعد اختراع الكتابة صارت أفكاره خالدة غير قابلة للفناء.

كلما رجعنا إلى الواقع وجدناه كما هو، ولن تتبدل سنن الله ولن تتغير. في مجتمعات أخرى صارت آيات الآفاق والأنفس هي مصدر المعرفة بدل النصوص. ونحن إن رجعنا إلى آيات الآفاق والأنفس –أي الواقع- فستشهد بصدق مفاهيمنا عن الكتاب وخطئها. ومن هنا انقطع الوحي لأن التاريخ سيدل المجتمع إلى الحق. أيها القارئ الكريم إن تذكر هذه الأمور والعودة إليها ذكرى لتصحيح أوهامنا. وهي منهج للتعامل مع الواقع والنص ومعرفة العلاقة بينهما.

September 8, 2007

مدونتي العزيزة

استغرقني الأمل سنين وأنا اضمر نية إنشاء بيتي الصغير "موقع في النت" .. فمنذ أوائل الألفية وأنا أحاول معرفة سر تحقيق ذلك حتى أتيتِ - متأخرة شوية بس نو بروبليمو - أخيراً ..
ورغم أني ملمة بعالم النت الرهيب جداً إلا إني في اشياء كتير لم الم بها بالطريقة التي اصبوا إليها ، لهاالسبب ، كانت فكرة البلوج صاروخية جداً ولا أشطرها مصباح علاء الدين
رفقاً بي مدونتي .. فانتي الآن في مرحلتك التجريبية ، انت لم تكملي الشهر بعد ما شاء الله ، لذلك أراك عروس نظراً لقصر الوقت وسرعة الانجاز ، خاصة وأنه اصبح لك زوار
ينقصك ايتها العروس كي تكتمل حلتك
ايجاد تصميم اجمل
استخدام الصور والافلام وملفات الصوت في مرحلتك التطويرية
زيارة "جيرانك" المميزين بشكل ودي مستمر
التودد إلى "أصحابك" أكثر
وإلى هنا ووووبس
اتركك ثم اعود

تحضيرات اسرائيل 2050م

http://web.mit.edu/CIS/jerusalem2050/

لا يهم ما يحتويه هذا الموقع من تفاصيل ملفتة للنظر أو التفاؤل الذي يعملون به


المهم هو


رغم السلبيات التي تحيطهم


هل لاحظت الهمة التي يعملون بها ؟؟


هل لنا أن نتجمع على تحضيرات أمة إسلامية بتلك الهمة وتلك الجداول النشطة حتى ما بعد 2050م؟

September 7, 2007

انخفاض عدد اليهود في العالم


تقوم الدنيا ولا تقعد الآن في القسم المحتَل من فلسطين بعد دراسة أوضاع اليهود في العالم حول خطر انخفاض عددهم

قام "مركز تخطيط سياسات الشعب اليهودي" منذ فترة وجيزة بعقد مؤتمر لمناقشة ذلك وعرض الدراسة التي تقول أرقامها

إجمالي عدد اليهود في العالم اليوم حتى 2007م هو 11 مليون و 800 ألف نسمة والذي كان عام 1970م 21 مليون نسمة .. وفي مطلع السبعينات انخفض المعدل الخاص بيهود أوروبا إلى عشرة أضعاف حتى وصل إلى 155000 نسمة عام 2007م

وليس هذا هو كل المنغِّص في أمرهم ، إنما إعلان استمرار انخفاض العدد!

والأسباب الخاصة بحدوث تلك الظاهرة كما أظهرتها وثائق المؤتمرهي

ميل نسبة كيبرة من الشباب اليهودي إلى الزواج من غير اليهوديات واعتُبِرَ أن أكبر خطر يواجه اليهود في الولايات المتحدة هو الزيجات المختلطة (بين اليهود وأصحاب الديانات الأخرى)

انخفاض معدل المواليد في التجمعات اليهودية في العالم ، …. خاصة يهود أمريكا ‏

ذوبان اليهود في المجتمع الأمريكي ، وفي السياق ذاته حذر أحد رجال المؤتمر من أن دولة إسرائيل ستكون أكبر خاسر من هذا الواقع ، لافتًا إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير ‏على دور المنظمات اليهودية في الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش والكونجرس الأمريكي من أجل ‏الاستجابة للمطالب الإسرائيلية

التحول عن اليهودية نتيجة التأثر بواقع المجتمع الذين يعيشون فيه .. قال مدير عام "مركز تخطيط سياسات الشعب اليهودي" نحمان شاي: "إن نحو 50 يهوديًّا في الولايات المتحدة ‏يتحولون عن اليهودية يوميًّا".‏

وكان أيضاً في سياق تفاصيل هذا المؤتمر مناقشة مستقبل الدولة الإسرائيلية على أرضية هذا الواقع المخيف مقسمين هذه الأرضية بين "اليهود والجغرافيا السياسية" "القيادة اليهودية" "مستقبل الجاليات اليهودية" "الهوية والديموجرافيا اليهودية" .. خاصة في ظل "غياب قيادة قوية" ومن جهته اعتبر ستيف هوفمان، رئيس ومدير عام اتحاد الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة أن إنجاز المؤتمر قد سُجّل ‏من حقيقة مشاركة كافة زعماء الجاليات اليهودية والمنظمات المختلفة، وجمعهم معًا حول طاولة واحدة للتحدث عن القضايا ‏المشتركة للجميع.‏ وطبعاً كان من أهم من ألقى كلمته ، العصماء ، خلال المؤتمر هما رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ، وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو ، كما شارك فيه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يادلين.‏دينيس روس ، المبعوث الأمريكي للسلام أيام رئاسة كلينتون ، رئيس المؤتمر شدد على أن علاقات إسرائيل بيهود "الشتات" من أهم القضايا التي سيناقشها المؤتمر، معتبرًا أنه "ليس من الممكن ‏الفصل بين النقاش حول مستقبل الشعب اليهودي وبين مستقبل إسرائيل".‏

حقيقة .. سردي لهذا الخبر يصب في عدة اهتمامات قادمة من خارطتنا الاسلامية ، وعلامات تعجب أو استفهام ، لن يفرق هنا عندي ، تجعلنا ، نحك راسنا شوي ونفكر بشئ من البحث والقراءة ، سيما القراءة القرآنية ، نفكر في الربط بين هذا الخبر وما يلي

هناك دراسة قرآنية قام بها باسم الجرار تقول بنهاية اسرائيل عام 2022م

هناك دراسة ، لا أعلم منها سوى عنوانها العريض ، تقول بأن عداد نسمة الشعب الفلسطيني حول العالم وداخل فلسطين خاصة في تزايد

دائرة حمراء حول إقامة اتحاد أمريكي للجاليات اليهودية ونشاطها فيما يخص تقديم الحلول والمقترحات وجداول نشطة

تذكر المعلومة التي تقول أنه لا يمكن بأي حال اعتناق إنسان للديانة اليهودية مقابل هروب اليهودي إلى ديانات مجاورة ، وهنا علامة استفهام كبيييييييييرة تشير نزولاً إلى موقع حقيقة تقول أن نظام الديانة اليهودية لا يمت للدين الأصلي بشئ بدليل أنه يتسبب في زيادة خلخلة النظام اليهودي الداخلي بهذا الخصوص

عندما نعلم أن الخريطة العربية تنضح بأعداد متزايدة في النسمة مع ضياع الهوية والملامح الإسلامية في شعوبها ، نكون قد شعرنا نحن أيضاً بنفس الخطر .. لآن القلة الذكية قد تعادل الكثرة التي تقبع في الهاوية .. وأنصار العلمنة الذين ينادون بـ "تحديد النسل" ، بعد هذه المحاور ، بالتأكيد يمتون للخطة الامريصهيونية شديد الصلة .. خاصة أن وسائل الإعلام والحكومات تساهم في دعم هذه الحملة وتساهم في أن ننسى جميعاً من قال "تكاثروا فإني مفاخرٌ بكم الأمم" .. صلوا عليه

رغم أن الخبر يعطي شئ من المسكنات للوجع ، الخاص باقتراب انقراض الصنف اليهودي من العالم ، إلا أن الوجع ، خبر تفككنا وانهزاميتنا وخيانات حكوماتنا ، يأبى أن يسكت

ولله الأمر من قبل ومن بعد

September 5, 2007

فطرة حب التسويق

من مدونتنا الصديقة شبايك أعجبني جداً هذا المقال الغير عادي .. احببتُ أن تستنفيدوا منها في غير مكانها الأصلي
فتعدد المصادر خيرُ للمعرفة
تحياتي لكم ولشبايك

September 3, 2007

عفواً أيها الرئيس

يقول لنا التاريخ، أنه كان عندما كان الرئيس يُقال له (خليفة)، يمشي بين الناس ويلقونه بورود التحية والابتسام، حيث لم يكن آنذاك اختراع اسمه ( بودي جارد أو سيارات مصفَّحة )

بل وكان هناك خليفة (رئيساً) يبحث الناس على أيامه عمّن يأخذ الزكاة والصدقة

أوَ تعرف ماذا يقول الزمان أيضاً ؟؟

يقول الزمان أن مستشفيات زمان كان، كان المريض يدخلها وياخد معاه فلوس واكل وهو خارج .. لالالا .. مش بس كدة .. ده كان فيها فندق خمسة نجوم بيدفعولك فيها فلوس وانت ماشي .. بأمر من الريس ( الخليفة )

وكان الوالي، آنذاك أيها الرئيس، ينام مبتسماً هانئ البال ولم يكن عنده على الباب لا ضَبة ولا مفتاح ..

وكان الناس عندما يمشون إلى مجلسه يُحتَفى بهم .. وعندما يصلون إلى مجلسه ينُصت لهم ويُنصف ما لهم

والناس آنذاك لم يكونوا يعرفون كيف يقرؤون كلمة : مظاهرة أو ثورة أو انقلاب

كانت اللغة في وقتهم تكتب بريشة الحمامة البيضاء وحبراً يصنعه أبن البلد غير مستورد

عفواً أيها الرئيس

عندما تبسَّمَ وجه جدي العتيق الشديد، وعندما كان والدَيّ يلبسان اللي ع الحبل ثم ينزلان في عز دين الحر حيث يضربهم شمس الانتظار حتى يجدوا ( مركوب ) اتوبيس او حتى ( ع الـ 11 – أي مشياً ) حتى يصلا حيث مركز الاقتراع المزدحم، وطبعاً لم ينسى والدي ووالده أن يأخذا معهما أدويتهما كي يظلا على قيد الحياة طوال الساعات التي يقضياناها انتظاراً للفوز بمكرمة انتخابك

عندما فعلا ذلك كانا يصدقان خطابك الأعصم ووعودك وهتافات الناس على شاشة التلفاز – مع أن أجرة كل واحد من الناس دول كانت بالدولار .. يا كرمك يا ريس - لم يكن في حسبانهما أن تمر الأيام ويغلى رغيف العيش وتخطف ابنهم بين ليلة وضحاها ظِلال العدم وتموت الموازين على جدران المحاكم .. وتعدم الأراضي الزراعية ويصبح بعضها مولات عشان استثمار ( أجنبي !!) والذي منه .. ولم يكونوا ليصدقوا أن يهرب الولد وولد الولد برة البلد

عفواً أيها الرئيس .. قلتلي اسمك ايه ؟؟

أصلي نسيت .. والأسامي كتير .. وبيني وبينك .. لما تيجي ع الشخبطة هي شبه بعض .. طيب .. يعني هي الأسامي كمان شبه بعض؟

هو بس سؤال والنبي ..

معقولة انك طيب وابن حلال ؟؟ طيب .. لما انت كدة .. الناس تعبانة ليه .. اولاد الشوارع كتروا ليه .. شخلعني شخلع ع التلفزيونات اللي ف بلدنا كترت ليه .. الماركات الاسرائيلية حتى اللي ف الدقهلية وسوق الليل والسوليدير والسوق الشعبي وسوق الحميدية بقت كتييييير كدة ليه .. والمتفزلكين بقىوا كتير ليه .. ده حتى شكلهم يخُض..

ولا تكون طيب زيادة، وماحدش بيقوللك حاجة عن المواطن واللي بيتعمل فيه .. اوعى تكون انت الزعيم ؟؟ .. ( ربنا يجرجرك بحق جاه النبي ) .. ده بس عشان انت طيب

طيب ..

خلينا نقول انك : بابا ..
  ازاي عندك ملايين برة يا بابا وانا مش لاقي حتى الراتب آخر الشهر؟ والمية بقِت بالدولار؟ وسعر العيش بقى شبه سعر السولار؟

طيب .. مش شايف المستشفيات بقت عاملة ازاي ؟؟ سوق سودة ياراجل

انا عارفة انك طيب ..

عفواً يا راجل يااااا طيب ..

ماذا تريد منا بعد القمع والإسكات ونزع الأظافر ؟؟
هل قال لك مستشارك أن ذلك حل ناجع كي تظل تحكمنا للألفين سنة القادمة ؟؟
هل تصدقهم عندما قالوا لك أنك ستعيش ألفي سنة قادمة ؟؟ ياااااااااااااااه .. ده إنت طيب

المفروض سيادة الرئيس .. أنك سياسي وتاريخي مخضرم .. تؤتؤ .. خلينا نقول جامعي عتيد .. تؤتؤ .. خلينا نقول أنننننك مثقف يا سيدي .. اوكي .. أقلها انت عارف قصة فرعون أفندي،
ياترى .. هو فين؟؟ لآ خلينا أقرب شوية .. هو هتلر فين؟؟ لالالالالا .. لحظة .. هو شارون .. يا ريس .. دلوقتي فين؟؟؟

والله عشان انت طيب .. اسمعنى بس مرة وحدة ..
مش دايمالك .. لانها مادامت لغيرك .. عشان كدة .. ياويلك يا سواد قبرك بعد ما ينهد حيلك وتفارق دنيتك وسبيلك ..

عفواً سيادة الرئيس ..
دليل خدمة الوصول لأسماء الرؤساء مليان قدامي ..
قلتلي .. انت اسمك ايه ....!؟؟

September 2, 2007

كتبتُ و عُدتُ

كتَبْتُ في الجزْرِ سطراً على الرَّملِ
أودَعتُهُ كل روحي معَ العقلِ

وعُدتُ في المدِ أقرأ وأستجْلي
فلَمْ أجدْ في الشواطي سوى جهلي
عجباً لوقع هذه الأبيات القليلة على النفس .. تحمل في طياتها عبرة كبيرة جداً تفوق هذين البيتين كتباً .. مرآة رباعية لجهلنا وتغيبنا، تكلمنا عن مدى سطحية الحياة التي أردناها لأنفسنا

لن افصح الآن عن معناها أو صاحبها – ولو أنه أشهر من نار على علم - ..

ولتكن هذه المقدمة البسيطة

النفاق والرياء هما صفتان مذمومتان في الإسلام .. لماذ ياترى؟

دعنا من الإجابات المدرسية ولنتوقف ولو دقيقة ننظر في السؤال مفكرين في عين الإجابة

هناك حقيقة كيمي- فيزيائية ( إن صحّت التسمية ) تقول أن لكل شئ طاقة فعلية تحيط بها، طبعاً لا نراها، وهي سبب تأثيرنا على الآخرين وتأثير الآخرين والأشياء علينا .. ومن هنا نحن قد نرتاح لفلان أو لا .. أو نحب مكاناً ما أو لا .. ومن هنا أيضاً تنطلق طاقة النفس البشرية بما تحمله متجهة صوب ما تقصده، أي، لو حسدتُ شخصاً مثلاً في شئ فإن هذا الشئ قد يتسبب بأضرار أو قد يمرض هذا الشخص المسكين .. طيب .. علمياً ما هذا؟

هذه الطاقة تخرج من مكانها بداخلي ( طاقة الحسد ) لتذهب بشرارتها وتلسع صاحب النصيب .. وهذا حقيقة .. فـ ( العين حق ) ..

أوكي .. وما صلة هذه المعلومة العصماء ببيتي الشعر أعلاه!

من هنا نبدء لنتحدث حولها لكن أيضاً بشئ من الـ ( فلسفة ) ..

بطبيعة الحال، النفاق والرياء يفترشان طاقتيهما الخاصة بداخلنا .. وهنا يكمن التنفير منهما .. فطاقتهما تنعكسان على صاحبهما سلباً .. ويظهر ذلك من ملامحه وتصرفاته

تجد المتعجرف منهم سريع الحركة جداً أو بطئ الحركة جداً وتشعر من ملامحه ونظراته أن به خطبٌ ما .. وهنا الربط

حب الظهور هو الرياء .. وهو أيضاً حب الشهرة .. الشهرة التي أصبحتْ اليوم طلب كل الشباب والبنات ( على اعتبار أن كلمة "كل" هنا تقديرية ) .. والله يخلي الإعلام الذي يؤصل ذلك في النفس حتى تصير طبعاً وهدفاً في حد ذاتها

في ظاهرها جميلة وبريئة ولا ضير بها .. لكن لم يفكر أحداً في تسليط الضوء على كوامن خطورتها .. ولنراقب منذ اليوم هؤلاء المشاهير خاصة من يكون المظهر جزءاً مهماً في ظهورهم كالمغنيين مثلاً ( في قاموسي الشخصي قلة قليلة من تستطيع أن تسميهم "مطربين" )، والبقية من أهل الشهرة أينما كان منطلقهم بين الكُتاب والسياسيين ..الخ .. راقب نظراتهم وتحركاتهم وسترى بنفسك

هذين البيتين ببساطة يصفان الشهرة .. للرائع جبران خليل جبران

أعيدوا قراءة البيتين الآن وتأملوا الخيبة اللي عايش فيها المشاهير من كل حدبٍ وصوب – وطبعاً المقصودين هم من يُسَخِّرون حياتهم للشهرة كما ذكرنا

أسطورة 1900 .. في حد ذاته أسطورة





حقيقة لا أعرف كيف أصف هذا الفيلم .. هو شيئُ يجب اقتنائه

من روائع الأفلام التي قد نشاهدها يوماً .. فيلم فانتازي درامي موسيقي يحكي قصة هذا الشاب الذي لم تطأ قدميه اليابسة طوال حياته ، وعندما فعلها لم يستطع أكثر من ساعة إلا وهرب مرة أخرى في أحضان سفينته الأم التي عاش فيها عمره كله حيث يشعر بكينونته ويشعر بالأمان

من أفلام التسعينات لبطلها الموهوب تيم روس
والجائزة التي حصل عليها هذا الفيلم الإيطالي
Golden Globe winner for Best Original Score


إليكم نفحة مما أعنيه

September 1, 2007

كان منبر الثقافة أندلساً .. واليوم هو أندلسية



منذ أن تحط قدميك على أعتاب الباب، أو قل البوابة، تشعر برهبة كبيرة وكأنك تدخل قصراً أتٍ من ذاكرة التاريخ التليد .. زخارف عربية تتراقص بينها تشكيلات الحروف العربية .. ويكاد الزجاج شبه الشفاف أن يشي عما بداخله من خلال هذه الزخارف وأشباه الكلمات.

لم تكد أصابعك تلمس قبضة البوابة إلاّ وتجد ( حاجبَيْن ) بزي الفيروز الغامق الذي ينم عن ذوق أهل الاندلس الرقيق، يفتحان لك الباب بابتسامة هادئة على امتداد ذراعيهما يرحبان بقدومك ..
لو كنت تزور هذا القصر الصغير لأول مرة، ستخطفك أول نظرة وتتركك جاحظ العينين معلناً صحة المقولة التي زعمَتْ قبلاً ( الحب من أول نظرة ) .. وتتنفس هواءً أقل ما يقال أنه عليل .. هو يقتحم أدق تفاصيل القلب ويسلب لبه، ترى ما يحبس أنفاسك ببساطته وعنفوانه .. بهدوءه ورقته وحيويته ..
في كل شئ هناك تفاصيل تحكي حكاية الدولة التي كانت .. والعظمة التي توَّجَتْ عين الزمان قروناً ..
أول ما يخطفك هو البياض الناصع في كل الزوايا .. ولنبدء من السقف .. هو سحابة من سكون تحوم في المكان تحوله إلى هنيهات من صفاء .. ثم لا تلبث أن يخطف باقي المكان بما تبقى لك من اهتمام .. وتكون الهدية التالية هي تلك السواعد التي تعلو بشموخ تشبه أخواتها في المسجد النبوي الحبيب ..

أما بيت القصيد .. لا تترك فرصة دون أن تميل إلى اليسرة قليلاً كي تجول في ( بيت الحكمة )، تقطف ما يحلو لك من أمهات الكتب وأنفعها، ولتختَر أي موضوع يخطر على بالك
وحيطانها التي تحكي في كل فسحة حكاية إبداع يريق أسراره أمام ناظِريه .. لا تسكت الحيطان عن سرد قصص الإصرار والروعة بين محفوراتها و أقمشتها الملكية، بطابعها الأندلسي طبعاً، و تأتي رقصات بين ابجدية وترانيم ألوان تنام كاللؤلؤ في براويزها الأنيقة .. قد تجد تحت بعضها بخط صغير اسم من رسمها تبوح لك بكلمة السر.
وعلى صفحة البياض التي تكاد تعكس خطواتك وأنت تمشي عليها ترى حولك العديد من المجالس النصف دائرية يتوسطها طاولة نحاسية بأشكال زخرفية إسلامية عالية الطراز لكل منها روحها وعبقها، فكأنك وأنت تجلس على إحداها بصحبة أمير المؤمنين .. أو فـَـلْأَقُلْ لك، ستعطي نفسك الإذن بأن تكون حكيم زمانك ولو لدقيقة، عندما تجد المسند المخملي الملمس الذي تتكئ عليه يكتب لك شيفرة من خلاصات العِبَر، نعم، فكل مسند منه مكتوب عليه أبيات شعر خُطَّتْ بأقلام الذهب بتناغم لوني عجيب، وأنت وما اخترت أن تتكئ عليه ..
و لا يغرنَّك الهدوء الرابض في المكان، فالأناشيد الصدَّاحة الآتية من صميم المحبة تنساب بحنان من بعدٍ رابع كي ترسو في قلبك وأنت تقرأ أو تحتسي شراب الورد الأندلسي ذي التوليفة السحرية أو تشرب من الشاي الأندلسي أو تتناول بضعاً من الشطائر، ذاتها التي كانت تصنعها أمهاتنا اللاتي كنّ في زمانِ أندلسا، وقد تريد أن تصنع توليفتك الزمنية الخاصة .. أن تكون في الاندلس وتطلب عصيراً فرنسي المذاق أو تخترق حاجز المعقول وانت تتصفح شاشتك العجيبة لترى ما أتاك به أصدقائك من الأزمنة الأخرى كأن ترى ايميلك أو تتصفح جوجلك مثلاً ، فقط أفرك كفيك ليلبيك الخدم والحشم.
وهناك عند آخر القاعة اتجه يمنة بسيطة لتجد خدراً ثميناً كٌتِبَ على جبينه ( قاعة الزهراء ) .. غرفة حميمة للاجتماعات مزودة بكل طاقات الزمن القادم لمن يختارها ليتم عمله .. وصعوداً عزيزي تجد جناحاً آخراً امتداداً لما تحته دون أن ينقص من تلك المنظومة الأندلسية ..
ولا تنسى أن تلقي نظرة إضافية للضيوف أمثالك القادمين من المستقبل كي ينعموا وينهموا من أزاهير الرضا .. ولترَ كيف تكون هنأة العيش والأمان، وكيف يكون الإحساس بالأهل والصحبة، وليس ضرورياً أن تتحدث معهم أو مع أحدهم، فالابتسامات التي تتوزع عنوة أو بدون عنوة تنتشر معطِّرَةً فضاء المكان .. ولن يكون عندك بعد كل ذلك أقل تعجب لو رأيت ابن السبع أو أقل ينهمك في قراءة كتاب يحتضنه بين كفيه، فأنت قد أعلنتها منذ دخولك أنها الجنة المفقودة ..
Hollywood planet وكما لمطعم
ضيوفه من النجوم المتميزين ، فلمقهانا هذا نجومه أيضاً، ولنقل أنها كوكبة من النجوم، ف أندلسية تستضيف فيما تستضيف أعلاماً نحمد الله أنهم بيننا ونكن لهم كل العرفان على ما يفعلوه كي يزيحوا غبار الجهل عن كنزنا الثمين "الإسلام" .. د. طارق سويدان ..الحبيب علي الجفري ... د. علي أبو الحسن ..د محمد العوضي..الشيخ حمزة يوسف، وغيرهم ممن لا تحلو لهم زيارة جدة إلاّ بتلمس أطياف الدولة العظيمة، دولة العزيمة، أندلس المسلمين الحقة .. ولا تبدوا أطلالاً .. فهي حلمُ الأمس بناه أملُ اليوم في حُلُم المستقبل.
المكان يوزع الطاقة مجاناً لذوي الاحتياجات الخاصة ممن يملكون عقلاً يفكر وقلباً يتفكر .. والهوية "أنا مسلم" .. فالمكان يضع بين يديك كتيباً إسلامياً متواضعاً إنما راقياً .. يجعلك تعيد تفكيرك مرة أخرى في دينك الذي تجد خلاصته في هذا المكان "الدين المعاملة" .. وبعد ذلك لن ترمقني بعلامة تعجب لو قلت لك، كما رأيتُ بأم العين، أن هناك من العاملين فيها من أسلم نفسه وقلبه لله تعالى وأعلن رجوعه إلى روح الحياة "الإسلام" ونطق الشهادتين فقط بسبب ما رأه وتعومل به في هذا المكان.
وبدون كل ذلك ، فبمجرد جلوسك هناك في إحدى الزوايا متأملاً كل أحد وكل شئ، هذا في حد ذاته قمة الثقافة .. في مدينة تعج بكل شئ .. ما زالت فارغة حتى كانت ولادة التحضر ( مقهى الأندلسية ) .. المكان الذي يعلن كل يوم أن الإنسان ما زال يكبر ويرقى ويرتقي بمن حوله .. وبتزايد مرات الحضور إليها يعلن مرتادوها أن الإنسان بطبعه يبحث عن نقاء الهواء ولا يهم كم عمرك أو من أين أتيت أو الماركات التي ترتديها أنت أو أحد أفراد عائلتك.
وابن هذه الحضارة يحاول أن يقول شيئاً من خلال هذا الـ ( كوفي شوب ) بالهوية التي أخذت منه كل الحب الذي بات واضحاً في كل أرجاء المكان .. أحمد الشقيري .. يعلن بزيه الكاجوال حقيقة لم نكن نراها أو لم نكن نصدق أننا قد نراها في وقتنا اليوم ..
أندلسية .. تخبرنا بطريقتها الخاصة أن الباب مفتوح أمام الشباب لألف أندلسية قد تنجبها الأيام القادمة، وهذا أملاً يطير في سماء من قال بأن الحياة انتهت عند لا شئ.
بانتظار المزيد المزيد

puzzle بابل وتجميع الـ

دراما تشويقية على غير عادة .. فكرة مجنونة من ابتكار
Guillermo Arriaga
ورغم التعليق السلبي على مجريات الفيلم من العديدين إلا أنه قد يعتبر مدرسة جديدة من مدارس السينما في العالم من حيث الطرح والتصوير



