الليلة 24 1 2008م الخميس ليلة السهرات على القناة السعودية الأولى .. والريموت الله ينور اعتبره قدوة لكل صاحب هدف في الحياة .. حركة بدون توقف
القناة الأولى كانت في يوم من الأيام أشبه بالمنزل المهجور لكن يصر أصحابه على استقبال زوار، ليس القصد التهكم ولكني أصف وضعها لأقرب تصور قد يحتاجه القارئ كي يستشف المضمون وبسرعة
منذ السنتين بدأ هناك شئ من تغيير .. وطبعاً نفهم هنا أن التغيير يأتي مع بداية حقبة ملكية جديدة يتبناها الملك عبد الله لغربلة المجتمع عن بكرة أبيه ..
القناة السعودية الأولى بدأت تقدم برامج تسمح بمزيد من حرية الحوار، المُقَنِّن بالطبع، وبدأنا نرى مذيعات لم يعد على ملامحهن عبوس ظباط الجيش .. بل بدلاً عن هذا سُمحَ لهن بالابتسامة والظهور بملابس ملونة، وطبعاً بحجابهن، لكن المظهر كان منذ عهد قريب غير مقبول البتة في هذه المؤسسة الإعلامية المتحفظة
الغريب هنا .. أن "الأمركة" تغزو هذه القناة بشئ من الهدوء المتأني .. وليس القصد هنا الشكل .. ولا المضمون . . بل .. ما وراء السطور وخلف الكواليس
اليوم ومع اليوم الرابع أو الخامس على ما أظن من القهر الذي يعيشه الفلسطينيين في غزة نشاهد فيلماً أمريكياً حديث عهد 2002م
We were soldiers
وهذا ليس بعادة القناة أن تقدم فيلماً ابن حقبته
الفيلم بطولة ميل جيبسون و مادلين ستاو .. يحكي معاناة الجنود الأمريكيين في معركة "لا درانج" .. ويسلط كاميراته تحديداً على الصدمات التي تعتري اسر وزوجات الجنود، وعندما نتحدث عن هذا النوع من الرسائل فنحن نعرف جميعاً كيف تتفنن المدرسة ا لهوليوودية في تعميق المشاعر لكسب التعاطف مع أو ضد ما هو مكتوب في خلفية سنياريو الفيلم .. سيما عندما يمر العلم الأمريكي مصحوباً بموسيقى متقنة في التوقيت الذي يكون فيه المشاهد في قمة تأثره العاطفي، وهنا نحن نعلم أن المشاهد في أفضل حالات البرمجة والتلقي
قد نكون جميعنا شاهدنا الفيلم .. لا ضير في ذلك معظمنا يحب الأفلام الاجنبية وأنا منهم .. إنما عرض هذا المضمون في هذا التوقيت وفي هذه القناة !! قد لا أعرف كيف أنهي هذا الموضوع بعد علامات التعجب هذه
لكن الموضوع لم ينتهي
والآن، هيا بنا نبتعد قليلاً ونذهب إلى تلة أعلى كي نرى الزوايا الأخرى بالوضوح الذي لا يزوِّره أحد لنا
بتمشيط الخريطة والمرور على كل مجموعة حدود متلاصقة .. نجد أن كل دولة لها دورها في دعم هذا التعاطف أو تشويش التعاطف مع الفلسطينين في أرض غزة الرباط .. أي .. هنا تعرض أفلاماً تعمق المشاعر تجاه الجنود الأمريكيين .. وهناك مسلسلاً يدعم التعاطف مع الاسرائيليين .. وهناك هزي يا نواعم .. ثم هناك أحدث أقوى الـ "سيرييز" الامريكية والبريطانية أيضاً، فهي الحليفة التي يجب أن نلاحظ أن ظهورها الإعلامي يصبح أقوى كلما تعاضدت مع أمريكا حتى أصبحنا نرى مسلسلات وأفلام بريطانية قوية وفي تزايد .. ومش أي "سيرييز" بل كل السيزونات وتعاد ثم تعاد كل فترة
لا وقت لدينا كي نفيق .. فالبرامج تلو البرامج جميلة مكثفة وقوية مما يجعلنا مخدرين طوال الوقت نلحق بروعة ما تقدمه قنواتنا "العربية" "جداااا" ..
عندما نسأل : هل هناك مؤامرة صهيونية حقاً ؟؟ فنحن لا يحق لنا أن نسأل لأن الإجابة بديهية تفرض نفسها حولنا .. لكن يا ترى لو سألنا : هل هناك مؤامرة عربية على العرب؟؟ .. وهنا فقط نتوقف كثيراً وليس قليلاً كي نقرأ السؤال بعين متوغلة وكأنك ترى في كل حرف صوراً آتية من كل حدب وصوب تظهر كأدلة تدين كل شئ وكل أحد يمسك زمام أمر من أمورنا .. ويحمل ولاية أمورنا كلها
القضية التي أمسك بدفترها هنا ليست لحمل شعار ضد مشاهدة التلفزيون أو الأفلام الامريكية والبريطانية .. الخ
بل دعوة أتمنى أنها تنتشر ..
مزيداً من الوعي يحمينا ويحمي أمتنا
وَعيَك سلاحك
كن على قدر من المعرفة والثبات والوعي وبعدها شاهد كل شئ .. المهم أنك تعرف بوضوح هوية من حولك .. وماهية ما حولك .. وتعلم جيداً من أنت ومكانتك وأهميتك التي باتت خطيرة تهدد الموساد والإف بي آي حتى تراهم يصرفون وقتهم وأموالهم وخبراتهم كي يتأكدوا من أنك نائم طوال الوقت حتى وأنت صاحي
قبل أن تبرد قهوة هذا الموضوع
أنا لستُ سوداوية .. إنما كثرة اللخبطة حولي تجعلني أفكر كثيراً فكثيراً حول الأسباب .. وينتج عن ذلك هلوسات شخص محموم أو اكتشافات إضافية يمكن تعميمها للفائدة
No comments:
Post a Comment