August 25, 2007

رمضانك يا تلفزيون 2


حالفني الحظ في إحدى الليالي الرمضانية وشاهدت مصادفة حلقة تلفزيونية في إحدى القنوات بعنوان (سحوركم مبارك). كم سعدت بهذه الدقائق المعدودة وبهذا الكم الهائل من القيم والروحانيات والأناشيد التي بحق نستطيع ان نمنحها وقتاً لمشاهدتها دون الشعور بأن وقتاً ولو بسيطاً من أوقات رمضان ضاع هباء.
وكأن هذه الحلقة تتحدث بما يدور في أفكاري حول قيمة اللحظة في رمضان وثقلها في ميزان باقي أوقات السنة وكم هي مغالطة للنفس أن نرغمها على الذهاب في عمق السخف حين نتابع هذه الفوضى العائمة بين كبسة زِر وأخرى ، ونحن نعلم أو يجب أن نعلم أن النفس دائماً تبحث عن خالقها بفطرتها.
وهنا لي عودة مع حكايا رمضان و هذا الملتصق في مجالسنا وأوقاتنا .. التلفزيون.
كأسنا المليء في هذا الجزء يركز على مسلسلات رمضان ذات القيمتين الفنية والتهذيبية التثقيفية .. بين التاريخ البعيد والقريب وبين حياة اليوم ..
من سوريا أبدأ حيث أني أركز دائماً على الأعمال الفنية مكتملة الزوايا، والأمر لا يخلو من آراء مخالِفة من هنا وهناك، وأنا هنا أتحدث عن المسلسلات التي تخبط يديها في أعماق التاريخ لتخرج لنا درر عمالقة الإسلام في كل الحقب بما في ذلك من خبايا أحداث هذه الحقب، وأيضاً المسلسلات التي تتحفنا بزمن جميل عريق كانت فيه القرية أسرة والدولة أسرة والأمة أيضاً أسرة ... وحتى الكوميدي منها كان يعطينا بين الضحكة والأخرى درساً ساخراً حول أين نقف وأين يجب أن نقف ... وكلها تلبس معاً حلة العمل الفني المتكامل في الحبكة الدرامية ومعالجة القضية المطروحة ...
من مصر سآخذكم إلى البرامج التي تسيح في أرجاء الفضائيات كما عودتنا دائماً .. ولن أسمح لنفسي في هذا الجزء من الكلام أن اطل على كأسي الفارغة، فأنا قد سافرت بعيداً عن حدودها وليس معي تأشيرة عودة كي أتحدث عن سلبيات المسلسلات المصرية و التعجب حول إصرارها على الجمود الفني والقصصي، أريد أن أرتشف وإياكم من شرابها ذي النصف، فهكذا يمكن لنا أن نتذوق على مهل و نحاول معرفة الخلطة اللذيذة كي نجرب كل في مكانه أن يحاول عمل نفس الخلطة الراقية الرقيقة وهذا هو بيت قصيدي.
البرامج عبارة عن تشكيلة مدرسية رائعة بين حوارية وقصصية وروحانية لم تترك زاوية في القلب والعقل إلا وزارتها كل يوم في رمضاننا هذا العام، هذا وأنا استثني برامج الحوارات التي جلّسَتْ نفسها على كرسي الفتاوى!
وأرى بأم اليقين كم هي الألوف المؤلفة في أرجاء العالم المسلم التي ترتقي وتتعلم بهذا الاسلام الرائع الذي يطرزه لنا هؤلاء الرائعون في برامجهم، ومهما كان الهجوم والتهكم، ولا أسميه نقداً، فلا ننكر أثر هؤلاء وما يقولون في تحسين مفاهيمنا ومعلوماتنا وأخلاقنا.
المسابقات الرمضانية جميلة هي كلما تعمقت في الاستحواذ على الغريب والجديد في المعلومات كي نستفيد، وعلى أقل تقدير أن أمضي ساعة وأنا أتزود بمعلومات جديدة أفضل من أن أضيعها في الحملقة في الشاشات الملونة كثيرة الهرج خاصة في رمضان. ولا أدري إن كان رأي قارئي يشابه رأيي أم يغايره، وهذا ما أطمح لمتابعته من خلال هذا المقال.
ومن السعودية والكويت وبعضاً آخر من جيران نفس المنطقة حيث القادمين قلائل لكن والله ولا أروع من هذا الجديد الذي يقدم لنا اسلامنا بين قصص ربانية ثم محمدية ثم تاج مرصع يهديه إيانا شباب مسلم بحق يقدم لنا الاسلام الاخلاق وحتى من أضيق الزوايا التي قد لا نكون من مواقعنا الاعلامية أو مواقعنا الجماهيرية فكرنا في الإشارة إليها ووضع العلامات الحمراء حولها تقصيراً أو تفصيلاً.
وختام الكلام .. رمضان، ولو في آخر قائمة عطاياه وفوائده هو فرصة رائعة لكل منا لاختبار قدرته على نفسه .. وبعدها سيعرف قدره أمام نفسه ...
رمضانكم كريم دائماً يبقى أن تكونوا أنتم كرماء مع أنفسكم .. ودمتم بخير.

No comments: