بهدوء شديد .. وصراحة صارخة يقدم سعيد الوهابي تعريفاً للسعودي المعاصِر - وإن كان برؤيته - إلا أنه التقط صورة محترفة جداً وحقيقية جداً للمنظر الطبيعي كما هو
**********
من هو السعودي المعاصِر؟
- سعيد الوهابي -
أقصد بالسعودي هنا هو المواطن الذي يتراوح عمره بين 20 و 45 سنة , قد يكون موظف بيروقراطي بالمرتبة الثامنة في وزارة الإسكان , قد يكون رقيب في الشرطة … في الصباح فقط , قد تكون معيدة مبتدئة نحيلة في كلية التربية وتفكر دوماً بإكمال دراستها في الخارج وتشعر أن هذا الأمر مستحيل لعدة أسباب يطول شرحها , قد يكون معلم متدين يعمل على المستوى الخامس في مدرسة الإمام الغزالي المتوسطة ولا يشعر هذا المعلم بأي قيمة تربوية أو وطنية فيما يقوم به فعلاً ويشعر بالحقد الأبدي ضد كل وزراء التربية في الشرق الأوسط , وقد يكون عاطل عن العمل ولديه بوفية صغيرة وأغلب دخله يكون من والده ( الأب لديه سكسوكة كبيرة غير متوازية الأضلاع ومصبوغة بالأسود ) الذي يعمل بوظيفة خوي لدى الأمير سلطان مثلاً , قد يكون طالب في كلية العلوم ( تخصص أحياء ) ويفكر دوماً في التحويل إلى كلية الحاسبات , قد تكون خريجة إفتصاد منزلي ومتزوجة وكُتب في عقد النكاح أن يسمح لها زوجها بالعمل ولكن عمرها الآن تجاوز الثلاثين وهي مجرد ربة منزل عظيمة , قد يكون من أوائل الخريجين من كلية المجتمع قبل 11 سنة ويعمل على إستقدام العمالة بعقود مقاولات وهمية ليتاجر بهم , قد تكون ممرضة تخرجت من الكلية الصحية بتقدير ممتاز وتذهب إلى المجمعات التجارية بحذاء رياضية من ماركة ( نايك ) وتعتقد أن قمة التحرر الإجتماعي هو أن تضع ساق على الأخرى وهي تجلس أمام المحلات تنتظر فتحها ( أقصد المحلات ) بعد صلاة العشاء , هؤلاء الذين يقفون أقصر مما ينبغي بسيارات الكامري أمام الإشارات المرورية في كل الاوقات تقريباً ولا نلحضهم نحن المثقفون لأننا أصبحنا نتطلع إلى هواتفنا الذكية بدلاً من مراقبة هذه الوجوه العادية المسطحة الخالية من التعابير ومن الجلال , العاديون الذين يحرصون على حضور المناسبات الإجتماعية ولكن يحرصون على عملهم أكثر وعلى أبنائهم أكثر وأكثر , السعوديون المعاصرون الذين يعتقدون مهما أختلف مستوى تعليمهم وثقافتهم على أهمية العلم في صياغة مستقبل جيد لهؤلاء الأبناء , العاديون المعاصرون من الطبقة المتوسطة الذين يٌقال أنهم الأغلبية الصامتة سأحاول تعريفهم للأقلية النخبة التي تقرأني الآن.