September 25, 2007

لو كنا كلنا هذا الشاب

اكتشفتُ منذ بضعة أيام أني ممن "ينامون" وتقوم القيامة حولهم !! .. بل والأكثر من ذلك اكتشفتُ أني لا علمَ لي لا بالدواة ولا بالكلِم .. أو قد أكون طفلة تطيش لعباً في صفحاتها ، وتخط الخط بكلمتين وتقول "ها قد تعلمتُ يا أبتي"

الحياة بالخارج مليئة بالحوارات ، فالمقالات والنقد والأخذ والرد تدور في دائرة حامية الوطيس حول صاحب هذه الصورة



هو أحد الشباب الواصلين قمة نهائيات مسابقة الشعر الفصيح الأولى "أمير الشعراء"، التي اقيمَتْ في الإمارات ، لكنه حسب قرار لجنة التحكيم لم يحصل على اللقب ، وفي رأي العديد من متابعي المسابقة ، فإن لجنة التحكيم لم تقل الكلمة الوحيدة التي توقعها جميع من تابع المسابقة فعلياً بل هي عكَسَتْ جميع التوقعات

لم يكن هذا الشاب هو صاحب اللقب في قائمة لجنة التحكيم!!

والواضح جداً من الثقة العارمة التي يمتلكها ، وتمتلكه ، هذا الشاب ، الفارس ، تميم البرغوثي ، أنه لا يأبه إلا للحق الذي ينسدل من جبينه ليرقص بين شفتيه، وللثقة والتصديق اللذَيْن يلمسهما من كل من شاهده وكتبَ عنه وقال صدقاً في حقه ، فقد كان واضحاً حتى القشعريرة ذلك الحب الحقيقي الذي يتلقاه من كل الجماهير الحاضرة ثم في كل ما كتب فيه في الإعلام الورقي والالكتروني. 
الحق الذي يفرض نفسه أن المسابقة رائعة والشباب المتسابقين أبدعوا ووضعوا في قلوبنا شيئاً من طمئنينة المحب على الشعر الفصيح ، لكن هناك علامات استفهام حول أحقية اللقب وترتيب المتسابقين

إن اعتبرتُ مدونتي المتواضعة هذه هي مسابقة الشعر العربي الفصيح وأنا لجنة التحكيم ، لكنتُ .. نصَّبْتُهُ أميراً للشعراء بلا محالة ، بل كما قال أحد أصدقائي "من ذا الذي يُنَصِّب مَلِكاً .. أميراً!" .. أو كما يقول الكثيرين أنه قد تكون دفاعاتنا عن تميم هي ثورة المشاعر التي أشعل فتيلها شعره بقوته وسلاسته وصدقه ، وهنا أسجل تقييماً ، ليس تقييمي الشخصي - فأنا في مدرسة الشعر لم ارتقِ حتى إلى تلميذة ، بل جملة ما قرأته حول شعر تميم ضمن ما قرأتْ ، شعره يحتضن كل مواصفات الشعر البكر و متطلباته بين ذراعيه
مذ أن علمتُ بأمره وأنا أقتل الوقت بحثاً هنا وهناك حول كل شئ عن هذه المسابقة ، ابتداءً من موقع المسابقة الرسمي ، وصولاً إلى هذا الشاب الذي يعلن عن امتلاكه للكنز المفقود ، الرجولة الموشحة بالكرامة ، حتى أني أكاد أقتحم كل رابط يصادفني علَّني أقرأ جديداً ؛ وصدقاً ، كلما نظرتُه أو سمعتُه أو قرأتُ له ، ومع التكرار ، أنا لي شأنٌ جديد فجديد

لو افترضنا ، عبثاً ، أني مكانه ، لكنتُ كرهتُ لنفسي كثرة الإطراء وتكراره ، لكن ، وفي حالة تميم ، فإنه مع كل إطراء يتجول حوله وكأنه المهدي الذي ينتظره كل مؤمن في زمن الجُور والعَوز ، فكل كلمة جميلة في حق رجلنا هذا هي تعسفاً لو قيل عنها مجاملة أو إطراء بل هي الحقيقة الجميلة التي ما مرَّتْ بنا منذ سنوات جمال عبد الناصر أو حتى عبد الحليم .. 

 نعم هو حب الناس .. كلنا يستطيع زرع الخوف والكره، لو أردنا، لكن، ما مدى سهولة زرع الحب في قلوب الآخرين يا ترى؟

في جعبة تميم البرغوثي تجد كل السيوف مستلَّة وكل الورود ندية وكل الأزمان بعد طول سهر تنام .. فبالله أي لجنة يُنْصَتُ لها ثم بعد ذلك أي جمهور لها يكترث

 كنتُ، بعد قصائدك تميم، نويتُ أن أكسر قلمي وأرمي أوراقي مهبَّ العدم .. لكنك يا أمير قد يضيرك أن في قومك امرؤ لا يحمل قلم .. فعدتُ أدراجي وفتحتُ أدراجي وسطرتُ إدراجي .. 

لم أعد أفهم .. متى يرتجل السمع ويرحل .. وتصبح الكلمات صوراً نراها .. أو هذا زمانها كي تكون 
كذلك؟

أنت لستَ أبن رومي عصره .. أنت تميم البرغوثي زمانه ..

فالحق الذي تنطق به يُسْكِتُ كل لسان ..

يا أمير، كلنا يعلم أنه لن يضيرك ولم تكترث .. فهذا اللقب ليس جل همك .. وليس ما قلتَه هناك آخر سهامك ..

نريد منك الثبات والمضي في صعود الجبال .. فهذا الزمن ، أخي ، يحتاج رجال .. فأنت نفثتَ فينا أكثر الشعلات ضراوة كي نشحذُ هِمَةَ القلم .. ونعلو معاً تينك القِمَمْ

ليست هي والله خطبة عصماء .. فالخطب العصماء هي لأولي العزم والحزم .. فقط أردتُ أنا العبدة الفقيرة إلى الله ، احترام قشعريرة جسدي و نهفات الأدمع كون أمة الخير ما زالت بخير كلَّما سمعتُ أو قرأتُ لهذا الرائع ، وعندما يُقْدِمُ خيرها بخير فإنه يعم الطيبين ويصمُّ المتشدقين .. 

لا بل بهتان أن أقول رائع وأسكتْ ، بل هو القائد ففيه والله ملامح قائد

أراهن أن كل من سمع هذا الشاب أو قرأ عنه تملكت يديه رغبة البحث بين طيات الكتب أو الانترنت حول من هو


تميم البرغوثي ابن الشموخ الأقصى .. والده الشاعر المعروف مريد البرغوثى ، وأمه الكاتبة المصرية المعروفة رضوى عاشور

"هذا الشبلُ من ذاك الأسد" .. فالعرقُ دسّاس من والد فولد



شاعر مغمور له أثنتي عشرة مجموعة شعرية ، حاصل على جائزة فلسطين في الشعر عام 2000. ترجمت بعض أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والروسية والبرتغالية. وحاز كتابه النثري رأيت رام الله (1997) على جائزة نجيب محفوظ للآداب وشارك في عدد كبير من اللقاءات الشعرية ومعارض الكتاب في العالم. وقدم محاضرات عن الشعر الفلسطيني والعربي في جامعات القاهرة و فاس وأكسفورد ومانشستر وأوسلو ومدريد وغيرها. آخر إصدارته: ديوان منتصف الليل
لكل ديوان من دواوينه حكاية تبدء باللوحة الرائعة التي يزين بها الغلاف ، وبين اسم الديوان ورسمه هناك قصة مطالبٌ أنت بقراءة ملامحها ..

منتصف الليل .. زهر الرمان .. الناس في ليلهم .. نشيد للفقر المسلَّح .. فلسطيني في الشمس .. و .. عندما نلتقي ..

ومع مريد البرغوثي ، هي نفس حكايتي مع تميم ، أتحدث مع نفسي كالمجانين كلما قرأتُ ثم قرأتُ ثم أعدتُ نفس القصيدة .. لا يهم .. طالما أن كل ما أسمعه هو رنين الكلمات بداخلي .. وتحل الأحجية هنا عندما تعلمون أن الصوت هو صوت الكلام الخارج مني وليس صوتي .. وكل هذا يحدث في جملة أو اثنتين إن تبجَّحَتْ .. تخيلوا ذلك

سمحتُ لنفسي أن افرض عليكم بعضاً من اختياراتي الـ "مريد" ـية .. لذا فهي بدون عنوان .. والله لن تتنبهوا إلا وأنتم يُنْظَرَ لكم بنصف عين يتأمر معها نصف حاجب "هل هي مجنونة تحدث نفسها!!"

(1)
تمرد

قالت عبّادَةُ الشمس للشمس:
مُمِلٌّ إتِّباعُكِ كلَّ يوم!

(2)

المِرْآة

قالت المِرْآة:
ما أشد تعاستي!
لا أحد ممن ينظرون إليّ
يريد أن ...
"يراني".

(3)

خذ الجامعات بأولادها والبنات
وأشجـارها الضاحكـات
خذ المكتبات التي
رتبت حيرة الـروح في حبرنا البشرى اللحوح
خذ الفلسفـات التي
هذبت كـوكب الأرض
خذ لهفة الطفـل إذ تفتح الأم
سجن القميـص
وتفرج عن جنة الثدي والرضعة المشتهاة
وخذ دهشة الكهـل من علم أحفاده
خذ غبار الطبـاشير، والدرس، واللوح
والولد الأسود الحاجبين
وحيرته بين صـرخة فخذيه والامتحـان،
خذ الشعـر والرسـم
خذ كل مـا سوف تخشى عليه من المـوت
خذ بذرة القمح خذ نطفة النخل
والعلم الشـاهق اللون
خذ بهجة العـدل والعقـل
خذها جميعا" إلى مخبأ
ثم حصن حـراستها جيدا"
واحمها قدر مـا تستطيع من الوقت
عاما" فعامـين، جيلا" فجيلـين، دهرا" فدهـرين
حتى يمر (مشـاة البحـار)
ويجتـازنا مـوكب الأمريكـان !

(4)
أتَلَمَّسُ أحوالي…لا مشكلة لديّ
شكلي مقبولٌ. ولبعض الفتيات
أبدو بالشعر الأبيض جذاباً
نظّاراتي متقنةٌ
وحرارةُ جسمي سبعٌ وثلاثونَ تماماً
وقميصي مكويٌ وحذائي لا يؤلمني
لا مشكلة لدي

كَفّاَي بلا قَيْدٍ. ولِساني لم يُسكَتْ بعد
لم يصدر ضدي حٌكْمٌ حتى الآن
ولم أُطرَدْ مِن عملي
مسموحٌ لي بزيارة مَن سَجَنوهمْ مِن أهلي
وزيارةِ بعضِ مقابرهمْ في بعض البلدان
لا مشكلة لدي

لا يدهشني أن صديقي أَنْبَتَ قَرْناً في رأسه
وأُحِبُّ بَراعَتَهُ في إخفاء الذيل الواضحِ تحت ملابِسِهِ
وهدوءُ مخالِبِهِ يُعجبني.
قد يفتك بي، لكني سوف أسامحه فهو صديقي
وله أن يؤذيني أحياناً
لا مشكلة لدي

ما عادت بسمات مذيع التلفزيون تُسَبِّبُ لي أمراضاً.
وتعوَّدت على توقيف الكاكيَّين لألواني
ليلاً ونهاراً. ولهذا
أَحْمِلُ أوراقي الشخصيةَ حتى في المَسْبَح
لا مشكلة لدي

أحلامي رَكِبَتْ، أمسِ، قِطارَ الليلِ
ولم أعرف كيف أودعها
وأَتَتْني أنباءُ تَدَهْوُرِهِ في وادٍ ليس بذي زرعٍ
(ونجا سائقُه من بين الركّاب جميعاً)
فحمدت الله، ولم أبكِ كثيراً
فلديَّ كوابيسٌ صغرى
سأطوِّرها، إن شاء الله، إلى أحلامٍ كبرى
لا مشكلة لدي

أتلمَّس أحوالي منذ وُلدتُ إلى اليوم
وفي يأسي أتذكر
أن هناك حياةً بعد الموتِ
هناك حياة بعد الموت
ولا مشكلة لدي

لكني أسأل:
يا ألله!
أهناك حياةٌ قبل الموت؟


... وماذا بعد ؟ ..

.. هي ..مريمة الأندلس .. أطياف ..
هي المعلمة التي تتلمذ على يديها تميم البرغوثي .. هي التي كانت تنهى ابنها الصغير عن الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبها الطفل لأنها أفهمته أن الفلسطيني لا يملك ان يُخطئ

في كتاب دولة النساء قال عنها الكاتب .. هي تكتب ذاتها بانفعال عميق



كتب محمد خير يقول "في أوائل التسعينيات، رأست قسم اللغة الإنكليزية في جامعة عين شمس، وشهدت تلك الفترة ازدهاراً فنياً وأدبياً يتذكره طلبة القسم جيداً، ويحمل لها العرفان عشرات ممن أشرفت على رسائلهم العلمية. رضوى هي رمانة ميزان أي عمل جماعي، وهي تهب الصدقية لأي لجنة تحكيم تشارك ضمن أعضائها في مسابقات الثقافة المصرية. ويمكن القول إنّ رضوى أمسكت حياتها من كل أطرافها... هي زوجة وأم ومناضلة لا تستسلم... إنّها شقيقة بيروت!"

في ورقاتي كتبتُ روايات رضوى عاشور ، وأكون مُقِلَّةً لو اكتفيتُ بنثريات نصوص هنا أو هناك ، فقد وجَبَ علي تخصيص موضوعاً بعد أن أذهبَ إلى دنيا رضوى عاشور وأعيش برهة من زمن مع شخوص رواياتها وأقرأ ما بين السطور
أما الآن ..

أسجل في ملفاتي بعضاً من تميم البرغوثي


.... و ...
طمنوا ستي ام عطا
طمنوا ستي ام عطا بإنه القضـية من زمان المندوب وهي زي ما هية
لسـة بنفاصل القنـاصل علـيها زي ما بتفـاصلي ع الملوخـية
لكـن اطمـني وصـلنا معاهم بين ستة وستة ونص في الميـة
بطلـع لهم يا ستي حيـفا ويـافا ولنا خرفيش وسيسـعة بـرية
ولنا دولة يحرسـها طير السـنونو يا ام عطا ولبسوه رتب عسكرية
والسنونـو إله نمو اقتصـادي والسنونـو إلـه خطط أمنـية
والسنونـو عم ينبذ العنف ويعلن إلتزامـه الكـامل بالاتفــاقية
ولنا برضه يا سـتي سجـادة حمرا تالسنونـو يأدي عليها التحـية
والنـا قمة يدعـو إليها السنـونو يعقدوها في الجامـعة العربيـة
حيـوا برج الحمام وحيوا حمامه من ملوك المحبـة والأخــوية
يا حمـام البـروج ويا مواليـنا يا دوا الجـرح ويا شـفا البردية
يا شـداد الخطـر على أعـادينا وحبكو إلنا حب قيـس للعامرية
راح أقول اللي قالوا طوقان قبلي أخو فدوى وبن الأصول الزكية
في يـدينـا بقيـة من بـلادٍ! فاستريحوا كي لا تضيــع البقية
النادل خادم أقدم في الفنادق للزباين كل شي:
إم الرجيم أعطي لها كنافة
وإم الخواتم في أصابعها الخمس أسكب عليها الشاي
والسائق الهلكان أهيئ له تخت في المقعد الخلفي
والشرطي أعطي له هدوم مخططة بالعرض
والمعتقل أعطي له رتبة ع الكتف ونجوم
وام العروس وبنتها اللي مضبطة الماكياج
كن وجوههن من بوسلان
أرمي عليهن منشفة
وام العشر أطفال أهديها ثياب العرس
واعطي رجلها موظف الديوان
أرجيلة
والطفلة أعطيها عرش أو صولجان
وأصب للحاكم قناني من هوا
وأشلحه الحق المقدس
والقاتل اعطي له كفن
واعطي القتيل اللي انغدر
ساعة تشفي في العدى
والشاعر المهمل هناك بأبعد الأركان
فلت له مرحبتين
واطلَعت بعيونه
حطيت قدامه المسدس

*

قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف



*

محبتكم أيها الأهل



*

معين الدمع



*

في القدس



*

حريصة أنا أن اسجل في مدونتي هذا الأرشيف الثمين ، لي ولكم ، وكلما حصلتُ على المزيد سأثري هذا الموضوع بإذن الله

وقبل أن ارتكبَ جرم تسطير نهاية مقالي .. أود تسطير توقيعي ..


كنتُ قد تعلمتْ أن الكلمة مسئولية .. ومعك تعلمتُ أنها قضية
وبأن فصيلة الدم يورِّثُها الآباء .. وفصيلُ العز أيضا
وارتشاف صهيل الحق .. ليس بمعركة
إنه تودد نقدمه لله في الدنيا .. ونعيشه سرمداً بعد الدنيا
وعندما يمر العمر .. نجمع رقصات أوراقنا ..
نصنع بها إكسير الحياة الأبدية


أن تحمل الورقة سطوراً أو عروقاً .. سيان
وأن تُروَى بماءٍ أو بماء الحبر ثم تُروى
أو تؤكل أو تُكتَب و تُقرَأ ..
هي تعطي اُكُلُها وبيانها .. لطلابها
فمن أكل .. تغذى واستفاد
ومن قرأ .. فهم وأفاد

لو كان نصف الناطقين باللغة الاسلامية تميماً ..
لتمنى النصف الآخر أن يكون ..

ولكانت الدولة الاسلامية استعادت من العالَمين دينارها وقرآنها

تحياتي لآل البرغوثي .. ولثمرة آل البرغوثي .. تميم البرغوثي

ولو كان إنهاء مقالي جريمة .. اعزائي .. اكملوا بعدي من منابر أقلامكم

No comments: