كثيرون أعرفهم ولا أعرفهم، مروا من هنا، ومروا من هناك. وأنا وحدي أتربع على مفترق الطرق كشاخصة تدل العابرين
وأبناء السبيل على الاتجاهات الصحيحة لِمَواطن الحب والصدق والوفاء والإخلاص. وليس بالضروري أن يزرعوا عندها الزهور الورود حين يتركونها وراء ظهورهم ، وينسون حين كانوا هنا أنهم كانوا هناك.
هل هذا يعني أنني تلك الشاخصة التي تدل الآخرين ليضيعوها على غرار "الشمعة التي تحترق لتضيئ للآخرين
طريقهم" ؟!
هل هذا يعني أنني مرجع ثابت لعالم متحرك لا يعترف بغيري من معايير الاتجاهات ومقاييس المسافات والأبعاد بحيث
لا يهمه شيئ من أمري عندما يغادرني لدى مفترق الطرق، وهل سأبقى راسخة، أم سأهوى إلى
الأرض؟! .. لا أدري ..؟!
كل ما أعرفه أنني مخلوق لا أقايض الآخرين بمشاعري، وليس في قلبي المحب ما يتسع لمثقال ذرة من كُـره أو بغض
أو حقد لمن أعرف ومن لا أعرف.
يقولون: "عاشر من تعاشر فلا بد من الفراق". أما أنا فأقول: أنه لا فرق بين طرفي هذه المعادلة
الانسانية، ومعرفتي بنفسي جزء لا يتجزأ من معرفتي بالآخرين، ومعرفتهم بي أيضاً.
No comments:
Post a Comment