January 25, 2013

البُردة .. قصيدة مئتي البيت التميمية



مِن تَقدِمة كتبها الشاعِر لقصيدته الأخيرة "البُرْدة" عَن سبب كتابته لها 
 ....


وفي الغربة سناجب كثيرة، وأشجار بندق، وشوارع واسعة، لكن أهم ما فيها هو قلة الأنصار والعزوة والحيلة وكانت تلك سابع سنة لي خارج مصر بعد منعي من العمل فيها، تنقلت خلالها من الخرطوم إلى برلين إلى واشنطن. وكانت أسرتنا كلها تعرضت خلال الصيف السابق على هذه الحادثة مباشرة لعدة تجارب متتالية من تلك التي تؤدي بك إلى التحديق في ملامح الموت والحياة، تجارب من تلك التي تعلمك أن تقدَّر قيمة النَّفَس الواحد (بتحريك الفاء)، إنك تتنفس، وهذا إنجاز، وهو مهدد، وهو على كل حال مؤقت، فاسعد به ما استطعت، ولا تجعل باغياً أو غازياً أو هماً أو حزناً أو علة تحتل تَنَفُّسَك، دافع عن هوائك، فقد لا يتبقى لك غيره.

وذات مرة، وبينما أنا غارق بالتفكير في شأني وأهلي وناسي أحيائهم وموتاهم، أفقت على نفسي جالساً في مقهى وامرأة شقراء، أو صابغة شعرها، من أهل المهجر تقول لي بأريحية مفرطة: أنت توافقني بالطبع على أن العرب والمسلمين أوباش كريهون؟ قمت من المقهى، وعدت إلى منزلي أرنِّم: "مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَاً...عَلَى حَبِيبِكَ خَيْرِ الخَلْقِ كُلِّهِمِ". ونويت أن أكتب بردةً، قصيدةً في مديح سيد الغرباء والمهاجرين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم.

***
- انتهى -
***

لَكَم تمنيتُ أن يكون أول علمي بها استماعاً لها بصوته، لكن أنشرها هنا على أمل أن يقدمها صوتياً لاحقاً .. 

لهُ مِنّيَ الشَّكرُ ألفاً على هذا الفيض و جماله و على هذا الشمول و جلاله.


No comments: