August 25, 2007

يا صاحبي



موضة قديمة قاربت على الاختفاء من حياتنا .. وقلّما سمعناها بصوت عالي هذه الأيام بين الأصدقاء من مذياعي انطلقت أغنية جميلة جداً استفزتني لسؤالِ نفسي ما إذا بقي عبق هذا الحب الإنساني يفوح من الحياة .. الصداقة! 
إن لا زلنا نهدي أنفسنا محبة الآخرين، ونحرص على تقوية هذه الوطيدة الغالية. أهي في حساباتنا التي تكدسها دفاترنا، وهل يهمنا عدد صداقاتنا الحميمة بقدر ما تهمنا باقي الأرقام التي تملأ حياتنا!
هل سألناها أنفسنا إن كنا نحب أصدقائنا فعلاً؟ وكيف هو شكل هذا لاحب! من هو ذا الصاحِب الذي يقتسم معي حلو الأيام ومر الأوقات، يحمل معي هم النفس وأسرارها؟
أغنية تحفز السؤال أمام المرآة الداخلية لكل واحد فينا. جعلتني أتخيل أمامي كل أصدقائي، وأحسب بالأرقام، عدد السنوات التي دامت فيها هذه العشرة الحلوة بيننا .. والنتيجة .. ابتسامتي ملء وجهي والرضا يفوح عطراً من ملامحي.
الحمد لله .. فأنا مازالت هذه الكلمة تملأ حياتي .. وأملأ بها حياتهم، على ما أظن.
أعود لهذه الأغنية ..
تجولت بين كلماتها وفكرت في مضمونها الرائع .
كان حواراً عميقاً حميماً اُهديه لكل صاحِبَيْن .. يمثلها في الأغنية الحالم عبد المجيد عبد الله وصاحبه الرائع راشد الماجد .. ثنائي مذهل .. لموضوع مذهل .. والدعوة عامة لكل من يجانبه صديق.
بكل محبة تحرك هذه الأغنية جزء مختبئ خلف زحام الحياة وزبارقها.
انه الصاحب الذي يشتري محبة وعشرة صاحبه حتى لو كانت هي نفس المرأة التي أحبها كليهما!.. وقد تكون هي الدنيا.
الرائع هنا هو أنهما، ومع تعلق كل واحد فيهِما بها، أخذ كل منهم جزء من نفس القلب الذي أحبها به ليهديه لصاحبه عرفانا بالعشرة واعترافا بالمحبة ..
الموضوع هنا هو الإخلاص حتى في حالة تُعمَى فيها عين القلب ولا ترى من العالم سوى شخص من يحب ..
صديقي أم هي!؟ هذا هو السؤال والاختيار.  
أتمنى أن تملأ إجاباتكم ابتسامة رضى عريضة على وجوهكم.
وكثر الله من أمثالكم ..

No comments: