August 1, 2011

الأكل بيتكلم مصري



قدمت شركة جرين فارمز/ السعودية هذا العام حملتها الترويجية للأرز المصري من خلال إعلاناً قوياً يجدر تسليط الضوء عليه ، وأتعجب أنه لم يتحدث أحداً حول ذلك حتى الآن.

بداية لن تجد صورة واحدة في النت لبروشورات الإعلان لذلك صورته بنفسي




هذا الإعلان ببساطة سيكون أقل من عادياً لو رأيناه رمضان العام الماضي ، لكنه رمضان هذا العام قدم بصمته الصارخة وقد تقف أمام الإعلان منبهراً وكأنه لوحة فنية - على الأقل بالنسبة لي -

لا أعلم إن كانت جرين فارمز قدمت الإعلان بهذه الخلفية عن دراسة ودراية أم أتت معها بالحظ الجيد ، لكن في كلتا الحالتين هي ضربة موفقة جداً جداً

الإعلان ثوروي بالدرجة الأولى بل ويحمل معه حالة شبع خاصة ظللت ملايين من المصريين بعدما تخلصوا من جفاف عقود من الزمن في ظل النظام السابق ، هذا غير أنه يداعب مشاعر المغتربين منهم هنا تجاه أكلاتهم الحميمة مثل المحشي ، الكشري ، و السمك الاسكندراني والتي زينت تفاصيل العلم المصري بكل خفة وإتقان

الغريب في رأيي أن شوارع السعودية الرئيسية غارفة الآن بشعارات ثوروية دون أدنى اعتراض أو استياء رسمي ، هذا ونحن نعلم أن نظامها يرفض رفضاً قاطعاً لغة الثوار ومنهج صوت الجماعة الواحد القادم من الشارع ، هذا غير معرفتنا بموقف الدولة تجاه محاكمة مبارك. إنما أظن أن الأمر عدّى على خير أو استطاع أن يجتاز بوابة الرقابة لأن الإعلان مبطن وليس صريحاً وهنا تكمن عبقريته

وكما نرى في الصور .. العلم المصري يخاطب عقلنا الباطن محتفلاً بنجاح ثورته بجملة واحدة "الأكل بيتكلم مصري" في كل طريق وزاوية في مدن السعودية - أو جدة على الأقل ، وسنربط تلقائياً بين طعم "المصري" بطعم "العربي" فنحن نقرأها كما نراها لكن فعلياً هي تمر أمامنا "الأرض بتتكلم عربي" وهذه عبقرية تزويج المعاني في عالم الإعلانات ... وهنا "وحشتني مصر ورز مصر" تعرض صور حية سريعة جداً لكل التفاصيل الجميلة التي عاشها كل إنسان انتصر شخصياً بهذه الثورة

ثورة المصريين وصلت إلى بيوتنا وقلوبنا وحررتها ، وفي رمضان هي تكلل موائدنا الرمضانية بكل حميمية وفخر وانتصار

حملة ترويجية عبقرية لـ جرين فارمز أهنئهم عليها .. ضربة موفقة