يقال : يحل للشاعر ما لا يحل لغيره ...
ويقال : يحق للشاعر أن يفعل ما يحلو له على أرضه البيضاء بدواته وحبره ...
حينما نقرأ لشاعر ما ونصل إلى بيتاً أو جملة قد مارس فيها حقه الملوكي هذا ، نغمض أعيننا إما خوفاً من مجونه على أنفسنا أو خوفاً من أن نكون شاركناه كفراً أو فسقاً .. ومن داخلنا نحن نصفق طوعاً أو كراهية بل ونبحث عن وقع أقلامه حيثما وجدت لنقرأ حتى من تحت ألحفة أسرّتنا.
أذكر وأنا بنت السابعة تجرأتُ مرة وفتحت كتاباً كي أقرأ في منزل إحدى القريبات ، لكن هجوماً مزودجاً وقع علي لاختطاف الكتاب قبل أن تقع عيني على ما لا يُقرأ .. ومن يومها حُفر هذا الاسم في ذاكرتي وخبئت في نفسي نية معاودة الكرة ومعرفة هذا الممنوع عن الصغار أمثالي ...
وكان "يوميات إمرأة لا مبالية" أول ديوان أقرأه لنزار قباني ... قد أكون وصلت لنهاية الكتاب في أقل من ساعة ، ربما قبل أن يفتضح أمري ، أو ربما أكون كما كل من يقرأ لنزار قد سرقني ووضعني في سراديب أشعاره التي لا عودة منها.
وغير نزار كثر مع أنه في رأيي هو سيد ملوك الشعر السفاكين لسطور الورق .. ومع كثرة سفرياتي بين قلم هذا الشاعر وذاك لم أكن اختبئ وراء كف يداي عندما أزور مناطقهم المحرمة ، بل كنت أقرأ كل شئ ، حتى أني صرت أقرأ ما يهاجمونهم به بين زندقة وكفر.
وهنا أعود لأتذكر كيف أن الشاعر ملك حر في أرضه مسطورة الحدود ، لأن الشاعر حينما يتجاوز خطاً عرف بلونه الأحمر خارج حدود الكتابة فهو إنما يريد بذلك اللون الأحمر أن يرفعه علماً للتنبيه أو للسخرية أو حتى للسخط بصوت عالي جداً داخل مملكته!
أنا بالطبع ضد التجاوزات خاصة الدينية وتحديداً كتلك التي عرف بها نزار ، ولستُ اشير هنا اني اوافقه حينما جعل لله أبناءً مثلاً ، لكن أنا أقول فلندع حساب ذلك على ربه ، ولنحاول نحن قراءة ما بين السطور ، فمع الشعراء والكتاب ليس الهدف من القراءة لهم إلا الغوص بين السطور وإلا لما كتبوا. فجمالية الكتابة هو أن أحاول كقارئ فك طلاسم هذا القلم حتى لو كانت بجمل صريحة بسيطة ، كان قلم نزار واضحاً بسيطاً لكن والله كان لكل كلمة كواليسها ودهاليزها التي ترمز إلى شئ خاصة المتجاوز منها ، ووالله ما كتبَ شيئاً إلا وله مع الواقع صلة الروح والجسد.
هذه ليست مقالة نزارية وليست ضد أو مع أي مدرسة شعرية من نوع ما .. هي خطوط أقرأ بها نفسي الشاعرة التي تأثرت دائماً بالسفاكين من الشعراء دوناً عن غيرهم ومحاولة متواضعة مني أن اجتذب أطراف حوار في ذلك علني أكون جاهلة في أمر جلل يأتيني به أحدكم وأضعه في سطر جديد بين معلوماتي الشعرية المتواضعة.
حقيقة كان هذا أمراً ، لكن هناك أمر آخر وضعت حوله دائرة أخرى ...
أيضاَ دار حوله حوارات وسؤالات لبعضها إجابات ولبعضها أشباه إجابات ... وهو ....
هل كل ما يكتب الشاعر يمت له بصلة ، أم أن الخيال قد يكون شخصاً آخر يسرب القلم أخباره رغماً عنه؟
هل عندما يحدث شاعر ما بصولات حب وجولات جنونه .. قد يكون بالضرورة هو جزء من نفسه أو من حياته ، أو أنه حصانه المجنون الذي يركض به عنوة في عوالم بعيدة ليعود به ومعه بضع كلمات تصعق قارئها؟
قلمي يخبرني أن خيالي قد يكون جزءاً مني وقد يكون شخصاً يقف أمامي يسرد لي أعاجيب الزمان فأختطفها أنا وأرصها في صندوق إبداعاتي الثمين ،أي أنه الاثنين معاً ، لهذا فأنا وكل شاعر ... يحيا يعشق قلمه وقد يموت وهو يقطر حبره
ويقال : يحق للشاعر أن يفعل ما يحلو له على أرضه البيضاء بدواته وحبره ...
حينما نقرأ لشاعر ما ونصل إلى بيتاً أو جملة قد مارس فيها حقه الملوكي هذا ، نغمض أعيننا إما خوفاً من مجونه على أنفسنا أو خوفاً من أن نكون شاركناه كفراً أو فسقاً .. ومن داخلنا نحن نصفق طوعاً أو كراهية بل ونبحث عن وقع أقلامه حيثما وجدت لنقرأ حتى من تحت ألحفة أسرّتنا.
أذكر وأنا بنت السابعة تجرأتُ مرة وفتحت كتاباً كي أقرأ في منزل إحدى القريبات ، لكن هجوماً مزودجاً وقع علي لاختطاف الكتاب قبل أن تقع عيني على ما لا يُقرأ .. ومن يومها حُفر هذا الاسم في ذاكرتي وخبئت في نفسي نية معاودة الكرة ومعرفة هذا الممنوع عن الصغار أمثالي ...
وكان "يوميات إمرأة لا مبالية" أول ديوان أقرأه لنزار قباني ... قد أكون وصلت لنهاية الكتاب في أقل من ساعة ، ربما قبل أن يفتضح أمري ، أو ربما أكون كما كل من يقرأ لنزار قد سرقني ووضعني في سراديب أشعاره التي لا عودة منها.
وغير نزار كثر مع أنه في رأيي هو سيد ملوك الشعر السفاكين لسطور الورق .. ومع كثرة سفرياتي بين قلم هذا الشاعر وذاك لم أكن اختبئ وراء كف يداي عندما أزور مناطقهم المحرمة ، بل كنت أقرأ كل شئ ، حتى أني صرت أقرأ ما يهاجمونهم به بين زندقة وكفر.
وهنا أعود لأتذكر كيف أن الشاعر ملك حر في أرضه مسطورة الحدود ، لأن الشاعر حينما يتجاوز خطاً عرف بلونه الأحمر خارج حدود الكتابة فهو إنما يريد بذلك اللون الأحمر أن يرفعه علماً للتنبيه أو للسخرية أو حتى للسخط بصوت عالي جداً داخل مملكته!
أنا بالطبع ضد التجاوزات خاصة الدينية وتحديداً كتلك التي عرف بها نزار ، ولستُ اشير هنا اني اوافقه حينما جعل لله أبناءً مثلاً ، لكن أنا أقول فلندع حساب ذلك على ربه ، ولنحاول نحن قراءة ما بين السطور ، فمع الشعراء والكتاب ليس الهدف من القراءة لهم إلا الغوص بين السطور وإلا لما كتبوا. فجمالية الكتابة هو أن أحاول كقارئ فك طلاسم هذا القلم حتى لو كانت بجمل صريحة بسيطة ، كان قلم نزار واضحاً بسيطاً لكن والله كان لكل كلمة كواليسها ودهاليزها التي ترمز إلى شئ خاصة المتجاوز منها ، ووالله ما كتبَ شيئاً إلا وله مع الواقع صلة الروح والجسد.
هذه ليست مقالة نزارية وليست ضد أو مع أي مدرسة شعرية من نوع ما .. هي خطوط أقرأ بها نفسي الشاعرة التي تأثرت دائماً بالسفاكين من الشعراء دوناً عن غيرهم ومحاولة متواضعة مني أن اجتذب أطراف حوار في ذلك علني أكون جاهلة في أمر جلل يأتيني به أحدكم وأضعه في سطر جديد بين معلوماتي الشعرية المتواضعة.
حقيقة كان هذا أمراً ، لكن هناك أمر آخر وضعت حوله دائرة أخرى ...
أيضاَ دار حوله حوارات وسؤالات لبعضها إجابات ولبعضها أشباه إجابات ... وهو ....
هل كل ما يكتب الشاعر يمت له بصلة ، أم أن الخيال قد يكون شخصاً آخر يسرب القلم أخباره رغماً عنه؟
هل عندما يحدث شاعر ما بصولات حب وجولات جنونه .. قد يكون بالضرورة هو جزء من نفسه أو من حياته ، أو أنه حصانه المجنون الذي يركض به عنوة في عوالم بعيدة ليعود به ومعه بضع كلمات تصعق قارئها؟
قلمي يخبرني أن خيالي قد يكون جزءاً مني وقد يكون شخصاً يقف أمامي يسرد لي أعاجيب الزمان فأختطفها أنا وأرصها في صندوق إبداعاتي الثمين ،أي أنه الاثنين معاً ، لهذا فأنا وكل شاعر ... يحيا يعشق قلمه وقد يموت وهو يقطر حبره
No comments:
Post a Comment