بالأمس كنت في السوبر ماركت ، وكعادتنا نشتري بعد أن نقارن بين المنتجات نوعها وأسعارها وما إلى هنالك ، كل شئ كان طبيعي ، هذا باعتبار ان الغلاء صار منا وفينا وأصبح اعتياد وروتين في حياتنا ، لكن شيئاً ما لفتَ نظري عند أكثر من رف أي في أكثر من منتج
طبعا هناك بعض السوبر ماركتس يخصصون منتجات "أجنبية" غير مجمركة و ليس لها وكيل هنا ، وتراها تباع بالشئ الفلاني ، يعني مثلا نوع من أنواع السفن أب أو الكوكا كولا أو نوع شوكولا غريب ترى سعره من عشرة ريالات وانت طالع ، يعني المنتجات المحلية والعربية لها أسعارها والـ "مستوردة" لها أسعارها هي الأخرى
هذا غير العديد من المنتوجات المحلية والعربية التي اعتدنا شرائها دعماً لها بجانب جودتها ومصنعيتها العالية لكنها ، هووووووب ، اختفت فجأة دون أن نعرف إن كان نفوها ورا الشمس هي كمان ولا حرقوها وداسوا على رمادها
باختصار
لا أعرف لماذا تباع علبة تونة ماركة "جودي" بـ خمسة ريالات للواحدة وتباع علبة تونة نفس العبوة ماركة "هاينز" – وما أدراك ما هاينز- بـ ثلاثة ريالات فقط ، أوووووبس ، الميزان انقلب ، هلق المحلي أغلى من المستورد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا طبعاً مثالاً جزافياً لأمثلة كثيرة لكل شئ .. يعني تشعر وكأن الهدف هو تكسيد البضاعة المحلية والعربية وبالتالي افلاسها مع الوقت مقابل دعم تنشيط بيع المستورد وانتفاخ جيوب التاجر والمُصَنِّع ، وبهذا يسهل تحقيق معادلة "احكم الناس مِن حُكْم الزمن عليها" هههههه طبعا دي مقولة ديجافويييييية ، وفي الآخر سيقول حسب الله: حتدفناها .. وفي الآخر حيشيل الهم لوحده ويدفنيها لوحده ، أقصد يدفعيها لوحده ، يعني حندفع حندفع وبالتي هي أحسن أو أسوأ
المرحلة التي نمر بها كلنا اخي هنا وفي مصر والسودان وسوريا وتونس ...الخ هي مرحلة هادئة انتقالية لشئ لا نعرف كنهه رغم أننا قد نستطيع تكهنه بورقة وقلم وبضع صفحات من التاريخ وعدسة مكبرة نرى بها ما صغر حجمه وكبر فعله وفي الطريق قد نرى ما خفي وكان أعظم مروراً بكل الكواليس التي ترسم خريطتنا وحياتنا نفر نفر – الله يمسيكي بالخير يا سُكَيننة –
وطبعاً لآن طلبات البيت كتيرة بنضطر كل شهر تقنين أشياء واختيار أسعار أرخص ، لكن اشتريها بشئ من الغصة ، وأقول في نفسي : يا ترى ذنب من هذا .. أهو ذنبي لأني لا أشتري الأغلى ؟؟ أو لأني أستبعد معظم أساسيات الحياة من قائمتي الشهرية؟؟ أو لأني لم أفعل مثلما نصحتنا مريم نور يوماً بالابتعاد فوراً عن المدينة والعيش في قرية بها بقرة وشوية دجاج ومزرعة متواضعة تضم ما لذ وطاب وأفاد ووفر على الجيب والعباد؟؟؟ أو هو ذنب من يتحكم فينا من فوق بالريموت كونترول ويسيرنا على خط واحد كالروبوتات المبرمجة ؟؟؟
نحن كما قال تميم البرغوتي – بتصرف -
قرد خارج القفص يسخر من أخيه الذي بداخل القفص .. وكليهما في قفص أكبر!!
سأنهي كلامي الآن فقد أرتحتُ قليلاً بعدما أخرجت ما في صدري على هذه السطور ..