December 24, 2008

طلال الرشيد المعزوفة الباقية


رغم أني غريقة في عالم القراءة شعره ونثره قديمه وحديثه إلا أن هناك كثيراً من الأبعاد التي لم أكن أتطرق لها كثيراً .. فأنا أضع في هذا مثالاً : اتقن الشعر النبطي كإتقاني اللغة اليابانية 

لو لم يكن أحدهم يقرأ بتؤدة وبطء شعراً نبطياً لكنتُ تورطتُ .. وهنا يكمن حظي الأوفر في وجود من يغنيه وأنا الجالسة أبداً عند السلالم الموسيقية كأبطال فيلم "صوت الموسيقى" في نغم ورقص دائمين ،


الغناء الخليجي جميل لمن يفهمه ويعيشه وينسجم معه، وكنتُ بحكم أني أعيش بين أهل الخليج في السعودية أستعذب الكثير من الأغاني الخليجية، باستثناء ما يفرضه علي ذوقي الخاص بشكل عام

في إحدى السنوات كنتُ قد قررتُ الرحيل ، أو سمها الهجرة إلى سويسرا للعيش هناك ، ولم تكن لتجد في حقيبتي ملابساً أو عطوراً بقدر ما كنتَ تجدها ملئى بشرائط الكاسيت والكتب وقصاصات ورق يعز علي فراقها .. كنتُ أشعر وكأني سأذهب إلى جزيرة نائية إذ عَليَّ تذكر كل شئ قبل الهروب إلى نفسي هناك

كان من بين أهم الأمور التي كان علي القيام بها الحصول على جميع أشعار الشاعر الراحل طلال الرشيد .. لما هو تحديداً ؟؟ قد أقول لكم


قبل قرار السفر بعامين شاهدته يلقي شعره في حوار ما على إحدى القنوات .. شُدِهتُ وظللت محملقة حتى انتهى تتر النهاية .. فكلامه الذي قال كان كبيراً قوياً علي.

مذاك وأنا أبحث عن المزيد من تلك الكلمات، أي، المزيد لهذا الشاعر .. ووقتها لم يكن الوصول للأنترنت سهلاً كـ "طرقعة الأصبع" لذا فق
د كان البحث فعلياً في المكتبات .. وقتها كانت أغنية "علمتني" التي غناها راشد الماجد .. لا أعرف كيف أصف تلك الأغنية .. فلم يكن أروع من كلمات طلال الرشيد المنفردة سوى هذا الكيان الغنائي


علمتني وشلون احب
علمني كيف أنسى

علمتني كيف السهر
ونسيتني الممسى

يا بحر ضايع فيك
الشط والمرسى

علمتني وشلون احن
علمني كيف اقسى

سير علي ..
بس امسح دموعي وروح

سير علي ..
جيب لي معك قلب وروح

سير علي
ان تذكرت الجروح

يا طاغي النظره خطا
تجزي بها بالخل .. العطا

وأنا الي اهديتك أمن
عين وجفن

هذي فراش وذا غطا

يابحر ضايع فيك .. الشط والمرسى

يا جرح من وين ابتدي
وانت معي من مولدي

عيت يدي ..
على وداعك تهتدي


ولن أنسى عندما كنتُ في شوارع جنيف أمشي وحيدة وتسأل عيناي كل شئ عن كل شئ .. بعد الله .. لم يكن رفيقي في تلك الطرق الجميلة جداً لحد الكمال سوى هذه الأغنية .. "مشتاق" .. غناها لي "كاظم الساهر"

مشتاق ومضنيني الفراق
هجرني من هجرتيني دفى بيتي
وأنا في برد الشتا موعود
أيا مسكين يا قلبي
أنا ماشي وهو ملتفت لك عود
أيا مسكينة يا روحي
تحب اللي يعذبها ويزيد صدود
وحشتيني بكثر ما خانني هذا الزمن
وأكثر وحشتيني
أحبك حب أكبر حيل من كلمة أحبك
اسألي عيني
يا أقرب من نظر عيني لعيني
يا أبعد من حنانك عن حنيني
أمانة كيف تنسيني

***

لا أعرف كيف يمكن لشاعر معروف وكبير قومه أن يمنح بعض الأغراب أمثالي دقائق معدودة نزولاً عند طلبه .. كان طلباً واحداً أردته قبل السفر .. أن اخبئ في حقيبتي أشعاره الكاملة .. حدثته بكل خجل وخوف وهو حدثني بكل لطف وكرم وأدب .. ولم يكن هناك أكثر من أسبوع بين وعده وبين استلامي لرزمة أوراق تخبئ فيها جدائل كلماته معطرة بمقدمة رقيقة مقتضبة بقلم الشاعر يهديني فيها ما طلبته منه

هكذا يكون الشاعر والفنان

***

حقيقة عندما فكرت أن أكتب حول طلال الرشيد لم يكن في بالي تلك المقدمة التي أراها طويلة لكنه إلحاح الذكريات ..

هذا مقالي الذي كتبته عام 2003م عن طلال الرشيد ..

نبوءة الشعر قالت له سرها يوماً ، فأذعنَ لدقات القلم وقال:
"أنا راحل وتارك كل شي ..
جمعت من ذيك العيون أحلى المعاني
وونيت مع صوت المعاني
وبشويش .. وشوشت الشعور .. ريش تبلل .. وانتفض عصفور
ولمَّا وصلت لكل شي ..
دريت اني ما وصلت لشي
اخترت أصعب راي
أنا راحل .. وتارك كل شي مني وراي (!!!)"

"... أخاف أن أغمض عيوني وإن رمشت افقدك
وأخاف افتح وتصبح حلم ولا التقيك ..."

.. ولكني لم أغمض أو أرمش .. فأيناك خطفتك غمضة القدر ..
كانت لي بعدك غمضة حزن .. وارتجافة جفن أضاعت زهو البصر ..
وكانت لي عندك غصة حرَّى .. حارق صمتها وآهاتها أمرّ

هو آتٍ فجأة من بين خطوط القمر ..
أيقظ صحو سمائي العاتمة وأطلق فيها تغاريد طيورها المشتاقة ..
نسج من سكاتي تباريح كلام .. جعل في حزني النشوى .. وفي وداعي وعود لقاء .. وفي غمضة جفن نشوق الرياحين .. وفي عَبَرة تنشدها مقلتاي .. تذللا وكبرياء
تعلمتُ منه أبجدية يكفيها الصمت كي أفهمها وتكفيني ابتسامة ثغري كي أتحدث بها
تحاكي في بساطتها كلام العصافير

شكَّلَ من عابث نظراتي أغنية لا يترنم بها إلا شاعراً ..
في برهة سطر من قصيدة جعلني أحتضن نقيضَيْ

أرغموك على الرحيل .. وسبقت إرادة الله إرادة البشر .. ولكن لحن الخلود فيما كتبت يبقى أبداً رغماً عمَّن اغتال عصفور الشعر .. ليبقى مغرداً ما سطعت شمس وطلع قمر

... ( عيت يدي على وداعك تهتدي ) .. في أمان الشعر .. يا ملتاع الشعر

***

... بصمة هنا

محمد الدره

اذن الطفل محمد فجـر صبـح الشهـداء
وانجلى من ساره النور كطهـر الانبيـاء
هذه الشمس تشوق القدس شوقا للشروق
سوف تجلو ليل ظلم طال عن طول شقاء
حي ذا الاسم محمد اسم نبـراس الـورى
اخر فـي الانبيـاء اول اسـم الشهـداء
اعزل بالخوف يستجـدي بضعـف والـم
قتل هذا الطفل يدعونـا بصـدق للفـداء
لاتنادي يامحمد نحـن فـي رغـد نيـام
لاتنادي يا محمد لم نعد نصغـي النـداء
امـه نحـن كثيـر لا تجارينـا الامــم
غير انا مثل ماء البحر لايرويـك مـاء
اي صخر في الحنايا في حنايـاه اقتـدى
لم يزل فينا بمـا فينـا يداويـه الريـاء
اي ضيم ولم يحرك ساكنـا فـي ساكـن
اي روح لضمير مـات فـرط الانحنـاء
اي قيد كبـل النخـوات واقتـات الهمـم
من ترى السجان مادمنا جميعا سجنـاء
صوره تدمي قلوبـا مـا لأهداهـا دواء
عندما اغتالو محمد هللت حتى السمـاء


وأخرى هنا ...

يازمان الذل

أسلحتنا في المصاحف
يا زمان الذل
.. زل..
ما بقى في الناس شيمه
وما بقى للعدل خِل
ومن كثر ما حنا صغرنا
صرنا حتى بدون ظِل
صرنا ما نملا المحِل
صرنا أمه تحتقرنا
كل أرذال الأمم
لاتصدق ياعزيزي
بالعروبه والقيم
يا زمان الشيخ بوش
يكفي هزأت المبادىء
يكفي أحرجت العروش
الكرامه يا طويل العمر ما تكفي النعوش
يا زمان البيت الابيض
إنت مالك أمر يرفض
تبغى هذا الدين أطول
تبغى هذا الشرع أعرض
إنت إكتب وإحنا نحفظ
مو غريب
لو نَحَسْب الخبث طيب
ومو غريب
نصرخ ولا من مجيب
ومو غريب
لو يكثر أعداد الأرامل
فبلاد ما ترضى الهوان
وحكومة ما تعرف تجامل
ومو غريب
لو تعتبر حتى عصا الكهل العجوز
أسلحة دمار شامل
يا زمن نهب المتاحف
جانا جيش الحقد زاحف
جتنا لعلوج الزواحف
فتشوا حتى العقول
وأسلحتنا في المصاحف!!
يا زمن أمريكا شكراً
أنتزعت الأقنعه
إنت ازلت الأقنعه
وانكشف وجه النوايا
واتجاه الاشرعه
ما نصدقهم خلاص
وما بقى من نسمعه
كل ذولا إمعه
بس خلك مستريح
الصحيح
يوم هب الحقد من واشنطن ولندن
كذب باسم المسيح
الكل فضل ينحني
وبغداد اختارت تطيح
يا زمان الازمنه خليك شاهد
إحنا مو ناقصنا واحد
هو صلاح الدين
احنا ألف مليون واحد
هم صلاح الدين
حنا بس بعيب واحد
هو.. فساد الدين
يا زمان الذِل
حِــل
قلت لك مالك حِل



No comments: