في حلقته بالأمس كان هناك شئ من واقع حال يُباح به في "كلام نواعم" حول حقيقة ما يحدث في كواليس الانتاج الغنائي بين المحافظة والتجاوز، وبالعربي، حدود العلاقات بين المنتجين والفنانات سواء المعروفات أو الجديدات في مشوارهن
ورغم بصيص الحقيقة الذي كان يبزغ ثم يختفي إلا أني قليلاً ما أجد تلك الملامح في إحدى البرامج في الإعلام العربي ككل، فالكل أصبح يخفيها أو يجملها أو يحورها كيفما أراد
مادة الحلقة حفزتني للكتابة حول الموضوع أكثر من كل الحوار الذي اُديرت به الحلقة
"فلانة قدمت لي ثمن ما اعطيه إياها .. ما الذي ستقدمينه أنت؟" .. بعد إغلاق السماعة في وجهه كانت هذه آخر مكالمة وآخر عهدي بهذا الشخص المشهور جداً بين من هم في مجال عمله
وكانت هذه النهاية الحوارية قادمة بعد أشهر من تحضيرات أول شريط كاسيت لي، بل وبعد أن بقي على تنفيذه في القاهرة خطوات حتى يعود إلى جدة ونبدء في التسجيل، وهنا علمتُ أنني كنتُ طبخة هادئة جداً يعلم في نفسه أني لن أتراجع بعد اقتراب تحقيق الحلم، لكنه "بخع" نفسه (!!) -أي خدع نفسه بشئ من مفاجأة -
وبعدها أتى من يصر على أن يسمع صوتي في غرفة في إحدى فنادق بيروت، ثم غير هذا الكثير ..
تقول نظراتهم أنك تحتاجين لنا، لكنهم بالغباء أنهم لم يفهموا نظراتي .. "أحتاج أن أعبر عن نفسي" .. وهنا تنتهي المعادلتين إلى التنافر التام
المهم أني طرحتُ هنا مثالاً حياً بعيداً عن استحضار تجارب آخرين، الموضوع هنا أن الوجبة الشهية أصبحنا نحضرها ونطبخها بأواني قذرة، هي في الأخير تملك شكلاً جميلاً براقاً خصوصاً في الصور والفيديو لكن طعمها "ماسخ" وفي أغلب الأحيان لا طعم لها بل وبعضها سام، هذا فيما يخص استسهال قيمتنا الـ بني آدمـ ية مقابل الحصول على المخدرات الحسية في عالم فوضى الرقابة الإرادية على أنفسنا، الـ نحن هنا هي هم، فئة المنتجين والملحنين بل وبعض الصحفيين والكُتاب الذي يقفون داخل أكشاك على جانبي طريق أي فنانة، يبيعون كل ألوان القوس ويتركون لهن القُزَح
هذه الفوضى لن تختفي طالما أن القائمين على الانتاج الغنائي هم تجاراً ومستثمرين وليس فنانين حقيقيين، لأني عندما أتحدث عن الفنان الحقيقي سأكون أكلمكم عن أناس لا تسمعون عنهم كثيراً ومنهم من لم تسمعوا عنهم من قبل، موجودين لكن يحتاجوا للتنقيب، وأي فنان حقيقي سيحب أن يُنقب عنه بكل سرور وصبر
أنا ممن يحبون هذا النوع من التنقيب على الأقل عندما أصادف أحدهم لن أضطر لتشغيل منبهات الخطر الداخلية وأظل خائفة وقلقة طوال الوقت، أنا هنا أمام شخص راقي يملك هدفاً وقيمة يتحدث حولها .. وفي الآخر كل يتحدث حول قيمه الشخصية، فضيوف موضوعي الذين أقصدهم هنا يحبون دائماً أن يتحدثون عن قيمهم طوال الوقت لهذا هم يهتمون جداً بجمال فنانة ما على السرير مثلاً
حيثُ أنا اليوم .. حيثُ لا أضواء .. الأفضل لي أن أكون خلف الضوء كي أرى أفضل وأتعلم أكثر وأتأمل أبعد وأبعد، ولو كان الضوء مسلطاً علي لرآني كل الناس وعُميتُ أنا عن رؤية كل شئ، حتى نفسي .. هكذا أفضل، على الأقل من هنا أستطيع أن أنتج رسالتي الخاصة وفني الخاص بشكل أفضل
في النهاية
لا يخلو زمان من خيرة القوم كل في مجاله وفي مكانه .. واستحضر في ذاكرتي صور الأشخاص الذين لا تملك إلا أن تكن لهم كل التقدير الممزوج بالحب = الاحترام .. وإيجادهم ليس صعباً، لأن المعادلة الفيزيائية تقول أن الإنسان يجتذب ما يريد ويهوى وما هو من نفس نوعه، وهذه حقيقة علمية، وأنا والحمد لله أقبع في مساحة مغناطيسية ذات شذرات من نفس نوعي بين أصوات أقل ما يُقال عنها أنها رائعة، كُتاب متميزين، ممثلين موهوبين، رسامين مصورين ... كل شئ حولي، ولن يعرف أسمائهم أحداً لو ذكرتها لكم فهم يقفون معي خلف الأضواء وحتى من عُرِف منهم فهو ممن نسميهم، قِلَّة، متميزة في إعلامنا
ووقفة سريعة في أحد الأكشاك كي أقول شيئاً، دون أن أشتري طبعاً
أيها السادة الأجارِم
إن كنا ارتقينا فهذا لأنكم يسّرتُم ذلك، وإن كنا في الدرك المنسي فهذا لأنكم آثرتم أن يخرج إلى السطح الزبد لتختفي اللآلئ في قاع البحر .. هنيئاً لكم بالزَّبَد .. لكن اتركوا لهذه الأمة فرصة أن يرى لآلئها كل العالم
سلاماً خاصاً لكل فنان "حقيقي" حفر في الصخر حتى وصل رغم كل شئ
وأحيي إعلامنا بقولي : نحن نعلم الحقيقة وأنتم أيضاً تعلمونها، وللحقيقة، لا أعلم لما أنتم لا تريدون أن تتفوهوا بها
سلاماً خاصاً لكل فنان "حقيقي" حفر في الصخر حتى وصل رغم كل شئ
وأحيي إعلامنا بقولي : نحن نعلم الحقيقة وأنتم أيضاً تعلمونها، وللحقيقة، لا أعلم لما أنتم لا تريدون أن تتفوهوا بها
No comments:
Post a Comment