November 29, 2008

ادفع بالتي هي أسوأ



بالأمس كنت في السوبر ماركت ، وكعادتنا نشتري بعد أن نقارن بين المنتجات نوعها وأسعارها وما إلى هنالك ، كل شئ كان طبيعي ، هذا باعتبار ان الغلاء صار منا وفينا وأصبح اعتياد وروتين في حياتنا ، لكن شيئاً ما لفتَ نظري عند أكثر من رف أي في أكثر من منتج

طبعا هناك بعض السوبر ماركتس يخصصون منتجات "أجنبية" غير مجمركة و ليس لها وكيل هنا ، وتراها تباع بالشئ الفلاني ، يعني مثلا نوع من أنواع السفن أب أو الكوكا كولا أو نوع شوكولا غريب ترى سعره من عشرة ريالات وانت طالع ، يعني المنتجات المحلية والعربية لها أسعارها والـ "مستوردة" لها أسعارها هي الأخرى

هذا غير العديد من المنتوجات المحلية والعربية التي اعتدنا شرائها دعماً لها بجانب جودتها ومصنعيتها العالية لكنها ، هووووووب ، اختفت فجأة دون أن نعرف إن كان نفوها ورا الشمس هي كمان ولا حرقوها وداسوا على رمادها

باختصار

لا أعرف لماذا تباع علبة تونة ماركة "جودي" بـ خمسة ريالات للواحدة وتباع علبة تونة نفس العبوة ماركة "هاينز" – وما أدراك ما هاينز- بـ ثلاثة ريالات فقط ، أوووووبس ، الميزان انقلب ، هلق المحلي أغلى من المستورد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا طبعاً مثالاً جزافياً لأمثلة كثيرة لكل شئ .. يعني تشعر وكأن الهدف هو تكسيد البضاعة المحلية والعربية وبالتالي افلاسها مع الوقت مقابل دعم تنشيط بيع المستورد وانتفاخ جيوب التاجر والمُصَنِّع ، وبهذا يسهل تحقيق معادلة "احكم الناس مِن حُكْم الزمن عليها" هههههه طبعا دي مقولة ديجافويييييية ، وفي الآخر سيقول حسب الله: حتدفناها .. وفي الآخر حيشيل الهم لوحده ويدفنيها لوحده ، أقصد يدفعيها لوحده ، يعني حندفع حندفع وبالتي هي أحسن أو أسوأ

المرحلة التي نمر بها كلنا اخي هنا وفي مصر والسودان وسوريا وتونس ...الخ هي مرحلة هادئة انتقالية لشئ لا نعرف كنهه رغم أننا قد نستطيع تكهنه بورقة وقلم وبضع صفحات من التاريخ وعدسة مكبرة نرى بها ما صغر حجمه وكبر فعله وفي الطريق قد نرى ما خفي وكان أعظم مروراً بكل الكواليس التي ترسم خريطتنا وحياتنا نفر نفر – الله يمسيكي بالخير يا سُكَيننة –

وطبعاً لآن طلبات البيت كتيرة بنضطر كل شهر تقنين أشياء واختيار أسعار أرخص ، لكن اشتريها بشئ من الغصة ، وأقول في نفسي : يا ترى ذنب من هذا .. أهو ذنبي لأني لا أشتري الأغلى ؟؟ أو لأني أستبعد معظم أساسيات الحياة من قائمتي الشهرية؟؟ أو لأني لم أفعل مثلما نصحتنا مريم نور يوماً بالابتعاد فوراً عن المدينة والعيش في قرية بها بقرة وشوية دجاج ومزرعة متواضعة تضم ما لذ وطاب وأفاد ووفر على الجيب والعباد؟؟؟ أو هو ذنب من يتحكم فينا من فوق بالريموت كونترول ويسيرنا على خط واحد كالروبوتات المبرمجة ؟؟؟

نحن كما قال تميم البرغوتي – بتصرف -

قرد خارج القفص يسخر من أخيه الذي بداخل القفص .. وكليهما في قفص أكبر!!

سأنهي كلامي الآن فقد أرتحتُ قليلاً بعدما أخرجت ما في صدري على هذه السطور ..

7 comments:

Anonymous said...

السلام عليكم

انا من رأى مريم أحسن

طالما لا نفعل شيئا سوى الشكوى

تحيتى

وبمناسبة العدسة المكبرة

انا احتجتها وأنا بقرأ البوست ده

تحيتى

عين فى الجنة said...

لقد اكتوينا بنار الغلاء فعلا وبدون مبالغة
اللهم ارفع الغلاء عنا
وكل عام وانتى طيبة

Che_wildwing said...

لغز بلادنا أن هناك دائما من يشتري في كل وقت وبأي سعر
ماركس تصور أن التوازن سيتحقق في لحظة عدم قدرة الفقير على الشراء
وهو ما يثبت لى أن "ماركس" كان مخطئا
أو كان مجرد أحمق آخر

Me, myself, and her said...

قد تم تكبير الخط أيها المحارب ، ضع عدستك جانباً هههه

**

أخي راجي دايما مشرفني ومنور مدونتي

**

وايلد وينج

يجوز أن ماركس أخرقاً آخر لكنه بالتأكيد حجراً فاعلاً في رقعة الشطرنج وإلا لما أحدث هذا الفرق في تاريخ البشرية

حـنــّا السكران said...
This comment has been removed by a blog administrator.
Me, myself, and her said...

جو


فكّرت جديّا في السنتين الأخيرتين أن أعمل برأي مريم نور .. فجأة أصبح أقصى اّمالي أن أعود إلى تلك القرية التي كنت أهرب إليها و أنا صغير كي أتنفس ..بعيدا عن جنون ما يسمى بالمدنيّة ..و التي تأكلنا من الداخل كأي سلعة رخيصة ..لكن .. حتى تلك القرى الصعيرة لم تعد بريئة تماما .. هجم الوحش عليها و عمل منها نسخ مصـغـّرة ..
بتعرفي اني قبل كام يوم تساءلت نفس سؤالك و عن التونا تحديدا و أنا أتبضـّع من السوبر ماركت ؟؟ والله جد ..
ـ نحن أغبياء جدا يا سيدتي ..تجار و مستهلكين ..أشعر أحيانا أننا كالنعاج التي تـُساق من قبل مجهول .. و إلى مكان مجهول ..كما أشرت أنت

الميكروباص said...

أمس شاهدت على قناة الجزيرة الوثائقيه برنامج عن احدى دول أمريكا الجنوبيه- ورأيت أن صندوق النقد الدولي يعطي لهم ملايين الدولارات سنويا بشرط أن ينفذ طلباتهم، وتنحصر هذه الطلبات -غير الفوائد بالطبع- في انهم يشترون سلعا معينه من بلاد بعينها دون بلاد أخرى، وكان المزارعون يشتكون من الاغراق في صناعات الالبان على وجه الخصوص لأن صندوق النقد قال لهم انه يجب عليهم أن يشتروا اللبن البودره من أمريكا، وكانت النتيجة أن أصحاب مزارع الالبان كل ثلاثة أيام يفتحون التانكات التي بها اللبن ويطلقونها في الشارع -رأيته بعيني- اللبن يسير على الأرض لأنه سيفسد وعليهم حلب الأبقار ويحتاجون لهذه التانكات ليضعوا اللبن الجديد فيه، يعني يتخلصوا من اللبن لأن لم يشتريه أحدا، وذبحوا الابقار لأن المصانع باتتتعتمد على اللبن المستورد رخيص الثمن، والدول الاوربيه وأمريكا رفعت اسعار البذور والتقاوي وكانت النتيجة ان المنتج المحلي صار أغلى من المستورد، وافتقر المزارعين وكسب الأمريكان، هذه سياسه، وخطط لإفساد الانتاج المحلي من أجل ان نعتمد عليهم مستقبلا، يوجد في بلادنا من يفطن لهذا الاسلوب، ولكن تعلمين أن الدنيا مصالح وبزنس، ولا أحد يعمل لمصلحة الناس من المسئولين، ومن يحاول أن يعمل لمصلحة الناس فسيكون مصيره الاقصاء من منصبه فورا، لأنه طالما نمد يدنا إلى الغربيين لنأخذ منهم المال والسلاح فيجب أن نطيعهم في كل قراراتهم
.....
موضوعك خطير جدا وكبير