December 1, 2011

الجزاء من جنس العمل .. وليس دائماً السجن


أخيراً .. تم القبض على الظابط فاقئ العيون وصياد النور ..

ويُعْلِنُ النائبُ العام حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، ثم سنعلم بعدها أنه حُكِمَ عليه بسنوات عدة أو لو كان حظه قد أتى له بمحامٍ جهبذ يخفف له وطأة الحُكْم بسنوات أقل، ثم قد يقضي المدة التي عليه داخل سجن هو ذاته السجن الذي لم يقدم أي تغيير في نفسية المساجين ولا حياتهم سوى أنه حَوَاهُم فترات محكوميتهم، هذا غير اقتداء بعضهم ببعض وتكوين علاقات لعمل قادم بعد الخروج من السجن، إلا .. مَنْ رَحِمَ رَبِّي، لأن الأصل دائماً في "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" ونقصد هنا المساجين وسجانيهم.

عبر التاريخ، ما الوتد الذي قدمه السجن لرفع أمة أو دولة؟ هل هو يقدم رجالاً آخرين غير الذين دخلوه، دائماً أو أحياناً؟ بخطة مدروسة أم بصدفة – واُحبُ أن أسميها "بقدر"؟

كل هذا الكلام الذي قُلْتْ ولم أبدء .. ولن أطيل.

لو كنتُ أنا النائب العام .. لكنتُ فعلتُ التالي:

طرد الضابط من مخدوميته وسحب كل سلاحه وصلاحياته.

التشهير به في كل الجمهورية، ابتداءً بمنطقته، ما يعني أنه سيُشَهَّر به حول العالَم بحكم تطور الإعلام الالكتروني وتطاير أخباره كالهواء في مهب ريح.

تقديمه إلى اجتماع شعبي يكون أعضاؤه ممن خسروا أعينهم بسببه وأهليهم، في مناظرة هم طرف وهو الطرف الآخر. وليكُن هؤلاء من أصحاب الرؤية والفطنة وحنكة الكلام والمنطق. فليس من أهداف هذا الاجتماع الانتقام أو شتيمة أو شماتة، لم يبني ذلك قوماً أو بشر عبر التاريخ. بل هو إصلاح الأنفس والتعلم بالألم وجلد الذات أحياناً، ومن لا يحتاج ذلك! وبالنسبة له فهذا أقسى وأشد وطأة من سجون القضبان العازِلة.

توجيهه إلى الخدمة الاجتماعية أو التأهيل المِهَني، فالمِهنة كانت معاش الأنبياء ومنها تعلموا الكثير. وهنا يمكن تغييره إلى إنسان جديد وليس هو ذات الإنسان التي تنتجه السجون، خاصة سجوننا.

ولنعتبره عينة تجريبية لهذه الطريقة الجديدة علينا، القديمة على دول أكثر تطوراً، ولنراقِب شدة تأثيرها وقوة عدواها.

... و ... لن أدخله أي سجن من حيطان وقضبان.

الخلاصة:

هذه الثورة تعني تعبيد طرقاً جديدة للحياة في كل المجالات نبدؤها من داخل هذه الفوضى العارِمة لأنه لم يزل بيننا أهل اختصاص وبالتأكيد هناك الكثير من مساحات الهدوء والتخطيط السليم رغم كل شئ.

هذه رؤيتي تجاه هذه القصة التي بالطبع تصلح لتطبيقها على كل صياد للأمل بالتأكيد. وبالتأكيد سأحتاج آراء مُنقِّحة ومُصحِّحة وإضافية.

شكراً لوقتكم الثمين ..

No comments: