كان يتحدث على الموبايل بينما كانت هي تحضر فنجاني القهوة في العصاري كالمعتاد، كان يتحدث بالهمس
نظرت إليه بنظرة تلمع خبثاً .. تركت ما في يديها .. تسحَّبَتْ إلى داخل غرفة النوم بعيداً عن انتباهه .. حملت موبايلها وتحدثت هي أيضاً بالهمس
هي: الو .. كيفَك؟
هو: الحمد الله .. كيف حالك انت والاولاد وأبو الاولاد؟
هي: الحمد لله ...
هو: إيمتى أجيكي ..؟
هي: استنى شوي عشان هو لسة بالبيت ومش عارفة امتى حيطلع
هو: طيب بدي أعرف عشان أنا كمان عندي دوام
هي: طيييب .. تعالى بعد العشا عشان هو يمكن يطلع من البيت
هو: اوكي دونننن
تخرج هي مبتسمة تلمِّح لزوجها بأنها كانت في التواليت .. ينظر هو مبتسماً إلى موبايله ويقول الظاهر إني حضطر أوديكي بكرة عند صاحبتك عشان جاييني العميل يشوف الدراسة اللي أنا عملتله ياها
هي: اوكي ما في مشكلة .. بس مش حتطلع اليوم؟
هو: اها .. طالع بعد العشا .. ما نتي عارفة
هي والقلب يدق من الفرحة : اها أكييييد عارفة
يخرج هو بعد العشا .. ويأتي صاحب الموعد على موعده .. ويتم مرادها وغاية سعادتها
في اليوم التالي يصر الزوج على أن تنهي هي تجهيز نفسها والأولاد عشان يوصلها عند صاحبتها ويرجع البيت
في اليوم الثالث تستيقظ الزوجة لتقوم بمهامها "المطبخية" المعتادة ..
ويقوم هو ، الزوج ، بنفس نشاطه اليومي ليجهز نفسه ليومه الجديد ثم الذهاب للعمل ..
تدخل هي المطبخ .. وتصعقها المفااااجأة ..
يخرج هو من التواليت ليفتح دولاب ملابسه .. ويصعقه ما لم يتوقعه
هي .. اللاب توب الذي طالما تمنته واحتاجته لدراستها
هو .. التوكسيدو الذي طالما كان يتسائل متى سيحصل على مثله
في هذا اليوم .. عيد زواجهما .. وفي كل مكان تختبئ وردة لم يدرِ أحدهما كيف ومتى استطاع نصفه الآخر أن يضعها في هذا المكان بالذات
هذه القصة مع اختلاف بعض التفاصيل الصغيرة .. حقيقية ..
يضطر بعض الأزواج التعاون مع أصدقائه أو أقربائه أو حتى صديقاتها كي تحضر لزوجها مفاجأة عيد ميلاده أو عيد زواجهما .. أو أي عيد قد يخترعه الزوجين .. ليس مهماً أن أضع نفسي ومشاعري في قائمة الأعياد التي تفرضها علينا ثقافة الأعياد
تنتهي هذه المغامرات اللذيذة "النِّغْشة" بمزيد من الحب .. وهذا ما أردت أن أقوله .. ليس كل كيد النساء في شر، هذا لو اعتبرنا أن هذه المؤامرات "البيضاء" شئ من كيد،
حتى الأزواج يمكن أن يخبئوا كيداً جميلاً أيضاً .. فهدايا الحب تجب المؤامرات التي سبقت ذلك
لما لا ؟؟
وجب التنويه:
علينا أن نعلم أن "كيد النساء العظيم" الذي ذكر في القرآن لم يكن تعميماً على أنه صفة ملتصقة بكل نساء العالمين، بل هي صفة اختصت بها رفيقات زُلَيْخة ومن معها، وتعميم هذه الصفة هو من الخطأ الشائع الذي استساغ "الشيوخ" أن يرتكنوا إليه
1 comment:
شو قلنا نحن ؟؟ التعميم خطأ
نعيب في زماننا والعيب فينا
يا دودو
هذه الأشياء تحصل دائماً بل وهي في تزايد المهم أن نغار من بعضنا محبة
Post a Comment