المتاهة التي تنقلك بين اماكن متباعدة من الكرة الأرضية لتجد نفسك في النهاية أنك تقبع في نفس المكان رغم اختلاف الأماكن والناس


الأزمة هي ما يجمع كل الشخصيات في الفيلم ليحكرهم في خانة واحدة ( المشاعر الإنسانية واحدة رغم اختلاف النِّحَل ) عندما لايهم من أين أتيت ، وعندما تلعب الأقدار ، ولن اسميها الصُّدَفْ ، لتجمع كل هؤلاء من مشارق الأرض ومغاربها في قدر واحد


قصص قصيرة يربطها العمق و الارتباط العاطفي بالقصة والأشخاص ، ورغم كل هذا قد تصل إلى نهاية الفيلم دون أن تعرف ماذا يريدك المخرج أن تعرف أو تفهم
لماذا بابل؟


قد لا يكون اسم الفيلم أكثر من صلة سطحية لعدد من اللغات المختلفة التي يتحدثها عدد من الأشخاص في الفيلم .. لكن وفي رأيي الشخصي .. فيلم جميل في فكرته وتصويره

السينما ترفيه وتمويه

في عشرينيات القرن الماضي كان اختراع السينما ثم بعدها بقليل من السنوات أتى اختراع فن صناعة أفلام السينما بتوسع. مرت في بداياتها بمراحل عديدة من صنع الصورة وتحريكها ثم طرق عرضها وصولاً إلى ثورة صناعة الصوت المصاحب للصورة ، وعند اكتمال هذه الصناعة وبداية تطوير طرق التصوير والعرض تكون انتهت المرحلة الأولى. تأتي المرحلة التالية في فن صناعة الأفلام ، وهي صناعة لا تقل أهمية عن تصنيع البترول ولا خطورة عن صناعة وترويج المواد والأدوية الكيميائية .. فكل صناعة هي في حد ذاتها كيان يؤثر في المكان الذي تنتج له بشكل أو بآخر.


الفيلم هو عبارة عن قصة مكتوبة لكن محاكة بطريقة مغايرة للقصة المكتوبة إذ يدخل هنا عامل المشاهدة الفعلية مما ينقل القارئ من خيال النظر إلى رؤيا النظر وهنا استدعى الأمر اختلاف طريقة كتابة ذات القصة بين الكتاب والشاشة. تصور القصة المصاغة سينمائياً نظرياً من خلال السيناريو ، وهو عبارة عن خطوات تحويل فصول وتفاصيل القصة إلى مشاهد متتالية ، كل مشهد له نصيب من التفصيل والشرح حول ما يقال وكيفية أداء الشخصيات ، ويصاحب ذلك كل سبل إقناع العين المتابعة بتفاصيل خلفيات المشهد أو اللقطة من ملابس ومكياج وديكور ومعدات ولكل واحدة من هؤلاء أصبح هناك صناعة خاصة بها تدعم الفيلم ، ففي عالم السينما لا يوجد هناك شخص يعمل بمفرده أو بأمرته ، الكل يقدم جزء من العمل حتى يصل الجميع إلى عمل واحد مكتمل الدقة في مضمونه ومفاهيمه. 


نأتي هنا إلى خطوة ما بعد السنياريو وموقع التصوير إلى فن أو صناعة مختلفة لا تتجزء عن هذا الكل الذي شرحناه ، فن تصوير وتسجيل كل لقطة بمفردها ، وقد يأخذ هذا وقتاً ومجهوداً لا يستهان بهما. نصل في النهاية إلى مونتاج وإنهاء العمل والذي له نصيب كبير من العمل والجهد أيضاً.


فكرة السينما كانت إضافة مجنونة على العمل المسرحي ، فالعمل المسرحي كان أساس كل هذا التنوع من الفنون التي نمارسها الآن إنما اختلفت طريقة المشاهدة. ومع مرور الوقت أصبحت الأفلام محطة أساسية في حياة الناس مما دعا صنَّاعها إلى التعمق أكثر في تطويرها ، وقد أتى في طيات هذا التطوير دراسات شاملة في كل المجالات الحياتية بين العلم والسياسة والدين والنفس البشرية ، وازداد ذلك عمقاً إلى أن أصبحت هنالك مدارس في صناعة السينما ، فكل قصة تمت لمجال من مجالات الحياة بصلة كان لها طريقتها الخاصة في الصياغة وطريقة التمثيل والتصوير ، وأصبح لكل بلد مدرسته الخاصة بشكل عام في تقديم صناعته السينمائية الخاصة به فنياً ومضموناً ، فالمدرسة أو الطريقة الامريكية تختلف عن الفرنسية وبدورها عن الالمانية واليابانية ، حتى أن الناقد أو المتخصص يمكنه أن يعرف من لقطة واحدة جنسية هذا الفيلم أو ذاك بغض النظر عن شهرة ممثليه. 


بعد هذا العرض السريع نصل إلى حبكة مقالنا لنقول أن السينما انتقلت ومنذ فترة ليست بالبسيطة من دور الترفيه المحض لتلعب دوراً خطيراً في صياغة ثقافة وأفكار الشعوب ، ومن هنا أصبحت هذه الصناعة سلاحاً لمن يملك إدارتها إدارة دقيقة مدروسة ، فإن خيراً فخير وإن شراً فشر.


اليوم هي ليست ترفيهاً ، بل هي موجهة لتسخير أكبر قدر ممكن من الناس لأهداف وخطط الفائمين على هذه الصناعة ، وبالطبع من خلفهم رؤوس سياسية تنسج الخطوط العريضة. وبالفعل فإن هذا الخط لاقى نجاحاً منقطع النظير بين الصناعات الانسانية على مر الحضارات والعصور ، فهي صناعة لا تنضب بل يزيد تطورها وتغلغلها في حياة كل واحد منا كبشر. 


فمن خلال الافلام نستطيع تعميم فكرة وترسيخها في العقول حتى تصبح معتقداً ، مثلاُ تعميق مشاعرنا لحب كرة القدم إلى درجة أنها اصبحت تعصباً في كثير من دول العالم ، أو ، تنفير الناس من أفكار معينة ، مثلاُ ترويج تحرير المرأة المُبتّذل في كثير بل في كل دول العالم حتى أصبح هناك تغيراً جذرياً في الخريطة الاسرية في أنحاء العالم ، حتى في أمريكا وفرنسا انقلب الحال مع الوقت  و اصبح واضحاً جداً التغيير الذي طرأ على مظهرهن لو كنا سنقارن بين لبسهن في الخمسينات والستينات وبين الآن مثلاً. ولو نظرنا عن قرب لوجدنا أن لكل حقبة من العقود سمة خاصة اجتماعياً ترسخ وتعمم بكل أخطائها وحسناتها من خلال الأفلام ، مثلاً حقبة السبعينيات في أمريكا هناك الهيبيز والخنافس ، وفي مصر انتشار تجارة وتعاطي المخدرات ، في الستينيات الكلاسيكيات في كل شئ ، في الثمانينيات انتشار الروك اند رول وحياة الشلل. 


وفي كل حقبة تتنوع مواضيع الافلام دعماً أو تنفيراً من مضامين كانت السياسة تتحدث عنها مسبقاً .. فمثلاُ في الافلام الامريكية هناك قصص وسيناريوهات تظهر النظام العراقي مسالماً ، لكن في التسعينيات وحتى اليوم تظهر العراق همجية عدوانية. والناس .. لا يهمها تقييم كل عمل فقط تصلهم البرمجة المطلوب إيصالها ، ومن خلال التكنولوجيا والحبكة الدرامية العاليتين يكفينا كمشاهدين أن نكون قد نومنا إيحائياً ، دون علم منا ، ومن هنا تقام فكرة وتلقى لتوضع مكانها الفكرة التي يريدها صناع السينما وطبعاً ومن خلفهم. 


نأتي لنركز قليلاً حول المشاهدين .. وحول العالم .. لأننا لسنا الوحيدين كعرب أو مسلمين المتسهدفين هنا .. بل العالم كله ، ففي كل مكان هناك غرض ما يجب خدمته والعمل لتحقيقه ، ونحن في بقعة من الكرة الأرضية نشكل هدفاً فقط ولسنا كل الأهداف. المشاهدين .. جماهير غفيرة من خلفيات ثقافية وعرقية ودينية مختلفة ، تجلس بنفس الطريقة أمام نفس الشاشة لتشاهد نفس   الفيلم ولتتلقى نفس التنويم اللاإرادي ( الإيحائي ) ، هذه حقيقة وليست مجاز قلم ، ومع مرور الوقت ومع تكرار المشاهدة تترسخ الفكرة المطلوبة ومن ثم يقوم المشاهد بتفعيلها في نفسه وحياته دون أن يريد أو يشعر.


هناك نوع مختلف من المشاهدين يجلسون سوياً في مقعد مشترك ألا وهو مقعد المتفرج الواعي ، يشاهد ليدرس ويقارن ويتعلم ،  وهنا هو أبعد ما يكون عن سلاحهم النفسي لتغيير العقل والمعتقد ، وهذا هو ما يرجى تعميمه على جميع الناس.


 لا تغلقوا حواسكم عن متغيرات العالم ، بل كن على وعي ثم شاهد ما يحلو لك لتعرف كيف تفكر العقول الاخرى في النصف الآخر من الكرة الآرضية. اليوم نحن نشاهد عقولاً مفكرة ومعتقدات مستحدثة وأفكاراً جديدة من خلال الافلام التي نشاهدها ، القصة ليست ترفيهاً بل هي حرباً مموهة. لدي بعض الأسماء التي استطيع أن أوضح بها بعض ما ذكرت ، كيف هي المدرسة تختلف عن مثيلاتها ، وكيف هي الفكرة في عمقها تغرس بداخلنا فقط بالمشاهدة.المدارس


 : Zero suspect Spanglish Da vinci code Final destination وطبعا هي كلها في أمريكا ، أما عن الفكرة أي المضمون هناك : Matrix Equilibrium Dark city War of the worlds Da vinci code ... لكل منها طريقة خاصة جداً في التصوير والفلاتر وأداء الممثلين ... كلها تصب في خدمة الهدف المراد إيصاله إلى المشاهدين.


يبقى هنا أن نقول ختاماً .. في هذا العالم المنفتح على بعضه ، وطالما أن بيوتنا منفتحة على نافذة العالم بهذا الشكل غير المسبوق، وجب علينا ان نضع نفسنا في صف آخر من المشاهدين ، ضمن من يشاهد ليتعلم ويبحث كي يعرف ما الذي يدور في عقول الآخرين ، ومن هنا نستطيع أن نضرب عصفورين بحجر واحد ، التعلم بالترفيه ، فنحن في كل الاحوال نستمتع بهذا الغدق الراقي من التنوع السينمائي

أوَ لم يكتَب عنه في الكتب؟ .. إذاَ

قرأتُ كثيراً .. تحاورتُ كثيراً .. بل وسمعتُ الكثير الكثير ممن يتحدثون .. منهم من يتحدث بكل الرعب حول الخطر الداهم منه .. ومنهم من أيّدَ ذلك بالعشرة .. ومنهم "بس" بالخمسة .. ومنهم ضم العشرين ونقل المقلتين إلى السقف معلناً عدم خوضه في أي رأي حول هذ الموضوع الملغوم رافعاً الشعار الأزلي "ماليش دعوة .. وانا مالي"!

حقيقةً لا أعرف الكلمة المناسبة التي أرسم بها خطاً هادئاً للحوار في هذا الموضوع هذا والهروب من الحديث لأنه موجود رغم أنف الجميع .. التثقيف الجنسي .. أو لنقل .. الثقافة الجنسية

باسم الدين يقال أنه من المحظورات وأن خطورته كذا وكذا وأن تأثيره السلبي على المجتمع كذا وكذا .. وباسم العلم يقال كي نتعرَّف على أنفسنا يجب أن نعرفها .. و .. الخ الخ

وكأننا نتعمَّد دائماً أن نكون فريقين في كل الأمور التي تخصنا .. نحن المسلمين .. لا نعرف أن نكون متفقين رغم أننا نملك أكثر الكتب السماوية رصانة وقدسية وكمالاً ، بل أشكرك يا الله ، أوحدها

من قال يا جماعة الدين ويا جماعة العلم أنكما فريقين .. ألا ترون أن القرآن الكريم يقول أنكما واحداً !! لا أعرف لماذا نغفل دائماً دائماً عن كل شئ حتى أصبحنا كمن يمشي ببطارية

نعم هو موضوع خطير وكبير وكذلك "الدين المعاملة" التي بتنا نجهل كينونتها ونعيش بدونها ، ونعم يجب أن نكون على علم وإلا فالعكس هو الجهل لكن رفقاً بالحياء و التقاليد التي تأصلتْ فينا كما تمسك الجبال الأرض

أيها الفريقين .. للإنسان تركيب لا يتجزأ عن بعضه .. وللإنسان رباّ لم يتركه عبثاً لأهواء الشيطان أو لبعثرات الجهل ..

نعم .. للجنس ثقافته .. ومن حق الجميع أن يعلم ويتعلم .. ومن لا يعرف نفسه حق المعرفة لن يستطيع أن يعيش مع من حوله أو يتعايش مع ما حوله ، ونعم كل شئ في الحياة يجب أن يؤطَّرْ إذ لا يوجد شئ مطلق في هذه الدنيا حتى العلم .. ودينُ "إقرأ" يقول لنا أن نتعلم عن أنفسنا في كل شئ ولكن داخل "اُطُرْ" : الحياء .. الجدية .. الحياد .. العلم ..

أعزائي أعداء هذه الثقافة

أنتم تعلمون أن 80% من استقرار العلاقة الزوجية وبالتالي الحياة الزوجية هو مدى استقرار الحياة الجنسية ، وهذا الاستقرار يعتمد على مدى معلوماتك وثقافتك في نفسك من هذه الناحية وبالطرف الآخر ، شريك عمرك .. وأيضاً تعلمون أن عدم استقرارها يتسبب في أخطاء – ذنوب – بين رفض أحدهما للآخر أو خيانة أخدهما للآخر وهكذا .. وبالمقابل فإن الحسنات والرضوات من الله سبحانه الناتجة عن استقرار هذه الحياة الخاصة جداً لا يحصى ويؤول به الإنسان إلى استقرار نفسي وجسدي ... الخ .. ونعلم كم أن الجهل في هذه الأمور كان أثره سلبياً على العديد من الفتيات والشباب.. 


و ... عندما يتعلم ابني وابنتي من مصدر موثوق فإنه أفضل من "أولاد الجيران" خاصة مع إصرار الأهل على وضع نظارة العمى عن هذه الأمور

أعزائي مؤيدي هذه الثقافة

ليس من ضرر أبداً أن نملك هذا النوع من الثقافة لكن لنحترم ربّاً أمرنا بالحياء والتزام العلم الضروري في ذلك ، أي ليس ضرورياً أن اقدم للأطقال والمراهقين معلومات مرفقة بصور صريحة كما تفعل ألمانيا أو فرنسا مثلاً .. لا ننسى هم بلاد دنيا ونحن بلاد الدين والدنيا .. فرفقاً بأبنائنا وآبائنا

بالعقل كدة .. كل مرحلة عمرية تحتاج إلى معادلة متوازنة بين نوع وكم وشكل المعلومة الجنسية مقابل عمره ونوعه هو الآخر .. يعني مش حشرح لإبن سبعة سنين مثلاً عن ليلة الدخلة .. ولاّ إيه؟؟؟