May 10, 2012

القُدس .. في مُنَمْنَمة.


- حلق مع موسيقى آليهان صاميدوف -

لم يكُن بإمكاني أن أتحول إلى الفراشة الصغيرة ترفرفُ فوق هذا الزخم من الحُب، تتلقفني صور الحُلم المتموجة داخل لوحة الجِنان هذه لولا نورسيت كولبان .. آليهان صاميدوف .. و .. تميم البرغوثي

لم أدركُ الوقت الذي استغرقتُه في سكْبِ الكلمة العربية العريقة فوق هذه المُنَمْنَمة التركية تزُفُنا أذربيجان بعرس موسيقي، لكني انتهيتُ مُتْعَبة .. كنتُ أركض و أطير و أنشدُ .. أصبحتُ أنا الريشة و الناي و القلم. كنتُ أراقص الـ "بالابان" التي كان يعزف بها آليهان تارة ثم اُراقِص ريشة نورسيت ذات الثوب الغجري الأزرق ثم تارة أدبكُ عتابا فلسطين و بين النقطة و الهمزة نشبكها الأيادي .. 

في هذا التصميم .. انقسمَت الأبيات إلى أنصاف متقابلة .. و أي نصفين تحب أن تدمُج ستجدهُما صدر بيت وعجزه

النص الأصلي:

والقدس تعرف نفسها
أسأل هناك الخلق يدللك الجميع
فكل شيء في المدينة ذو لسان
حين تسأله، يبين

وفي تصميمي هنا:

والقدس تعرف نفسها
فكل شيء في المدينة ذو لسان

أسأل هناك الخلق يدللك الجميع
حين تسأله، يُبين


يا إلهي .. وأنا التي لم أرسمها  اللوحة .. و لم أعزفها المقطوعة .. و لم أكتبه القصيد، يلفني الإرهاق و يحتويني كل هذا الخَدَر! تأملتُها في البداية .. و بعد أن انتهيت .. ثم تأملتُها مراراً .. غرقتُ .. في ألف بحرٍ أزرق و بحور من مثله مما يَلْحِنون و يكتبون. كم هذه العروس جميلة بأناملكم البارّة. 

 حاولتُ عبثاً أن أحصل على هذه اللوحة الأصلية من النت، لم أستطع. سَكَتُّ. قَنِعْتُ .. بمُنَمْنَمةِ هذه المُنَمْنَمة و ألبستُها أبياتها الأنيقة من الشعر .. قَنِعْتُ .. على أمل. 


( وإن كان لآليهان إعجازه الموسيقي، و نورسِتْ إعجازه التشكيلي، و لتميم إعجازه اللغوي .. أنا قدمتُ معادلتي الخاصة العجيبة "ولن أقول إعجازي، فأنا الأمية بين هؤلاء") 


No comments: