!! حكت الحمامة.. فكنتُ أنا
أستطيع أن أسرد تاريخاً طويلاً، كنتُ فيه أنا البطل - البطل ليس سعيداً دائماً بالمناسبة!- كما يمكنني أن أفتش في الأعوام العديدة التي كنتها.. ولا أجدني .. لا أجد صوتاً .. لا رائحة .. ولا أثر .. وفي كلتا الحالتين.. لكم أن لا تصدقوني!
حسناً.. لأكن أكثر دقة، من أجلكم..
اسمي: هديل.. ولدتُ في ليلة من شهر أبريل 1983 .. كانت صرختي إيذاناً لرجل أن يكون أباً للمرة الأولى ، ولأم أن تنجب من بعدي سبعة أخوة .. تنازعت طفولتي مدناً كثيرة ، أكثر من أن أذكرها، وأكثر من أن تكون الصور الفتوغرافية -الكثيرة هي الأخرى- أمينة بتوثيقها جميعاً ، إلى أن عادت بي الدروب إلى الرياض ، فلم أغادرها أبداً بعد 1992.
هنا تنتهي حقبة.. لتبدأ أخرى كانت قاحلة تماماً من الذاكرة.. من الصور.. من كل ما يستحق أن يُذكر.. ربما يبرر ذلك أني لا أحب فترة مراهقتي ، أو ربما كان الأخير مبرراً للأول!
الآن أتساءل:هل حقاً هناك من يأبه بكل تلك الحياة التي تسردينها؟
ربما سيكون هناك من يأبه بأني بدأتُ عمري الافتراضي من عام 2001، وتسكعت في أماكن كثيرة ، بعضها غار في النسيان ، وأخرى ما عادت أوطاناً تستحق البقاء..
أول بريد ملكته كان في صناديق نسيج ، وسيكون من الغريب أن أعترف بأن أول منتدى سجلتُ به كان منتدى الزعيم الهلالي! قبل أن تلم شتاتي جسد الثقافة لوقت طويل ، ويكون لها الفضل في أن ألتقي بأصدقاء جميلين جداً، وروح وارفة جداً.. وعمر مليء بالانتصارات والخيبات أيضاً.. إلى أن غدى المكان غريباً.. وكان لا بد لي من هجرة.. لأمتهن رحيلاً مستمراً..
الآن وأنا أكتب من هذه النافذة الخاصة بي .. النافذة الأولى التي أملكها تماماً في هذا الفضاء.. أشعر بأن أوان السفر آن له أن ينتهي.. وآن لي أن أستريح بعد أن وصلتُ شيخوخة عمري الافتراضي!
هنا عتباتي للسماء!!
هذا هو أول ما ستقرأه عندما تدخل مدونة باب الجنة.. مدونة هديل الحضيف بيني وبين كلماتها وشوشات وهمس ، كأنني وكلماتها تقابلنا على إحدى الخطوط الفارغة يوماً نلعب لعبتنا الأبدية .. أداعبها وترقص
قريبة جداً هديل ... لكني متعجبة كيف عرفت بأن هذه هي عتبات السماء؟
اللهم ارحمها وهي عند رحمن .. وارحمنا ونحن نستلهم الرحمات
وهي وإن رحلت ، فهي وهبتنا حيزاً فضائياً جديداً خاصاً بنا نستلهم منه وجودنا
جائزة هديل العالمية للمدونين